لا يجوز

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

نعم تعددت سيناريوهات التعليم في أيام كورونا، سواء على مستوى المدارس أو الجامعات، فالجميع كانوا في قمة التعاون والمرونة عند التنقل بين نمط تعليمي وآخر، والأهم أن منابر العلم ظلت شامخة، تعمل من دون توقف خلال الأزمة تُنوقلت في أروقتها المعارف، لتصل إلى كل طالب علم في الإمارات.
ولكن على الرغم من هذا التألق، فإن هناك تحفظات على مواعيد اختبارات طلبة بعض الجامعات، لاسيما القصيرة منها؛ إذ شكلت أعباء كبيرة على فئات طلابية مختلفة طوال الجائحة، لإجرائها في أوقات غير مناسبة، مثل الإجازات الأسبوعية والرسمية، ليضيع حق الدارسين في قضاء إجازاتهم، وممارسة حياتهم الاجتماعية بكل أريحية.
للأسف أرهق أساتذة في بعض الكليات، طلابهم بتلك الاختبارات خارج أيام الدراسة، لتحاصرهم في إجازاتهم الأسبوعية (الجمعة والسبت)، وفي ساعات متأخرة، فلا يجوز أن نمتحن طالباً في الساعة العاشرة مساء مثلاً، أثناء عطلة نهاية الأسبوع، ولا يجوز أيضاً تعليق إجازته باختبار «مفاجئ» في السابعة مساء، ونتساءل: ما دامت الاختبارات قصيرة، لماذا لا يتم إجراؤها خلال المحاضرات؟ 
أليست العملية التعليمية يسراً أكثر منها عسراً؟ ملخص معاناة الطلبة نراه في نتائج استطلاع حديث، أجري على شرائح طلابية تدرس في حوالي 20 كلية في تخصصات مختلفة؛ إذ تصادف امتحانات 92% منهم أيام الإجازات الرسمية والأسبوعية، و84% منهم يؤدون امتحانين أو أكثر في اليوم الواحد خلال الإجازة، ولم يؤيد 86% منهم فكرة الامتحان في غير وقت المحاضرة، وفضّل 89% منهم، أداء الاختبار خلال المحاضرات الاعتيادية في أيام الدراسة.
نتفق مع أهمية الاختبارات الدورية، كأداة تقاس من خلالها مستويات الطلبة، ونتفق أيضاً مع حق أساتذة الجامعات في تقييم أداء طلابهم، فكلاهما أمر لا يقبل الجدال ولا يحتمل النقاش، ولكن اختيار الوقت المناسب لا يقل أهمية عن التقييم ذاته، وأدواته، ومكوناته التي تُستخدم لتمكين الدارسين من التميز، أو على أقل تقدير، لتعزيز قدراتهم على التعاطي مع الأسئلة بأنواعها، بحرفية وصفاء ذهني واستقرار نفسي.
من حق الطلبة الاستمتاع بإجازاتهم، وقضاء بعض الوقت مع الأهل والأصدقاء، وممارسة حياتهم الاجتماعية، من دون أن يعكّر صفوها اختبار «مفاجئ» أو امتحان «اضطراري»، فالإجازة الأسبوعية تعد المتنفس الوحيد لهم، فلماذا لا نجعل أيام الدراسة للدراسة، ونعتبر الإجازة فرصة لتجديد طاقات الطلبة وتمكينهم من مواصلة التميز.
وهنا نحن بحاجة إلى إعادة النظر في ترتيب مواعيد الاختبارات القصيرة في بعض الكليات، ولا مانع من استحداث لجنة مختصة تشرف على تلك الاختبارات ومواعيد إجرائها بالتنسيق مع أساتذة الجامعات؛ رأفة بالطلبة ومراعاة لحياتهم الأسرية والاجتماعية.
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"