صالونات ثقافية إماراتية

البيوت كائنات اعتبارية لها اعتباراتها التي تحتم رعايتها بما يجب أن تكون عليه من أهمية وفق الغرض من إنشائها؛ من تلك، بيوت المثقفين ممن يولونها أهمية خاصة وفق ما يتاح لهم من مجال ومعطيات وأحقيات في أن تكون شيئاً ما يشار إليه بالبنان؛ ومن أولئك المثقفين، يأتي الأديب الشاعر أحمد عيسى العسم الذي حوّل الجزء الذي يخصه في بيت العائلة الكائن في «الظيت الشمالي» من إمارة رأس الخيمة إلى صالون ثقافي «المستطيل الأدبي» أسسه «العسم» في بداية العام 1989 مع أربعة شعراء من رأس الخيمة ليؤسس الشعراء الخمسة في شهر ديسمبر من العام نفسه جماعتهم الأدبية «الشحاتين»، ليعلن عنها من خلال البرنامج الثقافي «نادي المستمعين» عبر أثير إذاعة رأس الخيمة.
«المستطيل الأدبي» من أوائل الصالونات الثقافية في الدولة برفقة زميله «مقهى الصمت» الكائن في «الرمس»، والذي تأسس في منتصف العام 1985 محتضناً فكرة جماعة «الشحاتين» الأدبية في منتصف العام 1989، ومُنْطَلَقاً للكتاب الشعري المشترك الأول «مشهد في رئتي» لثلاثة من شعراء الحداثة الشعرية العربية الإماراتية، في نوفمبر من العام 1998 احتفاء بالشارقة عاصمة للثقافة العربية؛ و«مقهى الصمت» بما يحتويه من أرشيف عريق يعود تاريخه إلى أواخر السبعينات من القرن العشرين، وبما يتضمنه من مئات الأعداد من الصحف المحلية والمجلات المحلية والعربية، ومئات الكتب المحلية والعربية والعالمية في مختلف الحقول، والعديد من الموسوعات والمعاجم لتشكل في مجملها رافداً ثقافياً ومصدراً حياً وحيوياً للعديد من كتب السيرة وأدب التراجم لشخصيات ثقافية محلية وعربية منذ نحو عشر سنوات، لتكون إضافة إلى المكتبة المحلية والعربية على السواء.
«المستطيل الأدبي» و«مقهى الصمت»، صالونان ثقافيان إماراتيان تدار فيهما حلقات نقاش في الشأن الثقافي العام وفي الشأن الإبداعي الأدبي على وجه الخصوص، بشكل تلقائي غير ممنهج، بعيداً عن البروتوكولات الرسمية الخاضعة لجدولة ما ولخطط ثقافية وفق مقتضيات المؤسسات الثقافية وآليات العمل فيها؛ وفي الآونة الأخيرة بدأ «المستطيل» بإقامة فعاليات ثقافية منظمة، حيث «حفل توقيع» كتب جديدة لمجموعة من أدباء رأس الخيمة من مواطنين وعرب مقيمين في شهر القراءة الوطني، وورشة فنية تشكيلية في ليلة ثقافية رمضانية؛ حظيت بتغطية إعلامية من لدن الصحافة الثقافية، ما يؤكد تكامل الدور الإعلامي وأهميته في إضاءة المشهد الثقافي على الصعيد المؤسسي والأهلي على السواء، وفي نقل الصوت الإبداعي الإماراتي من الرقعة الثقافية المحلية إلى فضاء الثقافة العربية.
[email protected]