عادي

ترك الشركة عندما تصبح عملاقة.. مصير محتوم يستثني زاكربيرج

16:08 مساء
قراءة 3 دقائق
من خلال مغادرته هذا الأسبوع رئاسة تويتر، انضم جاك دورسي إلى قائمة طويلة لمؤسسي مجموعات تكنولوجيا أمريكية عملاقة في القطاع الرقمي تخلوا عن إدارة شركاتهم لينقلوا دفة القيادة إلى مديرين جدداً يتمتعون غالباً بخبرة أطول.
فمن بيل غيتس «مايكروسوفت» إلى جيف بيزوس «أمازون» مروراً بسيرغي برين ولاري بايج «جوجل»... جميعهم مستثمرون تركوا مهام القيادة لشركاتهم بعد إدارتها لسنوات عدة.
وبعد إصابته بسرطان البنكرياس، أكد ستيف جوبز استقالته من منصبه مديراً عاماً لمجموعة «أبل» في أغسطس/آب 2011، قبل بضعة أسابيع من وفاته، واختار تيم كوك لخلافته.
وقال المحلل المستقل روب إندرله: «عندما تكبر شركة ما، تشهد تحولات هائلة وتنتقل من مجرد شركة صغيرة يعرف الجميع فيها بعضهم بعضاً إلى مجموعة كبيرة لا يعرفون فيها أحداً».
وأضاف: «ينتقل الوضع من عمل ميداني إلى مهام تتركز خصوصاً على الجانب الإداري والسياسة الداخلية»، موضحاً أن أصحاب الشخصيات الخلاقة والمواهب الإبداعية وروح القيادة يميلون إلى فقدان حماستهم مع تعاظم حجم المجموعة ومأسستها.
وما يعزز هذا المنحى انخراط المؤسسين في أحيان كثيرة بمشاريع أخرى: إذ يكرس بيل غيتس جل وقته منذ زمن بعيد لمؤسسته الخيرية التي أنشأها مع زوجته السابقة، فيما جيف بيزوس منخرط بقوة في شركته «بلو أوريجن» لاستكشاف الفضاء. أما جاك دورسي فيظهر منذ زمن بعيد اهتماماً بالبتكوين والعملات الافتراضية عموماً.
لكن تخليه عن منصب المدير العام لا يعني بالضرورة ابتعاداً كاملاً عن تويتر، فبعض رؤساء الشركات من أمثال لاري بايج وسيرغي برين وجيف بيزوس يحتفظون على سبيل المثال بموقع لهم في مجالس إدارة شركاتهم ولهم تالياً كلمة في التوجهات الاستراتيجية الكبرى.
ومن التبريرات المقدمة في أحيان كثيرة لتفسير الانسحاب، الحاجة إلى نقل المسؤولية لمديرين مخضرمين أكثر ومؤهلين بصورة أكبر لتولي المهام اليومية للمجموعات البالغة قيمتها عشرات أو مئات أو حتى آلاف مليارات الدولارات في البورصة.
وينعكس هذا المنحى في المؤهلات الشخصية للأشخاص الذين اختيروا لخلافة المؤسسين المستقيلين، إذ إن أكثرية رؤساء الشركات الجدد أمضوا سنوات طويلة في التقدم داخل شركاتهم، من بينهم ساتيا ناديلا لدى مايكروسوفت أو سوندار بيشاي لدى ألفابت (المجموعة الأم لجوجل)، وأندي جاسي لدى أمازون وباراج أغراوال لدى «تويتر».
لكن تعيين أخصائيين في الإدارة، أياً كانت درجة كفاءتهم، ليس خالياً من المخاطرة، لأن الشركة قد تفقد طابعها الابتكاري، وفق إندرله.
وأوضح المحلل أن «المؤسس يتصرف في كثير من الأحيان خلافاً لرغبة أعضاء مجلس الإدارة الذين لديهم دوافع مالية، لأنه يريد حماية شركته».
وتكمن المخاطرة في أن تصبح الشركة «بالية لأن المديرين المقبلين يركزون على أرباح مالية على المدى القصير بدل الصمود الاستراتيجي على المدى الطويل».
مع ذلك، لم يأفل نجم أي من شركات التكنولوجيا العملاقة بعد مغادرة مؤسسيها، إذ حافظ نموها على وتيرته أو حتى تسارع.
لكن مارك زاكربيرج وهو الرئيس المؤسس لفيسبوك (التي تغير اسمها إلى ميتا في أكتوبر/تشرين الأول) يشكل استثناء في هذا المشهد، إذ إنه متمسك بمنصب المدير العام للمجموعة العملاقة منذ تأسيسها سنة 2004.
ورغم تأدية مديرة العمليات شيريل ساندبرغ دوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، يبقى زاكربيرج وجه وصوت الشبكة الاجتماعية الرائدة عالمياً.
ويثير إحكام زاكربيرج قبضته، تساؤلات وانتقادات كثيرة، خصوصاً في ظل مواجهة فيسبوك إحدى أسوأ الأزمات في تاريخها خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال إندرله إن زاكربيرج «لم يتعلم يوماً حقاً كيف يكون مديراً عاماً واقترف أخطاء جسيمة عرّضت فيسبوك لخطر كبير»، معتبراً أن أي مدير مخضرم أكثر كان ليتصرف بصورة مغايرة.
(أ.ف.ب)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"