عادي
قبل أيام من انطلاق العام الدراسي الجديد 2021 ـ 2022

الميدان يستنفر.. والتطعيمات رهان العودة الآمنة إلى المدارس

00:55 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحقيق: محمد إبراهيم
أيام معدودة تفصلنا عن انطلاقة العام الدراسي الجديد 2021 ـ 2022، الذي يبدأ في يوم 22 أغسطس الجاري للهيئات التدريسية والإدارية والفنية، ويوم 29 للطلبة في جميع مراحل التعليم، إذ يشهد الميدان التربوي في الوقت الراهن حالة من الاستنفار، لاستقبال الطلبة والمعلمين.

وأكد عدد من مديري المدارس أن الميدان التربوي رفع درجة الاستعداد لعودة آمنة للدراسة، إذ قطعت معظم المدارس شوطاً كبيراً من الجاهزية قبل بداية إجازة الصيف، وركزت الإدارات على استكمال الكوادر بأنواعها، وإجراء أعمال الصيانة مبكراً، فضلاً عن التعرف على اتجاهات أولياء الأمور في تعليم أبنائهم في العام الدراسي الجديد.

معلمون أكدوا أن توفير اللقاح ضد كورونا لفئات الطلبة في مختلف الأعمار، حكم رغبات واختيارات أولياء الأمور بشكل إيجابي، وأسهم فعلياً في تشكيل قرار عودة الدراسة حضورياً في المدارس.

في وقت أكد عدد من أولياء الأمور أن التطعيمات المعلن عنها مؤخراً، تعد أداة تحفيزية للاتجاه نحو العودة الحضورية الآمنة للمدارس العام الدراسي 2021 ـ 2022، إذ إنها بثت الطمأنينة في نفوس الجميع في ظل استمرار فيروس كورونا.

ولما كانت اللقاحات رهان العودة «الواقعية» الآمنة للمدارس، اشترطت وزارة التربية والتعليم حصول الطلبة والهيئات على اللقاح لدخول المؤسسات التعليمية.

«الخليج» تناقش مع الميدان ماهية الاستعدادات للعام الدراسي الجديد، ومدى تفاعل عناصره مع قرار العودة للمدارس حضورياً.

1

البداية كانت مع أولياء الأمور.. مها علي، وسهام محمود، وعبد الله آل علي.. وآدم محجوب، الذين أكدوا أن استعدادات الأسر للعودة إلى المدارس، تسير وفق مسارات متنوعة تشمل الزي المدرسي ورسوم الدراسة ومستلزماتها، والأهم نوعية تعليم الأبناء، إذ أجمعت آراؤهم على اتجاه العودة الواقعية للمدارس، لا سيما عقب توفير حزمة التطعيمات التي استهدفت مختلف الفئات العمرية للطلبة في جميع مراحل التعليم.

وأفادوا بأن قرار العودة الواقعية للدراسة العام الدراسي الجديد، صائب ومدعوم بمنهجيات وإجراءات تضمن سلامة الطلبة والكوادر في الميدان، لا سيما أن اللقاحات المتوفرة أسهمت في ارتفاع معدل الإقبال على التعليم الحضوري المباشر في المدارس، وتراجع اختيارات الأهالي للتعلم عن بعد، الذي كان يتصدر رغباتهم خلال العامين الماضيين.

عدد من الطلبة ضم خالد محمد، وسلامة الطنيجي، وخلود.م، ندى زيادة، أكدوا أهمية التعليم الحضوري، وتلقي العلوم والمعارف بشكل مباشر، إذ إن التعليم الاعتيادي يسهم في تحقيق الفاعلية والتحفيز لمواصلة عملية التعلم، وأبدوا كامل استعدادهم للالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية المعتمدة، في سبيل العودة إلى مدارسهم وجامعاتهم مجدداً، والانطلاق إلى الحياة الطبيعية للدراسة، كما هو الحال في سابق العهد.

أولياء الأمور

توفير التطعيمات لمختلف الأعمار الطلابية، وسيلة فاعلة لترسيخ رؤى أولياء الأمور لعودة أبنائهم إلى المدارس «واقعياً»، لتلقي دروسهم بشكل مباشر، هذا ما وصل إليه المعلمون ريبال غسان العطا، وإبراهيم القباني، ووفاء الباشا، وحنان شرف، إذ أكدوا أن خطة العودة تراعي في مضمونها مستجدات الوضع الصحي، وتوفير سبل العودة الامنة للجميع.

وأضافوا أن الاستعدادات والتجهيزات تعمل على قدم وساق في معظم المدارس، إذ إن هناك حالة استنفار مبكر، لاستقبال العام الدراسي الجديد، لا سيما عقب الإعلان عن ماهية الدراسة في العام الدراسي 2021 ـ 2022، نهاية العام الدراسي المنصرم، فالجميع يركزون على تلبية جميع الاحتياجات للطلبة والكوادر بمختلف فئاتها في جميع المؤسسات التعليمية.

1
وليد فؤاد لافي

تصورات متنوعة

مديرو المدارس، وليد فؤاد لافي، وخلود فهمي، وسلمى عيد، وحميدان ماضي، أكدوا أن إدارات المدارس ركزت على وضع تصورات الجداول المدرسية للعام الدراسي الجديد، وفقاً للخطة المبكرة للجاهزية، فضلًا عن الخطة الدراسية لإعداد الجداول بالنصاب الكامل للمعلمين، والالتزام بالتخصص الجامعي للمعلمين، واعتماد الذين على قوة المدرسة فقط في إعداد الجدول الدراسي.

وأفادوا بأن نتائج الاستبيانات التي استهدفت أولياء الأمور حول التعليم الحضوري والافتراضي لأبنائهم، كشفت عن ارتفاع معدل رغبات الأهالي في عودة أبنائهم إلى الدراسة حضورياً، وتراجع الآراء في اختيار التعليم عن بعد، بسبب توفير اللقاحات اللازمة للفئات الطلابية بمختلف الأعمار، الامر الذي بث الطمأنينة في نفوس أولياء الأمور وأسهم في ارتفاع معدلات رضاهم عن التعليم المدرسي المباشر.

عوائق كبيرة

وحول تجريم الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح، أكدت المستشارة القانونية مها الجسمي، رئيسة «المها للاستشارات القانونية»، أن تلقي اللقاحات اختياري، لأولياء الأمور والطلبة، وعدم الحصول عليه لا يشكل جريمة، ولكن ستكون هناك عوائق كبيرة تواجه غير الملتزمين بتلقي التطعيمات، لا سيما أن هناك قيوداً عليهم تمنعهم في دخول المؤسسات التعليمية بأنواعها، فضلًا عن هيئات ودوائر الدولة التي اشترطت الحصول على اللقاح للمرور بين أروقتها.

وأكدت ضرورة الالتزام بتلقي اللقاحات المتوفرة للبالغين والفئات العمرية المختلفة للطلبة، إذ تشكل أداة فاعلة لتقليل فرص الإصابة بفيروس كورونا المستجد، الذي يستمر في المجتمعات كافة، موضحة أن الوقاية خير من العلاج، والتطعيمات من أهم سبل الوقاية التي تساند الجهاز المناعي للإنسان، وتعمل على تنشيطه لمواجهة الفيروس التاجي.

اللقاح إلزامي

وزارة التربية والتعليم بدورها اشترطت الحصول على لقاح «كورونا» لدخول جميع المنشآت التعليمية التابعة لها مع انطلاق العام الدراسي الجديد 2021 ـ 2022. وأوضحت أن الحصول على اللقاح إلزامي لدخول المؤسسات بما فيها الحضانات ومؤسسات التعليم العام الحكومية والخاصة والتعليم العالي ومراكز التدريب وغيرها.

دعت الوزارة جميع العناصر في الميدان التربوي، إلى المسارعة في الحصول على اللقاح، الذي يعد شرطاً إلزامياً لدخول جميع المنشآت التعليمية، بما فيها الحضانات ومؤسسات التعليم العام الحكومية والخاصة، ومؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة ومراكز التدريب وغيرها.

وأشارت إلى أن الفئات المعنية بأخذ اللقاح تشمل الطلبة في مختلف الأعمار، والكادر التعليمي والإداري، والخدمات المساندة، وأولياء أمور الطلبة، وغيرهم، واستثنت الوزارة الحاصلين على شهادة استثناء من أخذ اللقاح من الجهات الصحية المعتمدة.

1
ريبال غسان العطا

مسؤولية مشتركة

من جانبها رفعت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي في الوقت الراهن، شعار «سلامة الابناء مسؤولية مشتركة للجميع»، إذ تعكف على رصد آراء أولياء الأمور حول نوعية تعليم أبنائهم في العام الدراسي الجديد ومدى رغبتهم في استخدام الحافلات لأبنائهم، لضمان عودة الآمنة للمدارس والرياض، وركز الاستطلاع الذي أطلقته مؤخراً على البيانات الأساسية للطالب، ورغبة الأهالي في استخدام الحافلة، وهل حصل الطالب على اللقاح، ومن الذي حصل على اللقاح في الأسرة.

وتركز المؤسسة على التأكد من جاهزية المدارس لاستقبال الطلبة في العام الدراسي الجديد، حيث باشرت فرق المؤسسة بالتعاون مع الجهات المختصة العمل على ضمان توفير أعلى درجات الحماية للطلبة والكوادر العاملة في الميدان التربوي بغية استئناف الدوام المدرسي الحضوري بكل سلاسة واطمئنان.

تنسيق كامل

في وقت أعلنت المؤسسة نهاية العام الدراسي المنصرم، عن عودة نظام التعليم حضورياً في المدارس الحكومية بدءاً من العام الدراسي القادم 2021 ـ 2022، تماشياً مع توجهات الدولة بالعودة إلى الحياة الطبيعية عقب التنسيق الكامل مع الجهات المعنية في الدولة، مع الأخذ بعين الاعتبار تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية، إذ يتم اتخاذ كافة التدابير اللازمة وتطبيق أعلى المعايير بما يضمن سلامة الطلبة وكوادر الميدان التربوي من معلمين وإداريين.

وجعلت المؤسسة سلامة الطلبة أولوية قصوى تتطلب تعاوناً تاماً من كافة مكونات المجتمع التربوي بدءاً من ولي الأمر مروراً بالطلبة وصولاً إلى المعلمين والمشرفين والإداريين في المدارس، بما يسهم في إنجاز عودة آمنة للطلبة إلى مدارسهم، ليتمكنوا من خلالها من متابعة مسيرتهم التعليمية دون عوائق، تزامناً مع عودة الهيئة التدريسية والادارية للعمل بالدوام الكامل في المدارس قبل عودة الطلبة حسب التقويم المدرسي.

بروتوكول خاص

ركزت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي على وضع بروتوكول خاص بالعودة إلى المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والجهات المحلية، من شأنه الحفاظ على سلامة الطلبة وكوادر الميدان التربوي، ولكن لم تعلن عن تفاصيله بعد، إذ تركز على التعاون المباشر مع مديري المدارس نظراً لدورهم المهم في تهيئة الأجواء المناسبة، لرفع كفاءة المعلمين والإداريين وتدريبهم، من أجل ضمان تطبيق البروتوكول بالشكل الأمثل، لتشجيع الطلبة على العودة إلى المدارس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"