عادي

كأس أوروبا.. شهر من التنافس بدءاً من حادث إريكسن إلى تتويج إيطاليا

15:08 مساء
قراءة 4 دقائق
dfasfsdgfs

أراد الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي (يويفا) الفرنسي ميشال بلاتيني للنسخة السادسة عشرة من كأس أوروبا أن تكون احتفالاً يليق بالذكرى الستين للبطولة القارية، وقد كانت كذلك بالفعل، حيث تحوّلت ملاعب المدن المضيفة إلى مهرجانات كروية لم تسلم من الحوادث المثيرة.
وبعد إرجاء لعام بأكمله بسبب تداعيات فيروس كورونا وبعد 51 مباراة توزّعت على 11 مدينة في 11 دولة أوروبية، كان التتويج في نهاية المطاف من نصيب منتخب إيطالي متجدّد بقيادة مدربه روبرتو مانشيني على حساب منتخب إنجليزي مضيف لست من مبارياته السبع، من دون أن يستغل ذلك لإنهاء صيام عن الألقاب منذ مونديال 1966.
وكانت عودة إيطاليا بهذه الحلة المثيرة بعد خيبة الغياب عن مونديال روسيا 2018، من أبرز إيجابيات النسخة السادسة عشرة من النهائيات القارية؛ إذ عاد «أتزوري» ليلعب دوره بين الكبار، لكن هذه المرة متخلياً عن أسلوبه الدفاعي التقليدي وبنكهة هجومية لافتة لفريق غابت عنه الأسماء الرنانة.
وبعد 15 عاماً على اللقب الأخير الذي أحرزه «أتزوري» بركلات الترجيح أيضاً على حساب فرنسا في مونديال ألمانيا، عادت البسمة إلى الإيطاليين الذين أسقطوا الإنجليز، الأحد، في معقلهم «ويمبلي»، بعدما مرّوا في ثمن النهائي ببلجيكا القوية وفي نصف النهائي بإسبانيا التي حرمتهم اللقب القاري عام 2012 باكتساحهم 4-0 في النهائي.

منقذو إريكسن
 وهناك نقطة إيجابية إنسانية أهم بكثير من النتائج والتتويج، بطلها المنتخب الدنماركي والطاقم الطبي بقيادة الطبيب مورتن بويسن الذي تدخل في الوقت المناسب لإنقاذ حياة صانع الألعاب كريستيان إريكسن، بعد تعرضه لأزمة قلبية في المباراة الأولى لبلاده في النهائيات ضد فنلندا 0-1.
وكان لقائد الدنمارك سايمون كاير دور حاسم أيضاً في إنقاذ زميله بعدما كان أول من وصل إليه، ثم أكمل دوره القيادي بمواساة زوجة نجم إنتر ميلان الإيطالي، ليستقطب تعاطف العالم بأجمعه.
وبعد تدخل جراحي يبدو أن إريكسن في وضع صحي جيد، من دون أن يعرف حتى الآن ما إذا كان باستطاعته العودة إلى كرة القدم الاحترافية.
واستلهم المنتخب الدنماركي مما حصل لنجمه وتجاوز خسارته مباراتيه الأوليين، وعزز الآمال بتكرار إنجاز 1992 حين توج باللقب، لكن الفرحة لم تكتمل بعد انتهاء المغامرة في نصف النهائي على يد الإنجليز، بسبب ركلة جزاء شكك كثر في صحتها.

fsfsfs

مهرجان تهديفي
 وكانت هذه النهائيات بطولة الأرقام القياسية الهجومية، حيث سُجل 142 هدفاً (يعود السبب في ذلك بشكل أساسي إلى رفع عدد المنتخبات إلى 24 اعتباراً من نسخة 2016)، بمعدل قياسي في المباراة الواحدة بلغ 2,79 هدف، في رقم لم يسجل منذ اعتماد نظام المجموعات عام 1980.

رونالدو الشاب
 وكان نجم وقائد البرتغال بطلة 2016، كريستيانو رونالدو، على موعد مع مزيد من الأرقام القياسية في مسيرة هذا اللاعب الذي لا يعرف معنى التقدم في العمر (36). وأنهى نجم يوفنتوس الإيطالي البطولة في صدارة الهدافين، مشاركة مع التشيكي باتريك شيك (5 لكل منهما)، وتفوق على الفرنسي ميشال بلاتيني كأفضل هداف في تاريخ النهائيات القارية (9) بعدما رفع رصيده إلى 14 هدفاً.
ونجح رونالدو في طريقه إلى لقب هداف النسخة السادسة عشرة، في معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف الدولية المسجل باسم الإيراني علي دائي (109)، إلا أن ذلك لم يجنب بلاده التنازل عن لقبها القاري.

رونالدو

مواهب جديدة
 وكما كانت الحال غالباً، فقد قدمت النهائيات القارية مواهب جديدة في مقدمتها شيك الذي سجل أحد أجمل الأهداف في تاريخ البطولة، والإسباني داني أولمو أو الجناح الألماني روبن غوزنس، والهولندي دنزل دمفريس، والدنماركي ميكيل دامسغارد وبطل نهائي «ويمبلي» ضد الإنجليز الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما، الذي اختير أفضل لاعب في البطولة.

أهداف عكسية
 ومثلما أنه كانت هناك إيجابيات، فهناك سلبيات كثيرة أيضاً، بينها كثرة ركلات الجزاء التي سجلت رقماً قياسياً أيضاً في النهائيات، حيث بلغ عددها 17، وذلك يعود بشكل أساسي إلى استخدام حكم الفيديو المساعد «في أيه آر».
واللافت ليس عدد ركلات الجزاء المحتسبة؛ بل العدد الضائع منها؛ إذ لم تتجاوز نسبة النجاح خمسين بالمئة (ترجمت 9 منها فقط بنجاح)، وكانت إسبانيا «بطلة» هذا التخصص بإضاعتها ركلتي جزاء.
ولم تكن ركلات الجزاء الضائعة الرقم السلبي الوحيد في النهائيات؛ بل تميزت البطولة بكثرة الأهداف العكسية التي سجلت بالنيران الصديقة والبالغ عددها 11؛ أي أكثر من مجموع الأهداف العكسية التي سجلت في النسخ السابقة بأكملها.

Sffsfs

مجموعة الموت
 باستثناء إيطاليا وإنجلترا اللتين وصلتا إلى النهائي، وإسبانيا التي بلغت نصف النهائي، مُنيت المنتخبات الكبيرة بخيبة في النهائيات مثل هولندا، وفرنسا بطلة العالم ووصيفتها كرواتيا، وألمانيا، والبرتغال حاملة اللقب.
وبالنسبة للألمان والفرنسيين والبرتغاليين، انتهى المشوار عند الدور الإقصائي الأول؛ أي في ثمن النهائي، لتكمل البطولة من دون أي ممثل عن المجموعة التي صنفت بمجموعة الموت لضمّها العمالقة الثلاثة.

مشاكل كبيرة
 ونتيجة توزيع المباريات على 11 مدينة ذات حساسيات مختلفة، أطلق العنان للمشاحنات الجيوسياسية والصحية: عبثية لوجستية وبيئية لبطولة موزّعة في القارة، جدل حول رموز مناهضة التمييز، مثل الركوع قبل المباريات. وما زاد الطين بلة، أن المباراة النهائية تلطخت بسبب كثير من المخالفات التي حصلت في لندن وحول ملعب «ويمبلي»، مثل محاولة مشجعين لا يمتلكون التذاكر دخول الملعب وإساءات عنصرية وُجّهت إلى الثلاثي الإنجليزي الذي أهدر ثلاث ركلات ترجيحية ضد إيطاليا ماركوس راشفورد، وبوكايو ساكا، وجايدون سانشو.
قد لا يكون الاتحاد القاري والبلد المضيف للنهائي قادرين على التحكم في التصرفات المشينة للجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن كان بإمكانهما التعامل مع ما دار داخل الملعب وخارجه بشكل أفضل بالتأكيد.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"