عادي

بعد التخلص من النووي على ألمانيا تسريع عملية الانتقال البيئي للطاقة

19:44 مساء
قراءة دقيقتين
1

جوندريمينجن (ألمانيا) - أ ف ب
لا يزال اقتناء محطة للطاقة النووية مصدر فخر لبلدة جوندرمينجين البافارية، لكن صفحة ستطوى مع إغلاق قريب لهذه المنشأة لمواكبة ألمانيا في ثورتها في مجال الطاقة.
ويطل منزل وولفجانج ماير رئيس بلدية هذه البلدة حتى عام 2014، على المجمع المهيب المجهز ببرجي تبريد بارتفاع 160 متراً، وهما أعلى من أبراج كاتدرائية كولونيا.
ولا يزال القسم الناشط من المحطة ينتج 10 مليارات كيلوواط سنوياً، ما يكفي لإمداد مدينة ميونخ بالكهرباء. وسيتوقف العمل بمحطة جوندريمينجن في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2021 تماماً، كمنشأتين أخريين شمال ألمانيا.
وفي بلد نشأت فيه مخاوف لدى الحركة النافذة المعارضة للنووي من نزاع مرتبط بالحرب الباردة، ثم حوادث كحادثة تشرنوبيل، حظي الإعلان بدعم كبير في صفوف الرأي العام.
دفع تعويضات
في المقابل، أبرمت الحكومة الألمانية اتفاقاً لدفع تعويضات بقيمة 2.4 مليار يورو مع مجموعات الطاقة المتضررة من عملية تسريع التخلص من الطاقة النووية الذي قررته المستشارة أنجيلا ميركل في 2011 بعد كارثة فوكوشيما.
وأعلنت برلين، الجمعة، أن «الحكومة ستدفع تعويضات تصل إلى 2.428 مليار يورو» لمجموعات «ايون»، و«آر دبليو اي»، و«فاتنفول»، و«أي إن بي دبليو»، التي كانت تشغل المحطات النووية الألمانية، وسيغلق معظمها نهاية 2022.
وبعد عشر سنوات من قرار ألمانيا التاريخي التخلي عن النووي، يرمي هذا الاتفاق إلى إقفال نهائياً مسألة تعويض منتجي الطاقة المتضررين من الإغلاق التدريجي لجميع المفاعلات في البلاد.
وستحصل المجموعات الأربع على 2.285 مليار يورو تحت عنوان «الطاقة الكهربائية غير المنتجة» و142.5 مليون يورو تعويضات عن الاستثمارات المنجزة من خلال المراهنة على تمديد خدمة محطات الطاقة، كما أعلنت وزارات المال والبيئة والاقتصاد.
وبحسب برلين تعهدت المجموعات بـ«سحب جميع الإجراءات القانونية الجارية والامتناع عن رفع دعاوى على نظام التعويض».
وتذكّر الحكومة على وجه الخصوص بالشكوى التي قدمتها مجموعة «فاتنفال» أمام محكمة تحكيم تابعة للبنك الدولي في 2014 ضد التخلص التدريجي من النووي.
وأعلنت هذه المجموعة، الجمعة «نرحب بهذا الاتفاق الذي ينهي مواجهة مكلفة دامت سنوات»، مؤكدة إسقاط الملاحقات.
من جهتها، أعلنت «آر دبليو أي» أنها «إشارة جيدة تسمح بتعزيز الثقة». وأعلنت السلطات الألمانية أن هذا الاتفاق «لا عواقب له» على الجدول الزمني وترتيبات التخلص من النووي.
وبعد حادثة محطة فوكوشيما اليابانية أحدثت المستشارة أنجيلا ميركل مفاجأة بإعلانها التخلص من النووي بحلول نهاية 2022. أعقب ذلك معركة قضائية كبيرة بين الحكومة والشركات الألمانية المشغلة للمحطات النووية التي رأت أنها متضررة بهذا القرار.
وكانت محكمة كارلسروه الدستورية طالبت في 2016 برلين بتعويض هذه الشركات. ولا تزال هناك ست محطات نووية ناشطة في ألمانيا مقابل 17 قبل إعلان برلين. وتوقف تشغيل ثماني منها في 2011 بعد كارثة فوكوشيما.
وكجزء من سياسة التحول البيئي لقطاع الطاقة، قررت ألمانيا أيضاً التخلي عن الفحم بحلول 2038. ولهذه الغاية وقعت الحكومة اتفاقاً مماثلاً لتعويض الشركات المنتجة بمستوى 4.35 مليار يورو.
لكن المفوضية الأوروبية أعلنت، الثلاثاء، فتح تحقيق معمق حول هذه الآلية باسم القواعد الأوروبية للمنافسة حول المساعدات التي تقدمها الدولة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"