عادي
60 عاماً في خدمة الطب

«ماما زليخة»: الإمارات موطن الفرص والرعاية الصحية

00:58 صباحا
قراءة 8 دقائق
1

حوار: إيمان عبدالله آل علي
الإمارات وطن النجاح.. جملة بسيطة، تتكون من مبتدأ وخبر، الأول يستقر في الروح والثاني يخاطب العقل، فقصص النجاح التي ولدت على أرض الإمارات الطيبة، أكثر من أن تحصى، ففي بلاد «زايد الخير» نسج الكثير من المقيمين خيوط حياتهم، قدموا إليها إما مستثمرين صغاراً، أو موظفين بعقود محددة، فأحسنوا إدارة أموالهم وأفكارهم، فحلقوا بمشاريعهم ونجاحاتهم في سماء العالمية. 
في هذا «الملف» الذي يُنشر على حلقات تفتح «الخليج» قلبها وتصغي بشغف إلى حكايات وافدين، اختاروا الإمارات وجهة لكي يحققوا ذواتهم، ويحلقوا بأحلامهم، فوجدوا وطناً دافئاً ديدنه التسامح والتعايش، يستقبلهم بابتسامة مرحبة، ويهديهم الأمل ويمنحهم السعادة، وأحاطهم بالأمن والعدل وسيادة القانون، ووفر لهم البيئة الخصبة والفرص والمزايا للجميع، فأسسوا مشاريعهم وتمددت نشاطاتهم في مختلف أرجاء العالم، ولكن الأهم أنهم عثروا على كنزهم الخاص: الإمارات.
في كل حلقة سنسرد قصة نجاح، ونرحل مع صاحبها منذ أن وجّه بوصلته إلى بلادنا الغالية، حيث جميعهم بلا استثناء يردّون الفضل فيما وصلوا إليه، إلى هذا الوطن المعطاء، وقيادته التي فتحت أذرعها، واحتضنتهم، ملف يروي قصص ناجحين، لكننا في الحقيقة نروي حكاية وطن لا يعرف إلاّ النجاح.

بلا كلل عملت الدكتورة زليخة داوود، مؤسسة «مستشفى زليخة»، من أجل رفاهية الإماراتيين والمقيمين، عندما كان الوصول إلى الرعاية الصحية محدوداً للغاية في الستينات، وتمكنت خلال العقود الماضية من التميّز وتغيير مشهد الرعاية الصحية، بافتتاح مستشفيات تخصصية، واستثمار الفرصة في الدولة، وخدمة أبناء الدولة، بشهادتها العلمية وتفانيها في العمل، حتى وجدت التثمين والامتنان.

1

الإمارات وطن النجاح.. جملة بسيطة، تتكون من مبتدأ وخبر، الأول يستقر في الروح والثاني يخاطب العقل، فقصص النجاح التي ولدت على أرض الإمارات الطيبة، أكثر من أن تحصى، ففي بلاد «زايد الخير» نسج الكثير من المقيمين خيوط حياتهم، قدموا إليها إما مستثمرين صغاراً، أو موظفين بعقود محددة، فأحسنوا إدارة أموالهم وأفكارهم، فحلقوا بمشاريعهم ونجاحاتهم في سماء العالمية. 
في هذا «الملف» الذي يُنشر على حلقات تفتح «الخليج» قلبها وتصغي بشغف إلى حكايات وافدين، اختاروا الإمارات وجهة لكي يحققوا ذواتهم، ويحلقوا بأحلامهم، فوجدوا وطناً دافئاً ديدنه التسامح والتعايش، يستقبلهم بابتسامة مرحبة، ويهديهم الأمل ويمنحهم السعادة، وأحاطهم بالأمن والعدل وسيادة القانون، ووفر لهم البيئة الخصبة والفرص والمزايا للجميع، فأسسوا مشاريعهم وتمددت نشاطاتهم في مختلف أرجاء العالم، ولكن الأهم أنهم عثروا على كنزهم الخاص: الإمارات.
في كل حلقة سنسرد قصة نجاح، ونرحل مع صاحبها منذ أن وجّه بوصلته إلى بلادنا الغالية، حيث جميعهم بلا استثناء يردّون الفضل فيما وصلوا إليه، إلى هذا الوطن المعطاء، وقيادته التي فتحت أذرعها، واحتضنتهم، ملف يروي قصص ناجحين، لكننا في الحقيقة نروي حكاية وطن لا يعرف إلاّ النجاح.
عُرفت الدكتورة باسم «ماما زليخة»، عندما بدأت رحلتها في المجتمع الإماراتي طبيبة نسائية، وأسهمت في 15 ألف ولادة، وتمكنت لاحقاً من إنشاء مرافق طبية ذات مستوى عالمي، تقدم رعاية بكلف معقولة مع إنشاء «مستشفى زليخة» في الشارقة عام 1992، وكان كرم قيادة الإمارات دعماً كبيراً لمنظومتها الصحية، ورأت أن التحول في صناعة الرعاية الصحية كان ممتازاً، وبوتيرة سريعة في الإمارات بفضل الرؤية الثاقبة لحكامها، فهم يدعمون تطوير مرافق الرعاية الصحية، ويشجعون مقدمي الخدمة طوال الوقت، على مواجهة التحديات والمشاريع الجديدة، وأكدت أن الإمارات موطن لها، وتشعر بالراحة في العيش هنا.

1

 بداية الطريق
 تقول: بدايتي كانت مختلفة، فقد كنت أول هندية متخصصة في الطب بالإمارات؛ عملت بلا كلل من أجل رفاهية الإماراتيين والمقيمين، عندما كان الوصول إلى الرعاية الصحية محدوداً للغاية في الستينات، ففي العقود الستة الماضية أحدثت ثورة في مشهد الرعاية الصحية وألهمت الآخرين ليحذوا حذوها، واليوم، تفتخر «مجموعة زليخة للرعاية الصحية» بوجود مستشفيات متخصصة ومراكز طبية ومعاهد تعليمية وصيدليات في الإمارات والهند. وقد حصلت على شهادتي في الطب من كلية الطب الحكومية في «ناجبور»، وكان والدي قدوة لي وشجعني باستمرار على مواجهة التحديات، فقد وصلت إلى الإمارات عام 1964 للعمل في مستشفى الإرسالية الكويتية في الشارقة، عندما كان هناك ندرة في الطبيبات في المنطقة، واستطعت في وقت قصير أن استحوذ على قلوب مواطني الإمارات والمغتربين بخدمتي المتفانية، وسرعان ما عُرفت باسم «ماما زليخة»، وبدأت رحلتي للشفاء في المجتمع النسائي بصفتي طبيبة نسائية مؤهلة، في غياب المستشفيات، وكنت أسافر من مدينة إلى مدينة حتى في حالات الولادة الطبيعية، ما أكسبني اللقب العزيز «ماما زليخة»، وكانت حياة صعبة ولقد أحببت دائماً التحديات، وقد دفعني ذلك إلى إنشاء مرافق طبية ذات مستوى عالمي، تقدم رعاية طبية بكلف معقولة، مع إنشاء «مستشفى زليخة الشارقة» عام 1992، وشهدت السنوات التالية إنشاء «مجموعة زليخة للرعاية الصحية» من خلال مستشفى ثان في دبي، ومراكز طبية، ومبنى جديد آخر في الشارقة، وإطلاق مستشفى «ألكسيس» المتعدد التخصصات في الهند، وتوسعة مستشفى دبي، فضلاً عن الصيدليات، وأصبحت المجموعة الأولى في دولة الإمارات التي حصلت على كلا المستشفيين المعتمدين من اللجنة الدولية المشتركة للرعاية عالية الجودة.

1

كرم قيادة الإمارات
تضيف:  في أوائل الستينات عندما هاجرت إلى الإمارات من «مستشفى الإرسالية الأمريكية» في الكويت، كانت المنطقة مساحة شاسعة من الصحراء من دون مرافق المعيشة الأساسية مثل الكهرباء أو المياه الصالحة للشرب، وكانت المرافق الطبية بدائية على أقل تقدير. كان هذا عندما قررت البقاء وخدمة الناس بعرض نادر من التفاني، ثم فكرت في بناء مستشفى؛ لكني حافظت على تركيزي على هدفي وواصلت تحقيق حلمي، وقدم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة دعماً لتوسيع مرافقي الطبية وبناء المستشفى منذ أيام التأسيس وحتى الآن، فقد كان كرم قيادة الإمارات، دعماً كبيراً لمنظمتنا ونحن ممتنّون لذلك.
دولة الفرص
 وأضاف: تتغير البيئة والفرص في كل مرة، ونحتاج إلى التكيف والاستفادة القصوى من الفرص التي تأتي في طريقنا، أؤمن بأخذ أي فرصة مجدية للمشاريع، بعد دراسة شاملة وفهم للحاجة والطلب والعرض، وهذه الخدمات المطلوبة، والإمارات بلد الفرص، ولديها عدد كبير من المستشفيات، وأحدث البنية التحتية الطبية والخبرة المتاحة، وبصفتنا مقدمي رعاية صحية، نسعى دائماً لتوفير تخصصات متعددة تحت سقف واحد، ويعمل فريق الأطباء لدينا معاً لإدارة أي مواقف عالية الخطورة لمرضانا إلى أقصى حدّ، وعلاج المريض بنجاح، والوصول إلى مرافق متعددة في مكان واحد أمر مهم للغاية بالنسبة للمستشفى.
تحول الحلم لحقيقة
 
وحول أبرز القصص التي تتذكرها عن تجربتها في بناء المستشفى، تقول: كان حلماً أصبح حقيقة بالنسبة لي، فقد قالت لي والدتي التي كانت مصدر إلهامي دائماً: «ستبنين مستشفى كبيراً يوماً ما»، ويبدو أن دعاءها وصل فقد حققت حلمي وأنجزت ذلك.

1

التطبيب عن بُعد
 لقد كان التحول في صناعة الرعاية الصحية ممتازاً وبوتيرة سريعة بفضل الرؤية الثاقبة لحكام الإمارات، فهم يدعمون تطوير مرافق الرعاية الصحية، ويشجعون مقدمي الخدمة طوال الوقت على مواجهة التحديات والمشاريع الجديدة، وكانت الأيام الأولى صعبة جداً من حيث الوصول إلى الخدمات الصحية، واليوم نحن قادرون على تقديم الرعاية الطبية بمرافق التطبيب عن بُعد، والرعاية المنزلية للمرضى، وهذا هو التحول الذي أعجبني، ولديّ ابنتي زنوبيا شمس، وصهري طاهر شمس اللذان يشرفان معاً الآن على جميع العمليات في مستشفياتنا ومنشآتنا الطبية، وأتمنى لهما سنوات من الإنجازات والتطورات الناجحة في هذا القطاع.
الإمارات موطني
وأضافت: الإمارات موطني، وأنا مرتاحة جداً في العيش هنا، ولن أفكر أبداً في إغلاق مثل هذه الشبكة الواسعة والراسخة من مرافق الرعاية الصحية، وهذا من أجل شعب الإمارات، والأشخاص الذين يدعمونني ويتواصلون معي كل يوم من جميع مناحي الحياة، منذ أيامي الأولى، فضلاً عن الدعم غير المحدود الذي وجدته في الدولة والتسهيلات.
15 ألف ولادة
وأضافت: لطالما كانت القيم الإنسانية قريبة جداً إلى قلبي، وأعتقد أن كوني امرأة قد ساعدني، فغريزة الأمومة في الحب والرحمة، عند المرأة، عنصر حيوي في الشفاء، فقد حضرت بالفعل أكثر من 15 ألف ولادة حتى الآن، وقدمت تعاطفاً لا يمكن أن تشعر به سوى امرأة تجاه أخرى.
حتى اليوم، أنا موجودة في المستشفى الأول الذي بنيته مع فتح أبواب مقصورتي على مصراعيها، كما كانت في الأيام الأولى. وأنا أعامل الجميع على قدم المساواة، مع الرحمة والاحترام. وفي الأيام الأولى، كنت أتعامل مع كل مرض وكل مريض، سواء جروح وكسور، وحتى ولادة بيلي (طفل من الماعز)، لبدوي جاء إليّ مع عنزة تبكي في منتصف الليل، وأتذكر حالة أخرى صعبة، وهي ولادة طفل في شوارع مدينة مكة المكرمة عندما كنت في رحلة حج، وكانت حالة طارئة واضطررت إلى مساعدة السيدة، وبفضل المارة الذين ساعدونا تمكنا من تسهيل عملية إنجاب الطفل والتأكد من سلامة الأم أيضاً.
قصص وذكريات 
ومن بين مرضاي كانت طفلة صغيرة جاء بها والدها عندما كان عمرها عاماً واحداً وكانت لا تزال من دون أي علامات تدل على الحياة، وعلى الرغم من توضيحي، أصر الأب على التحقق من ذلك، وأجريت إنعاشاً للطفلة من فم إلى فم وشعرنا بالصدمة لرؤيتها تنعش، ولوقت طويل كان الأب يحضر الطفلة لي في عيد ميلادها من كل عام، ويشكرني على إنقاذها، وأنا أشعر بالتواضع مع مثل هذه التجارب كما أفعلها بقلبي وروحي ونعمة الله هي التي تفعل السحر، وهذه القصص والذكريات التي تجعل بعضهم ما زال يناديني «ماما زليخة» وبإعجاب كبير من الكبار والصغار بسبب التواصل والتأثير في حياة الناس من حولي.
إضافة إلى كل ذلك، نقدم بعض الفحوص المجانية كل عام في المستشفى لمساعدة المرضى على اكتشاف السرطان مبكراً، وأطلقنا حملة توعية بسرطان القولون والمستقيم، حيث يعد ثاني أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في دولة الإمارات. تهدف حملة «Screen & Survive» إلى نشر الوعي بأهمية الفحص المبكر في الكشف عن سرطان القولون والمستقيم وعلاجه بشكل فعال. كجزء من الحملة، استفاد المرضى من استشارة مجانية مع الجراح العام واختصاصي الجهاز الهضمي، وحسومات خاصة على تنظير القولون الافتراضي، وغيرها من خدمات المختبرات والأشعة.

1

فرصة للتغيير
وأطلقنا أيضاً مبادرة «فرصة للتغيير» وهي حملة توعية بسرطان عنق الرحم، حيث يعد أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين النساء في الإمارات. تهدف حملة «فرصة التغيير» إلى نشر الوعي بأهمية الفحص المبكر والتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري ضد سرطان عنق الرحم. كجزء من الحملة، استفاد المرضى من استشارة مجانية مع طبيب أمراض النساء.
وأطلقنا، كذلك، حملة التوعية بسرطان الثدي، حيث يعدّ أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء في جميع أنحاء العالم. وتهدف الحملة إلى نشر الوعي بأهمية الفحص الذاتي للثدي وتصوير الثدي بالأشعة السينية للكشف عن السرطان في مرحلة مبكرة، وكجزء من الحملة، استفاد المرضى من استشارة مجانية مع اختصاصي، فضلاً عن تصوير الثدي بالأشعة السينية المجاني، وتصوير الثدي بالأشعة السينية بسعر مخفض.
جوائز وتكريمات
وقالت: حزت احتراماً وتقديراً كبيرين من حكام الإمارات الخيرين والجمهور العالمي، وأسعى جاهدة للقيام بالمزيد من أجل التنمية العالمية في جميع مناحي الحياة، وكرّمتني لمساهماتي في دولة الإمارات وزارة الخارجية والتعاون الدولي، حيث قدّمت خطاب شكر لي على مدى خمسة عقود من المساهمات القيمة لقطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات. وهي واحدة من بين كثير من الرعايا الأجانب الذين كرّموا كجزء من احتفالات عام زايد التي نظمها مكتب الدبلوماسية العامة والثقافية في وزارة الخارجية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"