عادي

بولندا.. مناهضة المهاجرين "ورقة رابحة" تستهدفها الأطراف المتنافسة على السلطة

18:49 مساء
قراءة 3 دقائق
بولندا

وارسو - أ ف ب
بعدما خسروا زخمهم، يلجأ المحافظون القوميون الحاكمون في بولندا مجدداً إلى ورقة مناهضة المهاجرين التي أتاحت لهم الفوز في الانتخابات التشريعية عام 2015، على أمل استعادة زمام المبادرة على الساحة السياسية.
وعبر آلاف المهاجرين معظمهم من الشرق الأوسط، الحدود البيلاروسية الأوروبية في الأشهر الأخيرة، ويشكك الاتحاد الأوروبي في أن يكون ذلك بمثابة رد لنظام مينسك على العقوبات الأوروبية التي فُرضت عليه، وتتحدث وارسو ودول البلطيق عن "هجوم هجين".
وفي بولندا، تتمثل أزمة الهجرة التي تندد بها الحكومة بثلاثين مهاجراً على الأرجح أفغان، علقوا في مخيم مؤقت بين بيلاروسيا وبولندا التي ترفض السماح لهم بدخول أراضيها وحتى تقديم المساعدة لهم.

انتخابات مبكرة محتملة
وتعتبر المحللة السياسية في موقع "اوكو.برس" أغاتا شتيشنياك أنه "من غير المستبعد أن تُجرى انتخابات مبكرة العام المقبل، بدلاً من العام 2023، ومن غير المؤكد أن يحصل حزب القانون والعدالة فيها على الأغلبية أو حتى أن يصل إلى مرحلة قيام تحالف".
وكانت الحكومة خسرت أكثريتها النيابية مطلع الشهر بعد خروج شريك في الائتلاف، وينبغي عليها حالياً الاعتماد على بعض أصوات حزب صغير حليف اللحظة، وبحسب استطلاع للرأي أجرته مؤخراً شركة "قنطار"، خسر حزب القانون والعدالة ثلاث نقاط وبات حالياً في منافسة حامية مع الحزب المعارض الرئيسي "حزب المنصة المدنية"، بحصوله على 26% من نوايا التصويت.
وترى شتيشنياك أنه "من أجل رفع (شعبيته) في استطلاعات الرأي، يحاول حزب القانون والعدالة القيام بما فعله عام 2015. يركز كل المشاعر الاجتماعية على مشهد محاربة" اللاجئين.
وأثناء أزمة الهجرة عام 2015، ركب زعيم حزب القانون والعدالة ياروسلاف كاتشينسكي موجة الخوف من الأجانب أثناء الحملة للانتخابات التشريعية، ونجح في ذلك، وذهب إلى حدّ التحدث عن مخاطر وبائية و"كل أنواع الآفات" التي يمكن بحسب قوله، أن يدخلها المهاجرون إلى بولندا.
وتشير وارسو إلى أن المهاجرين موجودون في الأراضي البيلاروسية، وتمنعهم حالياً من الوصول إلى منظمات غير حكومية تحاول أن تقديم لهم طعاماً وبطانيات وأدوية وتندد بسلوك "فاضح وغير أخلاقي" من جانب السلطات.
الأراضي البولندية "المقدّسة"
ظلّ موقف الحكومة البولندية متصلباً حتى بعد دعوات المكتب الأممي للاجئين ومجلس أوروبا والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وصرّح رئيس الوزراء ماتيوس مورافيتسكي أنه يحمي بذلك "الأراضي البولندية المقدّسة"، وقد زار رئيس الوزراء مرتدياً سترة عسكرية، الحدود لإعلان بناء سياج من الأسلاك الشائكة.
من جهته، وعد وزير الثقافة بيوتر غلينسكي بـ"الدفاع عن بولندا ضد المهاجرين" وأرسل وزير الدفاع ماريوس بلاشتشاك ألفي جندي إلى الحدود.
ويعتبر رئيس الوزراء البولندي السابق والرئيس السابق للمجلس الأوروبي دونالد توسك الذي يتزعم حالياً المعارضة الوسطية، أن "ما يحدث على الحدود، ذهب سياسي" بالنسبة إلى السلطة.
ويرى المعلّق السياسي في مجلة "بوليتيكا" آدم زوستكيفيتش أن حزب القانون والعدالة "يبني حملته الانتخابية على" المهاجرين.
إلا أن الوضع تغيّر منذ 2015، بحسب المحللين.
التباس
تقول أغاتا شتيشنياك "آنذاك، كان حوالي 70% من البولنديين يقولون إنهم مناهضون لاستقبال مهاجرين، أما اليوم فهم 55%".
ويتعاطف البولنديون مع الأفغان، وهناك مهاجرون أكثر فأكثر في بولندا، أوكرانيون وبيلاروسيون.
وأجلت الحكومة البولندية من كابول ألف متعاون سابق مع القوات البولندية، وأشار رئيس الوزراء إلى أن بلاده "لا تترك أصدقاءها يحتاجون" إلى مساعدة.
وتلفت شتيشنياك إلى أن "حزب القانون والعدالة يساعد من جهة الأفغان ويرفضهم من جهة أخرى. هذا الأمر يخلق التباساً".
وتؤكد أن واقع أن الأزمة قد تكون مدبّرة من جانب مينسك "لا يبرر نقص التعاطف"، مضيفةً أن "البولنديين يرون ذلك".
وأثار وضع المجموعة العالقة على الحدود ردّ فعل حازماً من جانب الكنيسة الكاثوليكية، القريبة عادة على الساحة السياسية من الشعبويين الحاكمين.
ودعا كبير أساقفة بولندا فويتشخ بولاك الخميس كل الطبقة السياسية إلى أن "تسترشد بالضيافة واحترام الوافدين الجدد والنية الحسنة".

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"