اندلعت مواجهات عنيفة بين المصلين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، أمس الجمعة، قمعت خلالها القوات الإسرائيلية وقفة أمام المسجد الأقصى، منددة بالإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط صوب المصلين، ما تسبب بإصابة 9 أشخاص، في وقت أوقعت مواجهات مع القوات الإسرائيلية عشرات الإصابات بين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية، في حين شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية
غارات ليلية على قطاع غزة رداً على إطلاق بالونات حارقة من القطاع، وذلك للمرة الثالثة منذ بدء سريان التهدئة الأخيرة.
اشتباكات في الأقصى
واقتحمت القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى عبر باب السلسلة، وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بـالمطاط صوب المصلين خلال مسيرة انطلقت من الأقصى نصرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ورداً على إساءة مستوطنين لشخصه بألفاظ نابية، خلال اقتحامهم باب العمود في القدس المحتلة يوم الثلاثاء الماضي بما يسمى «مسيرة الأعلام»، وذلك كما ظهر في مقطع فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي. وأفادت جمعية الهلال الأحمر في بيان بوقوع «9 إصابات خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية داخل المسجد الأقصى»، مضيفة أنه «تم نقل 3 إصابات للمستشفى، و6 إصابات (عولجَت) ميدانياً». وكان خطيب المسجد الأقصى، الشيخ يوسف أبوسنينة، قد ندد في خطبة الجمعة بالمسجد، بإساءة المستوطنين الإسرائيليين للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. كما ندد الشيخ أبوسنينة باقتحامات مستوطنين للمسجد الأقصى ومخططات تهجير عائلات فلسطينية من أحياء بالقدس بينها الشيخ جراح وسلوان.
مواجهات في الضفة
من جانبهم، أقام أهالي بلدة بيتا جنوبي نابلس شمال الضفة الغربية صلاة الجمعة عند مدخل القرية المغلق من قبل الجيش الإسرائيلي قبل الانطلاق في تظاهرات ضد إقامة بؤرة استيطانية على أراضي القرية. وذكرت مصادر في البلدة أن الجيش الإسرائيلي قام بقمع المتظاهرين في بلدة بيتا وأغلق كافة الطرق المؤدية لها، موقعاً عشرات الإصابات بالرصاص والاختناق بالغاز في صفوف المتظاهرين. وأفادت جمعية الهلال الأحمر في بيان بوقوع «47 إصابة بينها 42 بالغاز و5 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال مواجهات بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في بيتا».
وفي بيت دجن أصيب شخصان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق، بالغاز المسيل للدموع، جراء قمع القوات الإسرائيلية، مسيرة خرجت احتجاجاً على إقامة بؤرة استيطانية في أراضي القرية التي تقع شرق نابلس.
غارات جديدة على غزة
وفي قطاع غزة، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن مقاتلاته الحربية أغارت على مواقع عسكرية تابعة لحماس في غزة رداً على بالونات حارقة أطلقت في وقت سابق الخميس من القطاع باتجاه المستوطنات المحاذية، حيث أشعلت حوالي عشرة حرائق. ووفقاً لبيان الجيش الإسرائيلي فقد استهدفت الغارات ليل الخميس موقعاً عسكرياً لحماس في مدينة غزة وآخر في خان يونس (جنوب القطاع) تستخدمه الحركة لإطلاق صواريخ على إسرائيل.
بدوره، ذكر مصدر أمني في القطاع أن «طائرات حربية إسرائيلية شنّت غارات عدة استهدفت مواقع للفصائل في مدينة غزة وبلدتي جباليا وبيت لاهيا وخان يونس»، وذلك للمرة الثالثة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في مايو/أيار الماضي. وأضاف المصدر أن الغارات «أسفرت عن أضرار جسيمة في هذه المواقع وأضرار في محيطها، من دون أن نبلغ عن وقوع إصابات». وقال مصدر آخر، إنّه «تمّ إبلاغ الوسيط المصري بالاعتداء الإسرائيلي الجديد والانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار». وأضاف أن «الفصائل لن تسمح لإسرائيل بفرض قواعد اشتباك جديدة».
