عادي
الكرملين يكشف تفاصيل قمة بوتين بايدن

روسيا تتوقع بدء محادثات مع أمريكا بشأن الحد من التسلح خلال أسابيع

01:18 صباحا
قراءة 3 دقائق
بوتين يصافح رئيس الاتحاد السويسري جي بارميلين بينما الرئيس الامريكي بايدن ينظر قبل بدء القمة الامريكية الروسية في قصر فيلا لا جرانج بجنيف اول امس الاربعاء(رويترز)

قال نائب وزير الخارجية الروسي، إن موسكو تتوقع أن تبدأ محادثات الحد من التسلح مع الولايات المتحدة التي تم الاتفاق عليها في قمة جنيف في غضون أسابيع، ورحبت موسكو، أمس الخميس، بالتزام الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي جو بايدن، حواراً حول «الأمن الاستراتيجي» ونزع السلاح النووي، معتبرة أن الولايات المتحدة عادت إلى «المنطق»، فيما كشف الكرملين عن أبرز المواضيع ذات الاهتمام المشترك والنقاط الخلافية التي بحثها الرئيسان أول أمس الأربعاء.

الأمن الاستراتيجي ونزع السلاح النووي

وكان بوتين وبايدن وقعا بالأحرف الأولى نصاً قصيراً أكدا فيه عزمهما إقامة «حوار حول الاستقرار الاستراتيجي»، ولا سيما مسألة ضبط الأسلحة النووية، في حين انسحبت الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب من معاهدات ثنائية ومتعددة الأطراف. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «النص قصير جداً، إلا أنه وثيقة مشتركة حول الاستقرار الاستراتيجي، تُظهر مسؤولية خاصة لبلدينا ليس فقط حيال شعوبنا، بل أمام العالم بأسره».

عودة إلى المنطق

ووصف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، احتمال قيام حوار حول نزع السلاح النووي ورفض الحرب الذرية بأنه «إنجاز فعلي». وبعدما مدد جو بايدن في مطلع السنة معاهدة «نيو ستارت» حول نزع السلاح النووي في اللحظة الأخيرة، اعتبر ريابكوف في مقابلة نُشرت على موقع وزارة الخارجية على الإنترنت، أمس الخميس، أن «ذلك يشكل خطوة ثانية من جانب واشنطن باتجاه العودة إلى المنطق». وأضاف أن الحوار حول الاستقرار الاستراتيجي بين الروس والأمريكيين سيبدأ قريباً، موضحاً «أنها مسألة أسابيع وليست مسألة أشهر».

عملية غير جدلية

وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، إن المحادثات بين الرئيسين لم تغير أجواء العلاقات الأمريكية الروسية، لكن نبرة المحادثات كانت مباشرة وبناءة وغير جدلية وعملية. وأضاف، «الأمر لا يتعلق بضغطة زر. سيستغرق الأمر بعض الوقت؛ لمعرفة ما إذا كانت مجالات التعاون المحتمل تلك ستؤدي بالفعل إلى نتائج، لا ندري».

خفايا المحادثات

لفت المتحدث باسم الرئاسة الروسية بيسكوف، في تصريحات صحفية أمس الخميس، إلى أن موسكو حذرت منذ البداية من أي توقعات مرتفعة من لقاء القمة بين الرئيسين بوتين و بايدن، مضيفاً: «لكن الآن نستطيع القول، اعتماداً بالدرجة الأولى على تقديرات الرئيس نفسه، إنها (القمة) كانت إيجابية بقدر أكبر».

وأوضح المتحدث أن الاجتماع منح الرئيسين فرصة لإطلاع أحدهما الآخر على مواقفهما، وإدراك ماهية المجالات التي يمكن التعاون بين موسكو وواشنطن فيها، والمجالات التي لا يزال التعاون فيها مستحيلاً؛ بسبب الاختلاف التام في وجهات النظر بين البلدين. وتابع: «هذا حصل أيضاً وهو أمر إيجابي».

إيران وسوريا وأفغانستان

وأكد بيسكوف أن بوتين وبايدن بحثا خلال جولة من المحادثات على نطاق ضيق ضمن إطار أعمال القمة الملف النووي الإيراني، لافتاً إلى أن هناك «بعض العلامات» بين البلدين إزاء هذه المسألة.

كما ذكر أن بوتين وبايدن ناقشا أيضاً الاتصالات بين العسكريين الروس والأمريكيين في سوريا، مضيفاً أن هذا الحوار «مهم جداً ويجب دعمه». كما أقر بيسكوف بأن القمة تناولت ملف أفغانستان، دون شرح مزيد من التفاصيل.

أوكرانيا وبيلاروسيا

وفيما يتعلق بالملف الأوكراني، لفت بيسكوف إلى أن بوتين وبايدن لم يتطرقا إليه بالتفصيل؛ بسبب كثافة المشاكل المتراكمة المطروحة على أجندة مفاوضاتهما. وأشار المتحدث باسم الكرملين إلى أن الرئيسين أكدا تمسك موسكو وواشنطن باتفاقات مينسك كطريقة وحيدة لتسوية النزاع في جنوب شرقي أوكرانيا، وبحثا إمكانية استئناف آلية روسية-أمريكية خاصة بالحوار حول أوكرانيا، لكن دون مناقشة إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى صيغة النورماندي.

وذكر أن القمة أظهرت عمق الخلافات بين موسكو وواشنطن إزاء قضية بيلاروسيا، قائلاً: «تم التأكيد أن هذا هو الموضوع الذي لا ينبغي محاولة تقريب المواقف إزاءه؛ لأنه أمر مستحيل».

الأمن السيبراني وتبادل السجناء

وصرح بيسكوف بأنه لم يكن من الممكن التوصل إلى أي اتفاقات خلال القمة بشأن الأمن السيبراني؛ لأن هذا الهدف لم يطرح أصلاً. وتابع أن آلية خاصة بشؤون الأمن السيبراني بين الدولتين على مستوى الخبراء ستبدأ عملها قريباً.

وأكد المتحدث أن موسكو وواشنطن ستعملان بصيغة مغلقة على إمكانية تنفيذ صفقة لتبادل السجناء، وليس هناك أي سقف زمني لهذا الحوار. (وكالات)

موسكو ترحب ب«عودة واشنطن إلى المنطق»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"