عادي
فرصة جديدة لإعادة ترتيب الأولويات

إنجاز «المؤجلات» بديل السفر في الإجازة

22:56 مساء
قراءة 5 دقائق
1
التجمع الأسري و المشاركة باللعب من وسائل المتعة بالأجازة
الدراسة في الأجازة الصيفية
الأنتقال الي بيت جديد من المشاريع المؤجلة بالأجازة الصيفية

تحقيق: مها عادل
الإجازة الصيفية فرصة لالتقاط الأنفاس ومنحة للراحة والهدوء واستعادة النشاط، بالنسبة للكثير من الآباء والأبناء بعد عام دراسي شاق غلفته أجواء «كورونا» بكل ما فرضته من تداعيات بحالة من القلق والتوتر زادت حجم الضغوط النفسية على البعض. ورغم أن العادة جرت أن تكون خطط السفر هي الفكرة المسيطرة على العقول والأنشطة في هذا الوقت من كل عام، إلا أن هناك من قرر ترتيب أولوياته وخططه للإجازة الصيفية بشكل مختلف. ووجد البعض في فترة الإجازة فرصة لتحقيق مشاريعهم المؤجلة و خططهم التي لم تجد طريقها للتنفيذ بسبب تداعيات الجائحة وانعكاساتها على الواقع اليومي وترتيبات الحياة.

في هذا التحقيق، نتعرف على اختيارات وأولويات بعض ممن اختاروا عدم السفر وخططهم لتمضية الإجازة الصيفية هذا العام.

تحدثنا فاطمة العلي، موظفة بالشارقة، عن أولوياتها وخططها لتمضية الإجازة الصيفية هذا العام وتقول: عادة يكون فصل الصيف مرتبطاً عندنا في العائلة بتنظيم الرحلات والبحث عن وجهات جديدة ومثيرة يمكن أن نسافر إليها ونستمتع فيها بأوقات جميلة تعوضنا عن موسم الدراسة الشاق، ولكن هذا العام ما زالت الكثير من الأمور غير واضحة فيما يخص السفر خارج الدولة، خاصة فيما يتعلق بقواعد السفر ومتطلبات الحجر الصحي والخوف من انتقال العدوى أو حدوث طوارئ في بعض البلدان تستدعي القيام بإجراءات احترازية من جديد، ولذلك قررت البقاء داخل الدولة لإنجاز مهمة تم تأجيلها أكثر من عام حتى الآن بسبب تداعيات «كورونا» وهي مهمة تحضير طفلي الصغير لدخول المدرسة للمرة الأولى، وذلك عن طريق الاشتراك له بإحدى دور الحضانة بالشارقة لإعداده من الناحية السلوكية والنفسية والتعليمية، وهي خطوة كان يفترض أن نقوم بها خلال العام الماضي ولكن ظروف الجائحة وإغلاق دور الحضانة لم تسمح بذلك، وترتب عليه أنه سوف يلتحق بصف «كي جي 1» في سن الخمس سنوات وهو سن كبير نسبياً وأعتقد أنه يحتاج إلى تأهيل ليعتاد أن يبتعد عني وعن البيت وأن يتكيف مع بيئة الدراسة والتصرف في وجود أطفال آخرين من أقرانه بطريقة تنمي من شخصيته وتشحذها. وأعتقد أن هذه المهمة سوف تكون شاغلي خلال فصل الصيف بدلاً من السفر إلى خارج الدولة.

أما مروة محمد، طالبة جامعية، فتقول للمرة الأولى لا أكون متحمسة للسفر هذا العام، حيث سيكون لديّ العديد من الالتزامات المتعلقة بدراستي الجامعية، حيث إن الفصول الدراسية السابقة التي أنجزتها أثناء «كورونا» كان التعليم فيها عن بُعد، وبالتالي فبعض المواد أجلتها لتخفيف عبء الدراسة عن بعد، ولذلك قررت أن أستغل أشهر الصيف للالتحاق بالفصل الدراسي الصيفي وإتمام المواد التي أجّلتها حتي يمكنني تعويض ما فاتني والتخرج بتفوق في العام المقبل من دون معوقات.

وتضيف:«فضلت أن أخطط لإجازتي هذا العام بشكل عملي ومفيد، ولم أشغل نفسي كثيراً بفكرة السفر إلى الخارج خاصة أنني وجدت أن العديد من زميلاتي وصديقاتي في الجامعة اتخذن نفس القرار وجميعهن قمن باختيار دراسة مواد إضافية خلال الفصل الدراسي الصيفي. ولذلك فالموسم الصيفي لن يخلو بالطبع من بعض الترفيه فبفضل وجود صديقاتي وزميلاتي داخل الدولة طوال فترة الصيف سوف نخطط سوياً لرحلات ترفيهية من حين لآخر في العطلات الأسبوعية، وربما نجرب مع عائلاتنا رحلات البر الليلية أو ننطلق لأوقات مرحة في الملاهي والمنتزهات المائية فالعمل الجاد الذي ينتظرنا يستحق أن يكافأ من حين لآخر ببعض المرح والترفيه لنشعر بقيمة الإنجاز.

الأمان بالداخل

عاطف موسى، موظف بدبي، فيقول إنه اختار ببساطة ألا يسافر مع عائلته هذا العام خارج الدولة لأنه يشعر بالأمان أكثر خلال وجوده بالإمارات ويقول: اخترت الاستمتاع بوقتي مع أسرتي وتمضية وقت أطول معهم بالإجازة الصيفية ومشاركتهم أوقات مرحة لا تخلو من ممارسة الرياضة الجماعية التي نحبها جميعاً مثل الجري والسباحة والسهر بالبيت ونحن نشاهد أفلامنا المحببة ولعب التسالي، وهي أجواء تسعدنا وتزيد التقارب بيننا جميعاً، خاصة أننا لا نشعر بالحاجة للسفر ونشعر بالأمان أكثر للتنزه داخل الدولة، ويوجد منتجعات سياحية كثيرة ومناطق مناسبة للعائلات وآمنة تماماً بدلاً من أن نخاطر بالسفر لنتعرض لظروف قد لا يعلمها إلا الله خلال التنقل في المطارات أو ربما يحدث طوارئ مفاجئة في أحد البلدان نتيجة ظهور أحد المتحورات؛ فنجد أنفسنا عالقين بشكل مفاجئ، كما أن قواعد السفر وتعليماته تتغير بشكل سريع، الأمر الذي يجعلنا غير قادرين على التخطيط المحكم للسفر في الإجازة كما كنا نفعل في السابق.

تحقيق حلم قديم

تقدم صفا عبد الله، ربة بيت، مبرراتها لعدم السفر وخططها للبقاء في الدولة هذا العام، فخلال الأسابيع المقبلة ستتسلم بيتاً جديداً قامت بشرائه في أحد المشاريع العقارية بدبي. وتقول بحماس:«كنت وزوجي نحلم منذ شهور باستلام هذا البيت الجديد، هذه هي المرة الأولى التي نمتلك فيها بيتاً هنا بعد أن قضينا السنوات الماضية نتنقل بين شقق كنا نستأجرها وقد جاء البيت في وقته، حيث رزقنا الله منذ شهور بمولودة جديدة وهي الآن تشارك أخاها الأكبر غرفته وهو يشكو كثيراً من الإزعاج الذي تسببه له أخته الصغيرة، ولذلك ننتظر بكثير من الحماس استلامنا للبيت الجديد، حيث سيحظى كل طفل بغرفته الخاصة، ونقضي الآن أوقاتنا أنا وزوجي وابني في التخطيط لفرش أثاث البيت وماذا سنضع في كل ركن من أركانه ومن سيعتني بالحديقة وماذا يمكن أن نزرع بها، فالانتقال إلى بيت جديد حلم تم تأجيله أكثر من مرة خلال الشهور الماضية بسبب الظروف الحالية ولكن بمجرد بداية عودة الحياة الطبيعية قررنا تنفيذ هذا المشروع المؤجل وسيكون علينا خلال فترة الإجازة الصيفية أن نتفرغ لعملية النقل وتجهيز البيت ووضع لمسات الديكور النهائية له والتأقلم مع حياتنا الجديدة به، وهذه الخطوة الهامة بحياتنا ستكون مصدر البهجة والتغيير وتجديد الطاقة الإيجابية للأسرة بالكامل، فلا وقت للتفكير في أي خطط أخرى للإجازة.

لن أترك المشروع

أنطون زاده، موظف بدبي، يقول إنه اختار عدم السفر هذا العام لعدة أسباب، أهمها أنه يحتاج إلى التركيز أكثر على دعم مشروعه الذي بدأه منذ عامين قبل بداية جائحة «كوفيد 19» بشهور قليلة، حيث قامت زوجته بافتتاح محل للتجميل والكوافير ملحق بأحد الفنادق وكانت الشهور الأولى من العمل رائعة؛ فالإقبال جيد ونجح المشروع بسرعة في اجتذاب عدد كبير من الزبائن ولكن عندما حدثت الجائحة توقف العمل تماماً لفترة من الوقت ثم عاد العمل قبل شهور ولكن بوتيرة منخفضة.

ويضيف: «بعد تفشي الجائحة شعرت أنني سأتعرض لخسارة كبيرة خاصة أن إيجار المكان وتجهيزه كلفني غالياً ولكنني وجدت صاحب الفندق يبدي معي الكثير من الشهامة والكرم ويسقط نصف قيمة الإيجار ويخبرني أنه يفعل ذلك حتى لا يتضرر العمال بالمشروع وبالفعل حرصت على أن أظل أصرف أجورهم حتى في فترة توقف العمل والغريب أن رغم ركود الأحوال إلا أن الله بارك لي ولصاحب الفندق وخفف من خسائر الإغلاق والآن وبعد أن بدأت الأحوال تعود شيئاً فشيئاً لوتيرة جيدة لا أستطيع أن أترك هذا المشروع بعد أن عادت دورة العمل، ولذلك فقد قررت أنا وزوجتي أننا لن نسافر هذا الصيف حتى نستكمل ما بدأناه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"