أقوى المحاربين.. الوقــت والصبــر

00:43 صباحا
قراءة دقيقتين

أعتقد أن كل واحد منا يحتاج خلال مسيرته العلمية أو العملية، إلى التحلّي بخصلتين في غاية الأهمية، وهما: منح الوقت الكافي خلال تعليمه أو في عمله. فالوقت الذي تقضيه في الدراسة أو في العمل، يقود نحو النجاح، لذا من المهم عدم الاستعجال، عدم الضغط على حساب الدقة واكتساب المهارة والمعرفة، هذه خصلة أولى، والثانية الصبر، الذي يمنحنا ميزة الاستمرار، عندما تصبر على التعليم أو تصبر على ضغوط العمل، ففي نهاية المطاف ستزداد تعليماً أو تزداد خبرة، وهنا تصبح أكثر تأهيلاً وأكثر مهارة. مشكلة الكثير من الناس عدم التحلي بهاتين الخصلتين، توجد لدينا مشاريع حيوية وهامة مثل مواصلة التعليم أو الإبداع في مقر العمل والوظيفة، ومع هذا تبخل بالوقت، تبخل في منح المزيد من الوقت لعقلك وروحك للفهم والتفكير والتأمل، وعندما تفقد الصبر، لا يمكن الانتظار أو التريث حتى تبلغ نهاية مضمار السباق، بل على العكس ستنسحب مع أول تحدٍّ يقابلك أو مع أول عقبة تعترض طريقك. 
الوقت جوهرة ثمينة، الجميع ينادي بعدم إهداره على أمور هامشية أو تضييعه على هوامش ومهام لا جدوى منها ولا فائدة من ورائها، لذلك انظر في الوقت الذي تهدره أين وفي ماذا؟ أما الصبر، عندما يتحلى به أي إنسان، فلن تجد إلاّ تميزه بالنجاح، وأن يكون التوفيق حليفاً له، لأن الصبر يعطيه مساحة من التفكير، وعدم التهور وعدم الاستعجال، فلا يقدم على خطوة إلا بعد الدراسة والتدقيق، لذا عندما يكون الصبر من خصالك، فإن الحلم والهدوء وعدم التوتر وعدم القلق، جميعها ستكون وفيّة لك، وهي أيضاً مهمة لنا والجميع يحتاجون إليها. وكما قال الروائي الروسي الراحل الشهير الكونت ليف نيكولايافيتش، والذي عرف باسم تولستوي: «أقوى المحاربين هما الوقت والصبر». قم من الآن بضم هذين المحاربين: الوقت والصبر، لصفوفك، واجعلهما رفيقين دائمين لك.
 لا تتخلّ عن العزيمة التي يولّدها الصبر، ولا تترك الفضيلة التي يمنحها لك الوقت، معظم احتياجاتنا، وتطلعاتنا وآمالنا، تحتاج إلى الوقت لتنفيذها، وتحتاج إلى الصبر لإتمامها. درّب نفسك، ثم عوّدها، على هذه الخصال، ولتكن هي نهجك وطريقتك في كل عمل تتوجّه إليه.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"