جائزة الشارقة لنقد الشعر

00:37 صباحا
قراءة دقيقتين

في الدورة الأولى لجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي يمكن أن نذهب إلى القول، وبكل مباشرة، إن الجائزة الأولى من نوعها في الإمارات، وربما في الوطن العربي، أوجدت، ومنذ الدورة الأولى، مكتبة عربية متخصصة في النقد الأدبي. ولا مبالغة في ذلك، فقراءة أوّلية لحجم المشاركات في الجائزة تؤشر على خصوصية هذه المكتبة، فالجائزة استقطبت مئة ومشاركتين من عشر دول عربية، وكانت مصر الأعلى في نسبة المشاركات، فقد تقدم للجائزة 31 ناقداً، ويلي ذلك المغرب 19، ثم العراق 16 وبقية المشاركات أرقام فردية، ولكن مرة ثانية، نحن أمام خزانة كتب متخصصة قوامها مئة وعنوانان تألفّت من تيارات واجتهادات نقدية أدبية عربية قرأت جيداً خريطة الشعر العربي، وتقدّمت للجائزة بكل ثقة في ثقافة ديوان العرب.
نقاد الشعر العربي الذين أشَّرت عليهم الجائزة استندوا في قراءاتهم الأدبية إلى خلفيات مهنية وثقافية مختلفة، فالبعض منهم أكاديميون يعملون في الجامعات، والبعض شعراء كتبوا النقد ولهم مجموعات شعرية، والبعض كتب الرواية، والبعض كتب القصة القصيرة، وكان القاسم المشترك لكل هؤلاء هو الشعر الذي يُقرأ على أكثر من وجه ثقافي، وأكثر من اجتهاد نقدي.
جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي والتي أعلن عنها وعن شروطها وعن أهدافها منذ أكثر من عام، حرّكت أقلام النقاد العرب، ووضعتهم في دائرة البحث النقدي والدرس الأدبي والجمالي والأسلوبي، وفي خلال عام تغذّت المكتبة العربية بأكثر من مئة عنوان من عشر دول عربية.
صحيح أن الفائزين في الجائزة ثلاثة ستطبع بحوثهم ودراساتهم النقدية وستلقى الاحتفاء النشري والإعلامي، ولكن البحوث والدراسات والقراءات النقدية الأخرى هي أيضاً إضافة ثقافية مهمّة للتراث النقدي الأدبي العربي، والمُحصَّلة النهاية لكل هذه الخزانة من الكتب تتمثل عملياً أولاً: في القراءات الجديدة التي تضع الشعر في مختبرها النقدي، وثانياً: وحدة الثقافة العربية وخاصة في بُعدها النقدي.
تلك هي جوانب سريعة من أهمية جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي في الدورة الأولى، وعلى ذلك، يمكنك أن تنظر إلى الجائزة بعد عشر سنوات أو بعد عشر دورات، على سبيل المثال، لتعرف نظرياً وعملياً قيمة تراكم منجزها النشري والبحثي بعد هذه السنوات، فإذا كانت الدورة الأولى من الجائزة قد استقطبت أكثر من مئة مشاركة، فإن عشر سنوات قادمة من الممكن أن تسجل نحو ألف عنوان نقدي أدبي تتوجّه على نحو متخصص إلى الشعر.
بقيت كلمة حق في الفائزين الجديرين بالجائزة: د. رشيد الادريسي أستاذ في مناهج النقد الحديث، وله حضوره الثقافي والأكاديمي المحترم في المغرب، والدكتور أيمن بكر، مهتم ثقافياً ونقدياً بالشعر القديم، والدكتور يوسف حطّيني عرفناه في قراءات جادّة للأدب الإماراتي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"