لن يجد السودان إلا الدعم في الإمارات

00:30 صباحا
قراءة 3 دقائق

تمثل علاقات دولة الإمارات العربية المتحدة بالسودان نموذجاً للتعاون الفعّال في شتى المجالات، في ظل تقارب الرؤى والمواقف تجاه قضايا المنطقة، والعالم. وأكدت القيادة الرشيدة، في أكثر من مناسبة، وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب السودان في كل ما يحقق طموحات شعبه الشقيق في التنمية والسلام، وما يلبي تطلعاته في التنمية والازدهار.
 ولا شك في أن السودان أضاع سياسياً، ثلاثة عقود من التنمية والعمل. فقد زج النظام السابق البلاد في صراعات، أيديولوجية وإقليمية، كان يمكن تجاوزها تماماً. واستنزف حكم «الإخوان» في الخرطوم طاقات هائلة في البلاد كان بالإمكان توجيهها لكي يصبح السودان في مقدمة الدول الرائدة في تقنيات الزراعة الحديثة والتنمية البشرية. إن نظرة واحدة إلى أحد مشاريع الزراعة التي تنتظر دورها في التنفيذ منذ نهاية عهد الاستعمار تكفي لمعرفة الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه البلد في أن يصبح بحق «سلة غذاء» المنطقة العربية.
 القيادة السودانية الجديدة تبذل قصارى الجهد لتدارك عجلة التاريخ في زمن لا يرحم. وهي تدرك أن بوابة التنمية والخروج من الأزمات تبدأ من التعامل المنفتح على المنطقة. ولهذا نرى القيادة السودانية وهي تتحرك في كل الاتجاهات، عربياً وإفريقياً ودولياً، لكي يستعيد السودان إيقاع التنمية المتأخر منذ عقود.
 ولن يجد السودان إلا الدعم والمحبة في بلدنا. فالسودانيون إخوة كبرنا معهم في المدارس، وعملنا سوياً في المكاتب، ونعرف جديتهم وصلابة معدنهم. وأن تكون الإمارات محطة لزيارات قادة السودان الحديث، فإن هذا يأتي تعزيزاً لتاريخ ثري من العلاقات والمحبة والأخوّة.
 بدأت العلاقات الإماراتية السودانية الفريدة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي هيأ بيئة صالحة لنمو هذه العلاقة وتطورها، من خلال تطوير العمل المشترك بين البلدين في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية والسبل الكفيلة بتطوير هذا التعاون لآفاق أوسع وأرحب. فمنذ سبعينات القرن الماضي، بدأت مسيرة الخير والعطاء لدولة الإمارات في السودان والتي كان من ثمارها مشروع إنشاء شارع هيا بورتسودان، بطول 600 كيلومتر الذي يعتبر من أهم المشاريع التنموية لأنه يربط ميناء السودان الرئيسي بوسط البلاد، إلى جانب المشاريع الأخرى التي ساهمت في دعم التنمية والاستقرار.
 ويقع السودان في موقع استراتيجي، وهو من أكبر دول إفريقيا مساحة، وأكثر مجتمعاتها تنوعاً. والحجم الكبير والتداخل الجغرافي والسكاني، مع عدد من الدول الإفريقية، أثّر في التركيبة السكانية وأعطى المجتمع السوداني ما ميزه عن غيره من التعدد الإثني، والتنوع الديني والثقافي. وتتمتع البلاد بمقومات طبيعية متعددة، وبمميزات تهيّئ المناخ الملائم للاستثمار مع تقديم الدولة للتسهيلات والامتيازات الجاذبة التي تشجع المستثمرين العرب والأجانب في العديد من المجالات، خاصة الزراعة، لاسيما وأن هناك دعماً أمريكياً لمساعدة السودان.
 كل ما يحتاج إليه السودان اليوم هو استثمار الإمكانات المتاحة التي وهبه الله إياها، حيث نسبت وكالة الأنباء السودانية الرسمية إلى الهادي محمد إبراهيم وزير الاستثمار والتعاون الدولي قوله، إن «الحكومة اتخذت قرارات مفصلية لإصلاح الاقتصاد الكلي في الدولة على رأسها قرار توحيد سعر الصرف ورفع الدعم وتخفيض عجز الموازنة، وترشيد الإنفاق الحكومي إلى جانب خفض مستويات التضخم وجميعها تصب في تهيئة المناخ الاقتصادي».
ووضعت ضوابط لتحسين المناخ الاستثماري وتسهيل خدمات المستثمرين، بتجهيز دليلي المستثمر والإجراءات ومشروع السودان الواعد الذي يحوي تفاصيل عن الفرص والمجالات المتاحة للاستثمار. وحتى عام 2017، كان حجم الاستثمارات الأجنبية، بما فيها العربية، وخاصة الخليجية، في السودان يتجاوز 74 مليار دولار، واستطاع السودان طيلة الفترة الماضية تجاوز العديد من العقبات.
 وفي ما يخص العلاقة الإماراتية السودانية قام صندوق أبوظبي للتنمية بتقديم مجموعة من المساعدات الدوائية والمستلزمات الطبية لدعم القطاع الصحي في السودان، بقيمة إجمالية بلغت 75 مليون درهم، في إطار حزمة المساعدات العاجلة التي تعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديمها للشعب السوداني.
 وجاءت حزمة المساعدات الطبية للسودان كجزء من المساعدات التي أقرّتها الإمارات في شهر إبريل/ نيسان 2019 والبالغة قيمتها 1.5 مليار دولار، لدعم الاستقرار الاقتصادي والمالي في السودان.
 وتحرص القيادة الرشيدة في الإمارات على توفير كل سبل الدعم للشعب السوداني، لضمان استقرار السودان وتقدمه وازدهاره.
 حفظ الله السودان، وأمدّه بالأمن والأمان والاستقرار والحياة الكريمة لشعبه.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"