عادي

طلال الجنيبي: التفاعل مع الجمهور.. وقود الشعر

22:36 مساء
قراءة 3 دقائق
1

الشارقة: علاء الدين محمود

يثير الشاعر الدكتور طلال الجنيبي، عدداً من المواضيع المتعلقة براهن الشعر، ويركز على بعض التفاصيل التي من شأنها تفعيل النشاط الإبداعي.

في مستهل حديثه عن واقع الشعر في الإمارات، يقدم الجنيبي صورة مشهدية لامعة وبراقة، فهو يرى أن الدولة قدمت حالة استثنائية من النشاط الإبداعي، أعادت تدفق الدماء في شريان الثقافة في ظل جائحة كورونا، بصورة تختلف عن كل الدول العربية، فلئن كانت بعض الدول قد اختارت أن تواصل نشاطها عبر المنصات الإلكترونية، فإن الإمارات عملت على المزج بين الواقعي والافتراضي، و صارت هناك لقاءات وأنشطة تنظم بصورة مباشرة، على نحو الأصبوحات التي يقيمها بيت الشعر في الشارقة، والتي تشهد حضوراً كبيراً ومميزاً، وذلك الأمر يشير إلى عطش الناس إلى الفعاليات الأدبية الحية، ورغم أن المنصات الافتراضية قد قدمت الكثير وبرزت كحالة بديلة لممارسة النشاط الإبداعي، إلا أنها لا تغني عن الاتصال المباشر مع الجمهور. وأكد أن الدولة اختارت أن تأخذ، بشجاعة، زمام المبادرة في استئناف الحياة الثقافية، مع مراعاة التباعد الاجتماعي، وبقية الإرشادات الصحية، فكان أن أقامت معرض الشارقة الدولي للكتاب في موعده، ويقول الجنيبي: «ذلك الأمر في حقيقته ليس بغريب على الشارقة التي عرفت بالثقافة والمبادرات الإبداعية».

ولفت الجنيبي، إلى أن التفاعل المباشر مع الجمهور لحظة تفاعل فريدة، و هو أكبر حافز لإلقاء القصيدة بحيوية، فالتفاعل وقود الشعر الأزلي.

ودعا الجنيبي، الجمهور المحب للقصيدة إلى متابعة وحضور الفعاليات، فالشعر لا يزال الديوان الأول للعرب، ورغم تراجع دوره في مقابل صعود أجناس أدبية أخرى، فهو سيبقى في ضمير العرب وثقافتهم، ويقول: «الشعر في حاجة إلى الجمهور لكي يحلق من جديد في آفاق أرحب، فهو طائر لا يعرف التوقف».

أهم كنز

وطالب الجنيبي، وزارة الثقافة ببذل المزيد من الجهود في خدمة الأدب والأدباء، باعتبار أن الإبداع واجهة الشعوب التي يجب أن تعكس وتبرز للآخرين، وأشار إلى أن الوزارة ظلت تقوم بالكثير من الجهود في ظل الحراك والزخم الذي تشهده الدولة، و لكن الأمر يتطلب ضرورة الابتكار في إطلاق المبادرات الإبداعية المختلفة والمتنوعة، ويقول: «إن الأدب هو أعز ما تملكه دولة وأمة، فهو بمثابة الكنز الذي تعمل كل بلد على رعايته».

وذكر الجنيبي أن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مؤسسة عريقة وكبيرة وقديمة، ظل يقوم بالكثير من المهام في خدمة الثقافة والحراك الإبداعي من استضافة ندوات وطباعة مؤلفات، ومختلف أنواع وأشكال الأنشطة الأدبية، وأشار إلى أن الاتحاد يكتسي في الوقت الراهن، حلة جديدة، بعد التغييرات التي حدثت فيه، وأمامه فرصة كبيرة لإعادة اللحمة والتقارب بين الجميع، وعليه أن يقبل على ذلك العمل بهمة عالية، ونشاط كبير.

وأعرب الجنيبي، عن أمله في أن تعمل المؤسسات الثقافية المختلفة في تناسق وتعاون، خاصة فيما يتعلق بالفعاليات التي تنظمها، وطالب بأن يكون لكل مؤسسة «روزنامة ثقافية»، خاصة بها، تدون فيها مواضيع الفعاليات وأسماء المشاركين، وأوضح أن بعض المؤسسات تعلن عن جلسات ذات موضوعات متشابهة، وهو الأمر الذي يوقع الجميع في فخ التكرار.

تحد كبير

وفي سياق حديثه عن دور النشر، أكد الجنيبي، التحدي الكبير الذي ينتظر تلك الدور، فهي تحتاج إلى وسائل وأساليب جديدة في عملها، داعياً إياها إلى مراعاة التنوع في المطبوعات، وعدم التركيز على أجناس أدبية دون الأخرى، وأوضح الجنيبي، أن من التحديات الكبيرة أمام دور النشر هو ذلك الاتجاه العالمي نحو الكتب الإلكترونية، مشيراً في هذا الصدد، إلى القرار الذي اتخذته حكومة دبي بإنهاء جميع المعاملات الورقية بنهاية العام الجاري، وطالب دور النشر، أمام هذا الواقع، أن تحدد منهجيتها والصورة التي من المفترض أن تعمل بها في مقبل الشهور والأيام.

وشدد الجنيبي، على أن النقد هو الجناح الآخر للحركة الإبداعية، والمسؤول عن تقييم العمل الأدبي، وبالتالي هو أمانة تتطلب من الناقد أن يتحلى بالمسؤولية والقدرة على التمييز بين النقد الحقيقي المنهجي، والانطباعي، وكذلك بين نقد يعمل على الهدم، وآخر ينشد البناء ورفع المستوى.

دعوة إلى الانفتاح

ودعا الجنيبي، الصحافة الثقافية إلى الانفتاح على الإبداع المحلي بصورة أكبر، وأن تجدد في مواضيعها بحيث لا تصبح أوعية ضيقة ومحدودة، فهي نافذة مهمة متى ما كانت قادرة على التعبير عن تجارب المبدعين، وأمامها مهمة نقل الأدب والإبداع الإماراتي وتصديره إلى المشهد العالمي، وهي مطالبة بأن تقوم بذلك الدور بكل همة وروح وثابة، يقول الجنيبي: «الصحافة هي الرئة التي تتنفس عبرها الثقافة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"