جودة الحياة الوظيفية للمعلمين

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين

في يوم المعلم تكثر الشعارات والفعاليات التي تمجد أهمية دور المعلم في صناعة العقول وبناء أجيال المستقبل، وبعد الانتهاء من يوم المعلم، نعود إلى دوامة العمل وننسى أن نسأل المعلمين، ماذا يريدون منا حتى يحققوا ما نريده منهم؟.
وبما أنى أعمل مباشرة مع المعلمين وأعلم جيداً احتياجاتهم التي من أهمها جودة الحياة الوظيفية والتي أولتها الحكومة الرشيدة أهمية كبرى حيث تهدف الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031 إلى الانتقال بدولة الإمارات من مفهوم الحياة الجيدة إلى المفهوم الشامل لجودة الحياة المتكاملة ما يسهم في دعم رؤية الإمارات 2021 وصولاً إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، فجودة الحياة الوظيفية بالنسبة للمعلم تعني قدرته على أداء مهامه الوظيفية وفق أعلى معايير الجودة والإتقان برغبة ودافعية داخلية عالية في بيئة عمل إيجابية منظمة ومستقرة يتمتع فيها بعلاقات تتسم بالجودة، ويشعر فيها بالأمن النفسي الذي يساعده على الشعور بالتحكم الذاتي الفعال في حياته وبيئته وقدرته على حل مشكلاته بطرق فعالة وتحقيق أهدافه بنجاح وبالتالي تحقيق الرضا الوظيفي،
وحتى نحقق لمعلمينا حياة وظيفية ذات جودة عالية لابد من النظر إلى مطالبهم بعين الاعتبار، والتي من أهمها تخفيف الأعباء الإدارية عنهم وتفريغهم لتعليم طلابهم وتنمية مهاراتهم، فالمعلم يقضى الجزء الأكبر من يومه في مقر عمله ويحمل مهامه الوظيفية معه ليكملها في المنزل، ومن عناصر جودة الحياة مساعدة الموظف على تحقيق التوازن بين متطلبات الوظيفة وحياته الأسرية والاجتماعية، كذلك رصد المكافآت والترقيات سواء المالية أو الوظيفية حتى ولو بنسبة بسيطة من شأنه أن يشجع المعلمين على الاستمرار في الوظيفة ويعزز فيهم الولاء الوظيفي، بالإضافة إلى توفير نظام تقاعدي يضمن لهم حياة كريمة ويحقق لهم الرضا الوظيفي الذي سينعكس على أدائهم وإتمام مهامهم بكفاءة عالية.
أعلم أن حكومتنا الرشيدة لم تقصر يوماً مع المعلمين، والدليل على ذلك رصدها العديد من الجوائز التي تصل قيمتها إلى ملايين الدراهم للمعلمين على المستويين المحلى أو الإقليمي، كما أعلم جيداً أن الموضوع أكبر من أن يحتويه هذا المقال، ولكن ما أريد أن أوكده أن تحقيق جودة الحياة الوظيفية للمعلمين في مدارسنا يتطلب توفر فهم عميق لدى القيادات التربوية لجودة حياة كوادرهم التعليمية، من خلال جمع قاعدة بيانات خاصة بهم، ومن ثم تحليلها لتساعدهم في وضع الخطط التطويرية وخطط التدريب التخصصي لهم وفق احتياجاتهم ومهاراتهم ومساعدة أصحاب المهارات الأقل على الرقي بمستواهم الوظيفي، فالمرحلة القادمة تتطلب تبني آليات عمل تواكب احتياجات المستقبل وتضمن أفضل مستويات جودة الحياة للموظفين من خلال مضاعفة جهود التطوير والتحسين المستمر، للحفاظ على أعلى مستويات الكفاءة والجودة في العمل والإنتاج.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مسؤول تطوير جودة التعليم في وزارة التربية والتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"