عادي
طموحات التنقل تعود بعد تلقي لقاحات «كورونا»

خطط الإجازة الصيفية.. حذر ورحلات قصيرة

22:58 مساء
قراءة 5 دقائق

تحقيق: مها عادل
مع اقتراب نهاية العام الدراسي من كل عام، تبدأ الأسر والعائلات في وضع خطط واستراتيجيات عن كيفية تمضية أيام الإجازة الصيفية، ومنذ انتشار «كورونا»، التي ألقت بظلالها على ملامح الحياة وعادات البشر في كل أنحاء العالم، تراجعت أهمية خطط السفر والرحلات الطويلة خارج الدولة، ولكن هذا العام وبعد زيادة أعداد من تلقوا اللقاح ورفع قيود السفر في كثير من الدول مع الاحتفاظ بالإجراءات الاحترازية، بدأت خطط السفر وطموحات الإجازة السعيدة تعود بقوة إلى مائدة المناقشات العائلية، سواء داخل البيوت أو على صفحات التواصل الاجتماعي من خلال «جروبات السياحة والسفر».

في السطور التالية نسعى للتعرف إلى أفكار واستراتيجيات الأسر المختلفة عن كيفية قضاء الإجازة الصيفية هذا العام، ومعايير اختيار وجهات السفر حول العالم، في ظل وجود قوانين خاصة تفرضها الدول المختلفة؛ لاستقبال زوارها في ظل جائحة «كوفيد-19».

تحدثنا نهى يوسف، ربة بيت بالشارقة، عن خطط أسرتها لتمضية الإجازة الصيفية، وكيف اختلفت عن العام الماضي، وتقول: «في العام الماضي؛ أجلنا إرسال ابنتنا لإحدى جامعات كندا؛ لأن الدراسة كانت كلها عن بُعد، وكان من الصعب التخطيط للسفر في ظل القيود والتقلبات الكثيرة التي كانت تعترض طريق الحجز واستخراج التأشيرات، إضافة إلى المخاوف من العدوى؛ نتيجة السفر والمرور عبر المطارات، خاصة أن اللقاح لم يكن قد توافر بعد. ولكن هذا العام اختلف الأمر كثيراً؛ حيث قررنا أن نرافق ابنتنا الكبرى في نهاية الصيف إلى كندا حتى نحجز لها مكاناً بسكن الجامعة والاطمئنان عليها وعلى سير حياتها الجديدة في البلد الذي ستقضي به سنوات دراستها الجامعية المقبلة، واخترنا خطط السفر الخاصة بنا هذا العام بناء على عدة أسباب أهمها: تخفيف القيود على السفر عالمياً إضافة إلى أن الجامعات بكندا أعلنت اتباع نظام التعليم الهجين للعام الدراسي القادم الأمر الذي يستلزم حضور الطلبة إلى قاعات الدراسة في بعض التخصصات العلمية مع مراعاة إجراءات التباعد وضمان سلامة الطلاب، كما أن حصولنا على اللقاح الخاص بكوفيد 19 شجعنا على اتخاذ قرار السفر خاصة أن أغلب دول العالم بدأت تستعيد حياتها الطبيعية في ظل انحسار أعداد الإصابات ونجاح خطط تلقي اللقاح. وعلى الرغم من كل هذه العوامل المشجعة على اتخاذ قرار السفر فإننا لم نقم بحجز التذاكر بشكل نهائي بعد؛ حيث إن معظم أقاليم كندا ما زالت تطبق إجراءات لحظر التجول والطوارئ وفرض الحجر الصحي على القادمين؛ لذلك ننتظر التأكد من انتهاء هذه الإجراءات والتعرف إلى ما سيحدث في نهاية الصيف وهل سيتم إنهاء الإجراءات بشكل كامل أم تخفيفها فقط؟».

أما دعاء حسين، معلمة بدبي، فتبدو واثقة من اختيارها قرار السفر إلى بلدها مصر هذا العام بعد أن منعتها الجائحة من السفر العام الماضي وتقول: «بعد حصولي على اللقاح المضاد لكوفيد 19، أصبحت أشعر أنني مستعدة لمواجهة مخاوفي من السفر، خاصة أنني لن أتخلى عن حذري أبداً وسأرتدي الكمامة باستمرار وسأحرص على الالتزام بالتباعد والإجراءات الصحية طوال فترة الرحلة، كما أنني لن أصطحب أطفالي الصغار معي إلى مصر خوفاً عليهم من الإصابة؛ لأن من الصعب التحكم بالأطفال وإلزامهم بشكل كامل بالإجراءات الاحترازية، كما أنهم لم يتلقوا اللقاح لصغر سنهم؛ لذلك لن أقضي فترة الإجازة الصيفية كلها هناك؛ بل ستكون إجازتي قصيرة نوعاً ما؛ حيث سأقضي عشرة أيام فقط مع أمي وأنوي الاستماتة في إقناعها بالسفر معي إلى دبي؛ لتمضي باقي الإجازة الصيفية مع أطفالي وأسرتي، خاصة أن الأجواء في دبي أكثر أمناً وتطبيقاً لإجراءات الوقاية من الفيروس، كما أن نسبة كبيرة من سكان الإمارات حصلوا بالفعل على اللقاح، ما يزيد من إحساسنا بالأمان؛ لذلك فقد كان قرار السفر هذا العام ضرورة؛ حيث لا يمكن أن تبعدنا الجائحة عن التواصل مع أهلنا أكثر من ذلك.

سمير محمود موظف بدبي فيقول: «اتفقت مع زوجتي وأبنائي على كسر قيود السفر هذا الصيف؛ حيث إن فكرة السفر خارج الدولة غابت عنا منذ انتشار الجائحة، وكنا نمضي الإجازات داخل الإمارات؛ حيث يوجد العديد من الفنادق والمنتجعات الرائعة للإقامة بها مع الإحساس الكامل بالأمان من خطر العدوى؛ بسبب سلامة الإجراءات الاحترازية المطبقة داخل الدولة والتزام الجميع بها، ولكن هذا العام وبعد أن تحسنت الأوضاع نسبياً بالعالم ورفعت الكثير من الدول القيود على السفر، قررنا أن نخوض تجربة السفر للخارج ولكن لمدة قصيرة لن تزيد على أسبوع، نجدد به طاقتنا ونعود سريعاً أدراجنا، تحسباً لأي تطورات مفاجئة تخص الجائحة. وحالياً نبحث بمواقع السفر وحجز الرحلات عن الدول التي لديها تسهيلات في استقبال السياح من دون فرض إجراءات حجر صحي طويل عليهم، كما أننا لن نستهدف برحلتنا زيارة الدول التي تقوم السياحة بها على زيارة المتاحف والأماكن المغلقة وإنما سنبحث عن السياحة الشاطئية والأماكن المفتوحة؛ لأنها الأكثر أماناً من خطر الجائحة، وفي الأغلب سيستقر بنا الحال للذهاب إلى المالديف؛ حيث الطبيعة الخلابة والشواطئ المفتوحة وسنتبع نصيحة مستشاري السفر في اختيار الفنادق البعيدة عن الزحام؛ لضمان التباعد والسلامة.

التمسك بالحذر

يرفض إبراهيم يحيى، مهندس بدبي، التخلي عن الحذر ويقول: «لا أعتقد أن الأمور قد تحسنت حول العالم للدرجة التي تجعلنا نتخلى عن حذرنا ونقرر السفر للسياحة في ظل وجود الجائحة، لا يزال السفر من القرارات التي لا يجب أن نتخذها إلا في حالة الضرورة وعلى الرغم من كل إجراءات السلامة وشروط السفر الصارمة وإجراء فحص كورونا قبل ركوب كل طائرة وعند العودة إلى الدولة، فإن ذلك سيجعل قرار السفر خارج الدولة أمراً شاقاً وربما تحدث قرارات مفاجئة في بعض الدول كإغلاق الحدود أو إيقاف رحلات الطيران أو ما شابه، مما يمكن أن يعرض المسافرين في الرحلات الدولية لكثير من المتاعب؛ لذلك أخطط لإجازتي أن أمضي مجموعة من الرحلات القصيرة والمتنوعة داخل الدولة فهناك الكثير من المنتجعات والأماكن الممتعة التي يمكن أن نقضي بها الإجازة داخل الإمارات، والميزة في ذلك أننا سنتمتع بالأمان الكامل والتأكد من التزام الجميع بالإجراءات الاحترازية بجدية. أما بالنسبة للسفر الخارجي فيجب أن نخطط له في المستقبل بحذر شديد وخطوات محسوبة».

ويقول صالح عبيد، موظف بدبي: تعودت منذ سنوات وقبل بداية الجائحة على السفر إلى أوروبا مرة واحدة على الأقل كل عام خاصة في فصل الصيف؛ حيث تتمتع الدول الأوروبية بمواسم سياحية صيفية ممتعة، وعلى الرغم من أن أغلب الدول الأوروبية شهدت إجراءات احترازية مشددة لمواجهة ما مروا به من ارتفاع شديد في أعداد الإصابات، فلم أستطع أن ازور أوروبا منذ عامين، وأشعر بالحماس كلما سمعت عن بداية مظاهر عودة الحياة الطبيعية إلى كثير من الدول الأوروبية بعد أوقات عصيبة مرت عليهم، وفي الوقت الحالي أخطط لرحلة قصيرة إلى اليونان بناء على نصيحة منسق السفر بإحدى شركات السياحة؛ حيث إنها مفتوحة للسفر والسياحة، ولا تشترط حجراً صحياً أو إجراءات مشددة، وفي نهاية الصيف ربما أقوم برحلة أخرى إلى أوروبا بعد أن تتضح الصورة أكثر، ويتم الكشف عن قواعد السفر والإجراءات التي يجب اتباعها من أجل الدخول والخروج إلى بعض الدول الأوروبية. خاصة أن هناك بعض الدول أعلنت عبر شركات السياحة عن حوافز وخصومات وباقات سياحية جذابة للسائحين؛ ولذلك سأنتظر قليلاً قبل أن أتخذ قراري ولكنني في أغلب الأحوال سأتخذ قراراَ بالقيام برحلة أوروبية مع نهاية هذا الصيف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"