هذه هي الإمارات

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

سألني محدثي؛ وهو مصرفي أمريكي زائر، يجول منذ سنوات في مراكز العالم المالية : ماذا فعلتم لتتمكنوا في الإمارات من استعادة نشاطكم بهذه السرعة في الوقت الذي لا تزال فيه دول العالم خائرة حائرة من تبعات «كورونا»؟
مضيفاً بلغة إعجاب: أعمالكم مزدهرة، وأسواقكم عامرة، ومشروعاتكم مستمرة، الكل هنا يعمل وينشط؛ إجراءاتكم الاحترازية على أعلى مستوى صحي، والجميع ملتزمون بالقواعد والشروط المفروضة، والحياة تسير بشكل طبيعي، والناس متعايشون مع هذه الجائحة.
ويسرد قائلاً، في الوقت الذي تعاني فيه الكثير من دول العالم، ضعفاً في الأعمال، فإنني هنا في دبي لا أستطيع حجز مطعم مفضل إلا قبل أيام، وإن تمكنت فهناك شروط؛ إما أن تحضر للعشاء باكراً أو متأخراً، لأن الطاولات تستخدم مرتين أو أكثر في الليلة الواحدة، لشدة الطلب؛ ماذا فعلتم ليحدث هذا في هذا الزمن الصعب؟
قبل أن أجيب محدّثي، مرّ سريعاً شريط ذكريات بداية الجائحة في مخيلتي، وكان جوابي سريعاً أيضاً: الفضل لقيادة الإمارات فيما وصلنا إليه الآن؛ حيث تعاملت بحنكة وشفافية مع الوباء المستجد، واتخذت قراراتها بجرأة ومرونة، لمعالجة الأضرار، والتخفيف منها، ومواجهتها لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.
كان القرار الأول طمأنة الناس جميعهم، مواطنين ومقيمين وزواراً، بأن صحتهم وغذاءهم أولوية، ومن ثم اتُخذت الإجراءات الاحترازية، للحد من انتشار المرض، بما في ذلك الإغلاق شبه التام، وبعد أن أصبحت الأمور تحت السيطرة، وضمنت الحكومة أن ثقافة الاحتراز أصبحت سائدة في المجتمع، فتحت اقتصاد الدولة وأسواقها ومؤسساتها تدريجياً بخطوات جريئة ومدروسة.
بعد هذه الخطوات عادت الحياة تدبّ من جديد، وعندما بدأ الحديث عن اللقاح، كانت الإمارات سبّاقة في الحصول عليه حتى قبل انتشاره، بل شاركت في إنتاجه، وبدأت في تقديمه للجميع بعدالة وسواسية أدهشت الجميع، لتصبح الآن الأولى عالمياً في معدل توزيع اللقاح على السكان.
قلت لمحدثي: هذه هي القصة، وتلك كانت النتائج التي أبهرت العالم، ونالت استحسان البعيد قبل القريب. الواقع أظهر أن مفتاح الخروج من الأزمة؛ أي أزمة، هو بيد القيادة «انظر كيف تخبطت حكومات عريقة في العالم المتقدم في المعالجة، فالتردد لا يفيد في مثل هذه المعضلات».
وأضفت موجهاً حديثي للمصرفي الزائر: من هنا تجد الإمارات تشكل نموذجاً للنجاح، ومن هنا ترى كيف استطاعت هذه الدولة الفتية أن تنال إعجابك كمصرفي متجول في بقاع الأرض. ومن هناك يمكنك أن ترى كيف للفرص أن تُخلق من رحم الأزمات.
نهاية الحديث مع الضيف الزائر: «لهذا السبب ترى كيف استطاعت الإمارات أن تكون قبلة لإقامة أثرياء العالم الذين هجروا بلدانهم، للاستقرار هنا، وتملك منازلهم الفاخرة.. هؤلاء طاب لهم العيش أثناء الجائحة في الإمارات، وسينقلون أعمالهم بعضها أو كلها لاحقاً»، ليرد محدثي: «معك حق، فأنا أفكر في الأمر جدياً، فمع تطور التقنية لا حاجة لي للوجود في المقر الرئيسي، حيث يمكنني زيارته فقط». بابتسامة، انتهى الحديث.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"