من المقرر أن تعلن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن معظم الأمريكيين الذين تلقوا جرعتين من اللقاح المضاد لوباء «كوفيد-19» يجب أن يحصلوا على جرعة ثالثة معززة من اللقاح بعد ثمانية شهور من التطعيم الكامل، حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، الاثنين.
وقالت الصحيفة إنه من المتوقع صدور إعلان رسمي في وقت لاحق هذا الأسبوع، على أن يتم إعطاء أول جرعة معززة للمقيمين في دور رعاية المسنين والعاملين في مجال الرعاية الصحية بحلول منتصف سبتمبر المقبل.
وأكدت وكالة «أسوشيتد برس» التقرير في وقت لاحق، مضيفة أنه لن يتم إعطاء المعززات إلا بعد موافقة إدارة الغذاء والدواء رسمياً على اللقاحات، وهي خطوة متوقعة في الأسابيع المقبلة. وذكرت صحيفة «التايمز» أن هذه الخطوة تأتي وسط مخاوف متزايدة بشأن انتشار متحورة «دلتا».
والتوجه نحو إعطاء جرعة معززة ليس مفاجأة كبيرة، حيث لطالما أكد خبراء الرعاية الصحية أن الجرعات المعززة المضادة لفيروس «كورونا» ستكون ضرورية في مرحلة ما. وفي هذا الصدد، قال الدكتور فرانسيس كولينز، مدير المعاهد الوطنية للصحة، إن المعززات ستكون مطلوبة على الأرجح عاجلاً وليس آجلاً.
وأكد كولينز: «هناك قلق من أن اللقاح قد يبدأ في التضاؤل من حيث فعاليته.. ومتحورة دلتا هي مشكلة سيئة بالنسبة لنا لمحاولة التعامل معها، لذا قد نحتاج إلى معززات، وربما نبدأ أولاً بمقدمي الرعاية الصحية، وكذلك الأشخاص في دور رعاية المسنين، ثم نتقدم تدريجياً إلى الأمام مع الآخرين».
في وقت سابق يوم الاثنين، قدمت شركتا «فايزر» و«بيونتيك» بيانات أولية إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لدعم التصريح بجرعة ثالثة من لقاحهم. وقالت الشركتان إن الدراسات تظهر أن استجابات الأجسام المضادة من الأشخاص الذين تلقوا ثلاث جرعات كانت أقوى من أولئك الذين تلقوا جرعتين، بما في ذلك ضد متحورة «دلتا».
وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير مستشاري الوباء في البيت الأبيض، الأحد، إنه إذا تم التصريح باستخدام جرعة معززة، «سنكون مستعدين تماماً للقيام بذلك بسرعة كبيرة».
وفي الأسبوع الماضي، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على جرعة معززة للأشخاص الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة.
وقالت مفوضة إدارة الغذاء والدواء بالوكالة جانيت وودكوك في بيان: «إن البلاد دخلت موجة أخرى من جائحة كوفيد-19 وإدارة الغذاء والدواء تدرك أن الأشخاص الذين يعانون نقص المناعة يتعرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بأمراض خطرة». ويتعلّق الأمر تحديداً بالأشخاص الذين يعانون نقصاً في المناعة نجم عن زرع أعضاء أو عن أمراض على غرار الإيدز والسرطان. وفي الأغلب تكون الاستجابة المناعية بعد تلقيهم اللقاح أضعف مما هي لدى الأصحاء، ما يؤثر في فاعليتهم.
وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يعاني أقل من ثلاثة في المئة من الأمريكيين ضعفاً في جهاز المناعة. وقد ينجم ضعف المناعة عن مشكلات صحية لدى المرضى، ولكن أيضاً عن أدوية قد يتناولونها للعلاج، كما هي الحال على سبيل المثال لدى متلقي الزرع، الذين يتبعون علاجات تهدف إلى خفض دفاعات المناعة، لتجنب رفض العضو المزروع.
وتُظهر وثيقة داخلية لدى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، كشفتها قناة «أي بي سي»، أن نحو مليون شخص رتبوا أمورهم للحصول على جرعة ثالثة من دون أن يحصلوا على موافقة مسبقة. ورداً على سؤال حول الموضوع، الخميس، أكّدت مديرة الوكالة روشيل والنسكي أنهم بصدد دراسة هذه الظاهرة، ودعت المواطنين إلى «اتباع التوصيات».
