القاهرة: «الخليج»
بعد صراع طويل مع المرض وشائعات عديدة حول وفاتها، رحلت، بعد ظهر أمس السبت، الفنانة الكبيرة دلال عبد العزيز عن عمر يناهز 61 عاماً، وبعد أقل من ثلاثة أشهر من رحيل زوجها النجم الكبير سمير غانم في 20 مايو/أيار الماضي، إثر إصابته أيضاً بفيروس «كورونا».
حالة دلال عبد العزيز لم تستقر لعدة أشهر، على الرغم من الشفاء من المرض؛ إذ كانت تعاني تبعاته، وظلت في المستشفى فترة طويلة بغرفة الرعاية المركزة، حتى وافتها المنية.
وتقام صلاة الجنازة على الفنانة القديرة، اليوم الأحد، عقب صلاة الظهر بمسجد المشير بالتجمع الخامس، ويقام العزاء في مدافن الأسرة بمدافن الوفاء والأمل بمدينة نصر.
كانت الفنانة الراحلة أصيبت بفيروس «كورونا» هي وزوجها إضافة إلى ابنتيهما دنيا وإيمي اللتين كتب الله لهما الشفاء، لكن حالة زوجها ساءت بشكل كبير، ورحل إثر تدهور حالته الصحية وكبر سنه، وأخفت دينا وإيمي إلى جانب المحيطين بهما خبر رحيل زوجها عنها؛ إذ كان الفيروس تمكن من رئتيها، وأحدث بهما تلفاً شديداً.
وعلى الرغم من شفائها من المرض، ترك أثراً كبيراً في رئتيها، وتدهورت الحالة الصحية لها بعد نقلها إلى المستشفى في 30 إبريل/ نيسان الماضي، وظلت حالتها غير مستقرة، قبل أن تنتشر أخبار قبل وفاتها بأيام حول احتياجها عملية زراعة رئة، لكن القدر لم يمهلها.
ونعت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، الفنانة الكبيرة دلال عبد العزيز، وأشارت إلى أن الراحلة تميزت بأسلوب فني خاص، وعبرت بصدق عن المرأة المصرية في كل الشرائح الاجتماعية، كما جسّدت شخصيات تركت بصمات بارزة في وجدان الجمهور. وتوجهت بالعزاء لأسرة الفنانة الراحلة وأصدقائها ومحبيها داعية الله أن يتغمدها برحمته.
ولدت دلال عبد العزيز محمد في 17 يناير/ كانون الثاني 1960، في قرية فرغان إحدى قرى ديرب نجم بمحافظة الشرقية، وبدأت التمثيل في عمر ال17، عام 1977 من خلال بعض الأدوار الصغيرة، لتكون بدايتها الفعلية عندما قدمها المخرج الكبير الراحل نور الدمرداش في مسلسل «بنت الأيام». ومن خلال المسلسل تعرف إليها الفنان الكبير جورج سيدهم، ومع أول مسرحية تستعد لها فرقة «ثلاثي أضواء المسرح» بعنوان «أهلاً يا دكتور»، رشحها على الفور، ليوافق عليها النجم سمير غانم، وتنطلق مع الفرقة، وتكون بداية النجومية، وفي الوقت نفسه بداية قصة حب بينهما تكلل بالزواج، وشكلا فيما بعد الثنائي الإنساني والفني، وقدما معاً العديد من الأعمال الناجحة في السينما والتلفزيون والمسرح، من بينها أفلام «نهاية رجل تزوج»، «يارب ولد»، «حادي بادي»، «رحلة المشاغبين»، «عريس في اليانصيب» وغيرها. كما قدما معاً مسرحية «فارس بني خيبان»، فضلاً عن عمل كل منهما بعيداً عن الآخر؛ إذ قدمت دلال في السينما ما يقرب من 100 فيلم، من بينها: «بئر الخيانة»، و«عشماوي»، و«الانتقام»، «الأغبياء الثلاثة»، «نصيب الأسد»، مروراً ب «صنع في مصر»، و«خير وبركة»، و«قلب أمة»، و«كارما»، و«سوق الجمعة» و«البدلة».
وقدمت دلال عبد العزيز عدداً كبيراً من المسلسلات الناجحة منها «عمرو بن العاص»، «ألف ليلة وليلة»، «دموع صاحبة الجلالة»، «رائحة عود»، «الخادمة»، «الأب»، «أحلام بنات»،«اختطاف»، «دوران شبرا»، «لحظات حرجة»، «واكلينها والعة»، «بدل الحودتة تلاتة». وكان آخر ظهور درامي لها هذا العام من خلال مسلسل «ملوك الجدعنة»، مع عمرو سعد ومصطفى شعبان، والذي صور بالكامل في لبنان، ولعبت فيه دور والدة عمرو سعد التي كان مشهد رحيلها في المسلسل مؤثراً إلى حد كبير في المشاهدين.
شاركت دلال عبد العزيز زوجها النجم الراحل سمير غانم في فوازير «فطوطة» خلال عامي 1982، و1983، كما شاركت في فوازير «دولا أمشير وزغلول»، أما على خشبة المسرح فقدمت ما يقرب من 15 مسرحية، بداية من 1979 من خلال مسرحية «خدمة إنسانية»، ثم «أهلا يا دكتور»، و«هالة حبيبتي»، و«فارس وبني خيبان»، «أخويا هايص وأنا لايص»، وتوالت أعمالها المسرحية حتى عام 1998، وآخرها «جوازه طلياني».
