عادي
مشروع يدعم الطبيعة في «السركال أفنيو»

«كييف».. عروض وأفكار لحياة متجددة

22:39 مساء
قراءة 3 دقائق

دبي: زكية كردي
على شرفة المنزل بدأت الأختان زينة ورانيا كنعان بتلوين دراجتهما الأولى في الإمارات وصيانتهما. من هنا بدأت الفكرة لإطلاق مشروع يهتم بإعادة إحياء الدراجات القديمة، ومنحها هوية خاصة تناسب ذوق صاحبها، فبإمكانه أن يختار هيكل الدراجة واللون الذي يفضله ليحصل عليها خلال سبعة أيام. وعند بيع خمس درجات تصل دراجة إلى طفل في أحد المخيمات.

كبر المشروع بمشاركة ودعم الأم مي كنعان، مدربة تنمية ذاتية، ليتحول إلى «كييف» بالإنجليزية؛ أي الكهف، وهو مكان يعج بالأفكار والحياة ويستقر في «السركال أفنيو» بدبي.

المشروع أشبه بنادٍ اجتماعي صغير يتسم بأجواء عائلية وعلاقات دافئة تجذب الزبائن الباحثين عن البساطة والاختلاف، فهناك أجواء مناسبة للعمل، وخيارات مختلفة لعدة مقاهٍ لكل منها هوية وفكر خاص يجعله مناسباً ليكون جزءاً من هذا المشروع القائم على فكرة العودة إلى الطبيعة ودعمها، والهادف إلى خلق علاقات طبيعية بين رواد المكان.

المقهى الأول يقدم الشاي والقهوة فقط، ويعد الشاي من الثمرة التي تحيط بنواة البن ذاتها، وإلى جواره دكان «مطبخ هيا»؛ حيث يقوم مشروعها على فكرة العودة إلى وصفات جدتها الأصلية والابتعاد عن كل ما هو تجاري ومصنّع، وتقدم فيه العديد من المنتجات الأصلية المحضرة على طريقة الجدة تماماً.

أما المقهى الثالث فهو مجهز لتحضير الطعام والمشروبات حسب طلب الزبون كأنه في المنزل، في حين يتوزع الزبائن الذين يبدون من أفراد العائلة على الطاولة وكراسٍ معاد تصنيعها بتصاميم مختلفة تمنحها هوية دافئة وعصرية في الوقت نفسه.

التسوق في «كييف» يعد تجربة خاصة أيضاً، فالفكرة بدأت من الدراجات المعاد إحياؤها، لتستقطب العديد من المشاريع الشبابية التي تتناسب مع روح المكان ودعوته الاجتماعية.

تبدأ المعروضات عند قسم الجلديات المصنّعة بطرق تقليدية من المواد النباتية في مصانع تعتمد الطاقة الشمسية فقط، وهي دعوة لحماية الحيوانات والبيئة. إلى جوارها تعرض مجموعة من المنتجات المصنعة من القصاصات التي يتركها الخياطون وترمى عادة، فتقوم الفكرة على تحويلها إلى كمامات جميلة وأنيقة.

أما مشروع «ديبيكا» فيعرض منتجات خاصة تحضرها من الهند، يعتمد المصنعون فيها على المعادن التي تخرج طبيعياً من دون أن يؤذوا الطبيعية ويضغطوا عليها، أما الملابس فلديها طريقة خاصة لتصنيعها من المنتجات والأزياء القديمة التي تزيل عنها الألوان وتمنحها مظهراً وحياة جديدة. إلى جوارها مشروع «ساسي أووك» ويعتمد على تصنيع الإكسسوارات والحلي من الحجارة الطبيعية التي تعطي الطاقة ولا تحتاج إلى الحفر للحصول عليها. أما مشروع «هبة كلوزينج» فيقوم على دعم السيدات في المخيمات؛ حيث تضع هبة التصاميم وتوزعها على السيدات لتنفيذها يدوياً من مواد طبيعية وبطرق تقليدية، فتوفر فرص عمل ومصدر دخل لهن. الفنانة الفلسطينية ريهام تنشر الحب من خلال قصاصاتها الصغيرة التي ترسمها وتجمعها لتكوّن منها لوحاتها، وجميعها توحي بحالة من الجمال والسلام والبساطة المستوحاة من فنون الشرق القديمة. أما مشروع «أنتيكس دبي» فيقوم على تجمع القطع القديمة من طابعات وهواتف وكاميرات وغيرها ليصلحها ويبيعها لمحبي هذه القطع.

وهناك ركن خاص للكتب المتاحة للقراءة أو الإعارة والتبادل، وهي كتب قديمة تبرع بها الناس ليمنحوها دورة حياة جديدة، وإلى جوارها ركن خاص للأم مي كنعان تستقبل فيه ضيوفها على طريقتها الخاصة وتجذب الكثيرين، فقد تقرأ لهم الفنجان كوسيلة للتواصل، أو قد تكتفي بتبادل الحديث والإنصات لمشاكلهم لتساعدهم على إيجاد ما يبحثون عنه من راحة نفسية وشعور بالدعم والدفء العائلي.

ولا يقتصر نشاط المكان على هذا الضجيج اليومي المحبب وحسب، فثمة جانب ثقافي – اجتماعي منظم يقوم على تقديم مختلف أنواع الورش والجلسات الحوارية التي تنسجم وفكرة المشروع، فمنها ورش لإعادة تصنيع الزجاجات القديمة وتحويلها إلى مصابيح، أو أكواب لشرب الماء بدل رميها، أو جلسات حوارية واستضافة متحدثين يشاركون تجاربهم المميزة في الحياة بمختلف المجالات.

نهاية لابد من التوقف عند الاسم الذي يحمله المكان، وهو جاء للدلالة على فكرة المشروع ككل، هذا الكهف الذي بني بأسلوب وتصميم معاصرين ليحتضن زواره وأهله، يعيد إحياء العلاقات ويدعم الأفكار والمشاريع التي تدعو إلى العودة إلى الطبيعة بكل الطرق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"