كانت الأم البريطانية بيكي ريتشارد، تجري متابعة طبية للاطمئنان على صحة جنينها، قبل أن يخبرها الأطباء بوجود ورم متقدم في رئة الجنين يهدد حياته قبل أن يولد، وينصحوها بالتخلي عنه، وإخضاعه لتدخل جراحي نادر، وهو مازال في الرحم، وفق ما نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وأكدت الأشعة المقطعية وجود ورم في رئة الطفلة في حالة نادرة تعرف باسم التشوه الورمي الغدي الكيسي الخلقي في الرئة، عندما تتشكل الزوائد في الأكياس الهوائية. وكان الورم متقدماً لدرجة أن الأطباء قالوا إن الطفلة قد تفارق الحياة في أي لحظة داخل رحم والدتها، ونصحوها بالتخلي عنها لتدهور حالتها.
وتستذكر الأم تلك اللحظات الصعبة قائلة: «أرسلنا الأطباء إلى المنزل للتفكير فيما إذا كان ينبغي إنهاء أو السماح للطفل بالموت بشكل طبيعي خلال الأيام القليلة المقبلة». وعلى مدار يومين كانت الأم في حيرة كبيرة أمام اختيارين كارثيين بالنسبة إليها، لولا نصيحة أسداها لها أحد الأطباء باستشارة البروفيسور باسكي ثيلاجانثان، مدير طب الأجنة في مستشفى سانت جورج بلندن، المعروف بإجراء عمليات نادرة أنقذت حياة الكثير من الأجنة داخل أرحام أمهاتهم.
وبعد توجه الأم إلى مستشفى سانت جورج، أكد البروفيسور باسكي أن الطفلة لديها فرصة للنجاة، وأنه سيجري لها عملية جراحية دقيقة، وهي داخل الرحم، باستخدام إبرة خاصة وأشعة الليزر لسد الأوعية الدموية التي تغذي الورم.
ورغم المخاطر التي تحيط بالعملية، وافقت الأم على إخضاع جنينها لهذه الجراحة. وتقول بيكي: «كان من الممكن أن يتوقف قلبها في أي لحظة». «لكننا كنا نعلم أن هذا كان أملنا الوحيد»، إذ عرف باسكي بإجراء مئات من نوعية تلك الجراحات المعقدة في الرحم لإنقاذ الأجنة. ويقول البروفيسور باسكي: «ليس من الممكن دائماً إخبار الوالدين بما يريدون سماعه». «لكننا نحاول إعطاء الأمل».
وبحسب الصحيفة، تمت العملية بنجاح، وأنجبت بيكي طفلتها بشكل طبيعي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأسمتها«آني».
