عادي

«طالبان» تتقدّم في بانجشير وواشنطن تحذّر من توفير أرض خصبة «للإرهاب»

16:13 مساء
قراءة 3 دقائق
كابول - أ ف ب
تقدّم مقاتلو حركة «طالبان» الأفغانية في ولاية بانجشير، آخر جيب للقوات المناهضة، في وقت حذّر رئيس الأركان الأمريكي من أن أفغانستان تواجه خطر الانزلاق في حرب أهلية أوسع نطاقاً، من شأنها أن توفر أرضاً خصبة «للإرهاب».
وتسعى «طالبان» لسحق قوات المقاومة الأفغانية التي لا تزال تدافع عن وادي بانجشير، وذلك عقب اكتساح الحركة كابول الشهر الماضي وتوليها السلطة.وينتظر أن تضع الحركة اللمسات الأخيرة على شكل نظامها الجديد، بعد أسابيع من سيطرتها السريعة على العاصمة التي يشير محللون إلى أنها شكّلت مفاجأة للحركة ذاتها. لكن رئيس هيئة الأركان الأمريكية، الجنرال مارك ميلي شكك في مدى قدرة الحركة على ترسيخ سلطتها مع تحوّلها من قوة تخوض حرب عصابات إلى حكومة.
وقال ميلي لـ«فوكس نيوز»، السبت،: «أعتقد أن هناك على الأقل احتمالاً كبيراً جداً باندلاع حرب أهلية أوسع من شأنها أن تؤدي إلى ظروف يمكنها في الواقع أن تفضي إلى إعادة تشكل للقاعدة أو تنامي تنظيم داعش أو مجموعات إرهابية أخرى».
وأفاد المسؤول في «طالبان» بلال كريمي، الأحد، عن وقوع مواجهات عنيفة في بانجشير. وفيما أكّدت عناصر المقاومة الأفغانية قدرتها على إبعاد مسلّحي الحركة، حذر محللون من أن المعارضة تواجه صعوبات. وأفادت وكالة الإغاثة الإيطالية «إميرجنسي» أن قوات طالبان وصلت إلى قرية أنابة، حيث تدير الهيئة مركزاً للعمليات الجراحية. وأفادت الوكالة، السبت، أن «العديد من الأشخاص هربوا من قرى في الأيام الأخيرة»، مضيفة أنها تواصل تقديم الخدمات الطبية وتعالج «عدداً صغيراً من المصابين».
وتقع أنابة على بعد نحو 25 كلم شمالاً داخل الوادي البالغ طوله 115 كلم، لكن تقارير غير مؤكدة أشارت إلى أن الحركة استولت على مناطق أخرى كذلك.
وقال مدير تحرير «لونغ وور جورنال» ومقرها الولايات المتحدة، بيل روجيو، الأحد، إن الوضع لا يزال «ضبابياً بالنسبة للمقاتلين» وسط تقارير غير مؤكدة بأن «طالبان» انتزعت مناطق عدة، لكن الوضع «يبدو سيئاً». ويشير كل طرف إلى أنه كبّد الآخر خسائر كبيرة.
وأفاد روجيو، الأحد، أن «جيش طالبان اكتسب خبرة خلال 20 عاماً من الحرب، ولا مجال للشك في أن طالبان تدربت كجيش»، مضيفاً أن «النصر غير مرجّح» بالنسبة لقوات بانجشير. وأكد أن «جيش طالبان حصل على كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة بعد الانسحاب الأمريكي».
بدوره، حذّر نائب الرئيس السابق أمر الله صالح، الموجود في بانجشير إلى جانب القيادي أحمد مسعود، من وضع قاتم.
وتحدّث صالح في بيان عن أزمة إنسانية واسعة النطاق مع آلاف النازحين جرّاء هجوم الحركة.
ويوفر وادي بانجشير، المحاط بقمم جبلية وعرة تغطيها الثلوج، ميّزة دفاعية طبيعية، إذ يمكّن المقاتلين من التخفي في وجه القوات المتقدّمة لشن كمائن لاحقاً من المرتفعات باتّجاه الوادي.
وتعهّد قادة أفغانستان الجدد بالحكم بطريقة أكثر تساهلاً من ولايتهم الأولى التي جاءت أيضاً بعد سنوات من النزاع وحرب أهلية. ووعدت «طالبان» بحكومة شاملة تمثّل تركيبة البلاد العرقية المعقّدة، رغم أنه يستبعد أن تتولى النساء أي مناصب عليا. لكن وعودها وقعت على آذان صمّاء في بانجشير، وهو واد وعر شمال كابول صمد لنحو عقد في وجه الاحتلال السوفييتي ومن ثم خلال ولاية طالبان الأولى من عام 1996 حتى 2001.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"