أعلنت وزارة الصحة الأفغانية، ارتفاع حصيلة ضحايا الهجمات التي استهدفت محيط مطار كابول، أمس الخميس إلى 90 قتيلاً و150 جريحاً، فيما ذكرت وكالة أسوشييتدبرس، أن الهجمات التي قتلت ما لا يقل عن 12 جندياً أمريكياً خارج المطار، تركت الرئيس جو بايدن، أمام خيارين صعبين على نحو متزايد، فإما أن يواصل عمليات الإجلاء والمخاطرة بمزيد من الوفيات، أو ينهيها في وقت أبكر مما هو مخطط، ويخاطر بترك الأمريكيين الذين ما زالوا يسعون لمغادرة أفغانستان.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن ليل الخميس/الجمعة، في كلمة ألقاها حول الأوضاع في أفغانستان، أن تنظيم "داعش" الإرهابي يقف وراء الهجوم، مشدداً على أن التنظيم الإرهابي "سيدفع الثمن باهظاً"، لافتاً إلى أنه يتحمل المسؤولية الكاملة لما حدث للقوات الأمريكية في أفغانستان.
وقال بايدن : "سنلاحق كل من يتمنى الضرر لبلادنا، ونحن نعدُّ خططاً لضرب تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان". وأضاف أن "استخباراتنا أكدت أن الهجوم نفذه تنظيم داعش الإرهابي، وأنه مسؤول عن إزهاق أرواح الأمريكيين والأفغان في كابول، وسنلاحق المسؤولين ونقضي عليهم".
وتابع قائلاً: "لن يردعنا الإرهابيون عن إتمام عمليات الإجلاء من أفغانستان، وسنواصل محاولة إجلاء الراغبين في مغادرة أفغانستان بعد 31 أغسطس/آب".
وأردف بايدن: "لم نرتكب أي أخطاء في تأمين محيط مطار كابول، وسننقذ الأمريكيين ونخرج حلفاءنا الأفغان، وقواتنا قادرة على مواصلة عمليات الإجلاء، وأنا أتحمل المسؤولية الكاملة لما حدث لقواتنا في أفغانستان".
وأوضح الرئيس الأمريكي أنه "حتى الآن لا يوجد ما يدل على وجود أي تواطؤ بين حركة طالبان وتنظيم داعش، وحركة طالبان ليست جيدة، ولكن المصلحة تدفعها للتعاون معنا، ومن مصلحة طالبان مغادرة القوات الأمريكية أفغانستان في الوقت المحدد".
وفي وقت سمع فيه دوي انفجارات أثناء الليل في العاصمة الأفغانية، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، مساء أمس، إن انتحاريين من تنظيم «داعش» الإرهابي نفذا هجوم مطار كابول الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى بينهم جنود أمريكيون.
وقال الجنرال فرانك ماكينزي قائد القيادة المركزية في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الدفاع: «إن مجموعة من عناصر «داعش» الإرهابي، شنت الهجوم على مطار كابول، وإن التفجير أعقبه إطلاق نار ومواجهة مسلحة».
وأضاف الجنرال ماكينزي: «ليست لدينا إحصاءات دقيقة عن عدد ضحايا الهجوم»، الذي تشير معلومات إلى أنه أوقع 72 قتيلاً (60 مدنياً و12 جندياً أمريكياً) وأكثر من 140 جريحاً بينهم 15 جندياً أمريكياً.
وأكد أن الولايات المتحدة، سترد على هجوم مطار كابول، متوعداً منفذي هجوم مطار كابول بدفع الثمن. وتابع: «نستعد للرد على المتورطين في الهجوم».
استهداف طائرتين
وأفادت وسائل إعلام أمريكية، بأن طائرة تابعة لسلاح الجو الأمريكي، شاركت في عملية إجلاء الناس من أفغانستان تعرضت للاستهداف أثناء إقلاعها من مطار كابول. وذكر مصدر بوزارة الدفاع الإيطالية، إنه لم تلحق أضرار بالطائرة.
تحذير من خطر كبير ووشيك
وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها حثوا، أمس الخميس، الناس على الابتعاد عن مطار كابول بسبب تهديد محتمل بأن يشن تنظيم «داعش» هجوماً إرهابياً. وفي تحذير صدر مساء أمس الأول الأربعاء، ناشدت السفارة الأمريكية في كابول، المواطنين بتجنب الذهاب إلى المطار، وقالت إن الموجودين هناك بالفعل يتعين عليهم الرحيل على الفور مشيرة إلى تهديدات أمنية غير محددة. ويقوم مقاتلو «طالبان» بحراسة محيط المطار، وثمة عداوة بينهم وبين تنظيم «داعش»- ولاية خراسان.
إنهاء العملية خلال 36 ساعة
وأفادت شبكة سي ان ان الأمريكية، بأن الولايات المتحدة، ستنهي عمليات الإجلاء من العاصمة الأفغانية كابول في غضون 36 ساعة.
ونقلت الشبكة، أمس الخميس، عن مصدر مطلع على الوضع تأكيده وجود تقييمات تقضي بأنه لا يزال هناك 150 مواطناً أمريكياً فقط تحتاج الولايات المتحدة إلى نقلهم إلى مطار كابول وإجلائهم من البلاد، مضيفاً أن 200 آخرين تم إجلاؤهم منذ منتصف الليل قبل الماضي. مضيفاً أن واشنطن خلال المرحلة الأخيرة من العملية ستركز على إجلاء الموظفين الأفغان في السفارة الأمريكية.
وأوضح المصدر، أن هناك نحو 1.8 ألف موظف أفغاني في السفارة الأمريكية يجب نقلهم إلى المطار وإجلاؤهم في غضون 36 ساعة، بعد أن تم إجلاء 1.3 ألف آخرين حتى الآن.
ولفت المصدر إلى أن عوائق متزايدة تحول دون نقل الناس إلى المطار، مؤكد أن جميع بواباته مغلقة الآن باستثناء بوابة واحدة تستخدمها قوات الأمن الأفغانية بشكل غير رسمي لإيصال الذين تطالهم عمليات الإجلاء إلى داخل حرم المطار.
وتابع أنه لا يستطيع أحد دخول المطار دون مرافقة عسكرية، ويخص ذلك حاملي التأشيرات الخاصة أيضاً.
وقال المصدر إن عمليات الإجلاء الأمريكية ستنتهي، اليوم الجمعة، مضيفاً أن بريطانيا تسحب قواتها ليلة الخميس. (وكالات)
