عادي

تجاهل رائد الرومانسية الإنجليزية

22:59 مساء
الصورة
1

ترتبط نشأة الرومانسية الإنجليزية بعلمين من أعلام الشعراء، هما كولريدج و وردزورث، اللذين اشتركا في إصدار ديوان «مواويل غنائية» عام 1798 وكان يمثل ثورة شبه كاملة على تقاليد الكلاسيكية الجديدة في الشكل والمضمون، فقد انتهجا في الشكل قوالب شعبية ولغة لم يعتدها القراء، ألا وهي لغة الحياة اليومية.

أما في الموضوعات، فقد اختص كولريدج في هذا الديوان بعناصر الخيال المغرق في ابتعاده عن الحياة اليومية حتى أنه ليقترب من عناصر الخرافة، واختص وردزورث، بتصوير أحداث وشخصيات من الحياة المألوفة، بعد إضفاء لمسات الخيال الشعري عليها.

وكان من الطبيعي أن يلقى الديوان عنتا من النقاد؛ إذ كان معظمهم قد درجوا على خصوصية الشعر لغة وموضوعاً، ولم يعتد أحد منهم ذلك المستوى الشعبي في القالب والصياغة والمادة، فكان الهجوم المتوقع، لكن الذائقة العامة كانت قد تغيرت، فتقبل الجمهور الديوان بقبول حسن.

وأعيد طبعه عام 1800 مع مقدمة جديدة كتبها وردزورث، وإن كانت أفكارها مستوحاة من منهج الشاعرين معاً، فكانت بمثابة دستور الرومانسية الوليدة.

وعندما نفدت الطبعة الثانية، تلتها طبعات أخرى، وكان قد زاد في الثالثة (1802) بعض الفقرات إلى المقدمة، التي أصبحت من ثم المرجع الأول للحركة الجديدة.

يشير د. محمد عناني، في صدر ترجمته ل «مختارات من الشعر الرومانسي للشاعر وليم وردزورث»، إلى أن هناك تجاهلاً شبه كامل للشاعر وردزورث في العربية، وأسباب ذلك واضحة فهو شاعر إنجليزي قح، كما يصفه بعض كبار نقاد بلاده، يرتبط بالطبيعة في موطنه، ويصور أحوال أبناء بلاده، ويستقي من لغتهم كل ما فيها من طرائق التعبير الشائعة آنذاك، خصوصاً إذا قورن بالشاعر الذي أحبه أبناء العربية  وهو شلي.