4 محاور تعزز استفادة شركات الإمارات من تحليل البيانات

دبي: حمدي سعد

تدرك الشركات في جميع أنحاء العالم أهمية الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وأتمتة البيانات بشكل عام، وهو ما يؤكده حجم إنفاقها السنوي الكبير على هذه الجوانب بالتحديد والذي يصل في بعض الشركات إلى 99% من ميزانيات إدارات المعلومات والبيانات في تلك الشركات. وتشير البيانات إلى ارتباط مباشر بين تحقيق الأرباح وتعظيم القيمة ومعدل النمو، ومع ذلك، تسعى العديد من الشركات إلى تسريع عمليات اتخاذ القرار لدقائق بدلاً من أيام، وذلك باعتماد البيانات.

تسخير البيانات

ويقول آلان جاكوبسون مدير البيانات والتحليلات في شركة «ألتيريكس» العالمية ل«الخليج»، إن بعض الشركات حصدت في ما مضى نجاحات متفرّقة عند اتخاذها قرارات مبنية على البيانات، ومن المحتمل أيضاً أن لديها عدد من الموظفين القادرين على إجراء تحليلات معقدة للغاية، ولكنها تهدف الآن إلى تعزيز ثقافة التحليلات والبيانات في كافة أجزائها وعلى جميع مستوياتها ولتحقيق ذلك، بدأت الشركات في النظر إلى استراتيجياتها والعمل على تحديد الخطوات التالية. ويطرح جاكوبسون أجوبة محددة لعدد من الأسئلة المهمة التي ستساعدك على اتخاذ الخطوة التالية في رحلة الشركات نحو النمو، بالاعتماد على الحقائق المتولدة من البيانات.

فعن المشاكل التي يتم التخطيط لحلها في الشركات، قال جاكوبسون: «وفقاً لما ذكرته مؤسسة «جارتنر»، من الأهمية بمكان وقبل البدء في الأتمتة، أن يحدد أصحاب المصلحة في الشركة بصورة واضحة، كافة الأهداف المرجوّة من وراء ذلك. لكن عبر تثقيف المحللين وتمكينهم من التحليلات وقوتها الكامنة، سيتمكّن المحللون من تحقيق أقصى فائدة من البيانات وتسخيرها لحل المشكلات».

استثمار سليم

وحول عدد الأشخاص الذين يجب أن تستثمر فيهم الشركات في ما يتعلق بتحليل البيانات، قال جاكوبسون: «بمجرد الانتهاء من تحديد الأهداف، هناك قرار مهم يجب اتخاذه بشأن الاستثمار في قاعدة عريضة من العاملين في مجال البيانات لدى معظم الشركات، وعدد من العقول النابغة في تحليل البيانات، ولكنها ليست من الشركات التي لم تستند إلى البيانات بعد».

وتوجد أسئلة في هذا الشأن كذلك وهي: هل لدى الشركة رغبة جادة في التوجه إلى تحليل البيانات؟ وهل تتطلع إلى تطوير المهارات عبر مختلف المستويات فيها؟ وإذا كان الأمر كذلك، فإن تحسين مهارات العاملين وإتاحة الفرصة لهم لتعلم مهارات تحليل البيانات سيساعد بالتأكيد على سد فجوة المهارات.

عملية مدروسة

ورداً على سؤال من سيتولى زمام الاستثمار في البيانات في الشركات، أوضح جاكوبسون، أن التحول الرقمي ودفع الشركات للتقدم وتحقيق النمو أكثر من مجرد قرارات تقنية؛ بل عملية محورية مدروسة لإدارة التغيير على أفضل وجه. ومن الأهمية إذن، التفكير في طريقة تقبل الموظفين في الشركة، التغيير. إن وجود فريق القيادة والإدارة المناسب سيضمن سير هذه العملية بسلاسة تامة ونجاحها.

وبالإشارة إلى كيفية قياس نجاح الشركات في إدارة وتحليل البيانات، أشار جاكوبسون إلى أن علم البيانات له تأثير كبير في نتائج أعمال الشركة إذا تم تنفيذه وتسخيره بالصورة السليمة. وعلى الشركات أن تعرف وتحدد أهدافاً صحيحة عبر فريق يركز على تحقيق النتائج المرجوّة وعند الأخذ بعين الاعتبار السرعة التي تعمل فيها الشركات حالياً، فإن رؤى البيانات القابلة للتنفيذ ضرورية لتعزيز قرارات العمل بشكل أفضل.