عادي

هلا بالخريف

23:17 مساء
قراءة دقيقتين
2

على غرار مصطلح «هلا بالخميس» الذي ننتظره مع نهاية كل أسبوع ليطوي أتعاب أسبوعٍ كامل، مؤذناً بقدوم يومين من الراحة وتجديد النشاط، نقول اليوم: «هلا بالخريف»، الذي ترجع معه حيوية المجتمع بعد أشهر الصيف الحارة بعودة الطلبة إلى المدارس والجامعات، والموظفين من الإجازات، لترجع الحياة إلى طبيعتها مع جرعة إضافية من المتعة والإثارة بسبب عودة الأنشطة الرياضية الخارجية.

ومن بين مئات المسابقات والفعاليات الرياضية التي تنظم في هذه الفترة في مختلف إمارات الدولة، ينتظر الكثير بفارغ الصبر «مسابقات الحواجز» أو «مسابقات العقبات»، مثل «سبارتان» و«تحدي محاربي الصحراء»، وهي مسابقات مملوءة بالتشويق والإثارة والمتعة، وتتضمن هذه السباقات مجموعة من الحواجز أو العوائق التي يتعين على المشارك تجاوزها، مثل عوائق التسلق فوق الجدران، وحمل الأشياء الثقيلة، وعبور المسطحات المائية، والزحف تحت الأسلاك الشائكة، والقفز فوق النار، وتتغير هذه العوائق من سباق إلى آخر لكي يتفاجأ بها المشارك؛ إذ إن هذه السباقات لا تتطلب القدرة على التحمل فحسب؛ بل وسرعة البديهة أيضاً.

إن المشاركة في هذه السباقات تعكس قدرة الشخص على تحدي نفسه، والتغلب على مخاوفه، كما أنها تعكس إقبالنا على الحياة، محاولين تخطي العقبات والتحديات التي تواجهنا كل يوم.

وفي الأغلب، عندما نأتي على ذكر التحديات، فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو إيجاد حل لمشكلة ما، وفي الأغلب ينتابنا القلق ونحن نحاول مواجهة تلك التحديات، وربما تكون التحديات إيجابية، إذا واجهناها بعزيمة وروح عالية، واستطعنا أن نبصر الفرص التي تحتويها، فالتحديات عبارة عن فرص جديدة، والبعض يحسن اقتناص تلك الفرص.

التحدي لا يرادف الأمر السلبي دائماً، فحين تفاجأ بتعيين في منصب جديد هذا يعد تحدياً إيجابياً، وعندما تسمع بقبولك في الجامعة التي تطمح إليها فهو تحد إيجابي، أو عندما تقرر المخاطرة بدخول مجال ريادة الأعمال، فذلك أيضاً من قبيل التحدي الإيجابي. وبالطبع إن مواجهة التحديات تتطلب إقداماً وجرأة، والكثير من الجهد والمثابرة.

وفي مسابقات الحواجز، نمر بتجربة حقيقية لا تختلف عن واقع حياتنا اليومي؛ فكل ما سيعترض طريقنا خلال السباق سيكون مفاجأة وهو تحدٍ غير متوقع، وسيتعين علينا أن نتغلب عليه مهما كلف الأمر، والجميل في هذه التجربة أيضاً ما تعكسه من روح التعاون الذي نتلمسه لدى المشاركين حين يساعد بعضهم بعضاً في تخطي العقبات، تارة بالتشجيع وتارة بالتوجيه وتقديم يد العون.

قد يشعر البعض بالخوف والتردد من المشاركة، ولكن هذه المسابقات ذات مستويات متفاوتة في الصعوبة، فهناك مسابقات للمبتدئين وأخرى للمحترفين مثل «الألعاب الحكومية»، وفي جميع الأحوال فالهدف منها هو الإقدام على تجاوز العقبات، والاستمتاع بالتجربة والوصول إلى خط النهاية. فأكبر إثارة هي عندما تتفاجأ بما يستطيع جسدك أن يعطيك، فهي تجربة تحفز العقول والأبدان، وتمنح جرعة عالية من المتعة، وما إن تختبروا نشوة الوصول إلى خط النهاية حتى تدمنوا على المشاركة في مثل هذه السباقات.

لا تضع سقفاً للتحديات؛ بل قم بتحدي حدود إمكاناتك.
أسماء يوسف الجناحي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"