عادي
«الصحة العالمية»: الإمارات من أكثر الدول إنفاقاً على الصحة

الذكاء الاصطناعي يوفر قاعدة بيانات لكشف أي تحور جديد لـ «كورونا»

23:26 مساء
قراءة 5 دقائق
الدكتورة رنا الحجة

دبي: إيمان عبدالله آل علي

أكدت منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي عقدته في معرض «إكسبو 2020 دبي»، بمناسبة اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة، وتناولت في مستجدات متحور «أوميكرون»، أن الذكاء الاصطناعي يوفر قاعدة بيانات ضخمة للتعرف إلى أي تحور جديد لفيروس كورونا، وتطرقت المنظمة في مؤتمرها إلى الدروس المستفادة من جائحة «كوفيد-19» في تقوية النظم الصحية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي، موضحة أن الإنفاق على الصحة، استثمار، وليس كلفة، وأشارت إلى أن الإمارات من أكثر الدول إنفاقاً على الصحة في الإقليم، وقامت بخطوات كبيرة لتحسين النظام الصحي، وإدخال أنظمة مختلفة للحماية المالية التأمينية.

وأعلنت منظمة الصحة أن جائحة «كوفيد-19» كانت نكسة كبيرة، حيث أبرزت أوجه التفاوت الكبير في قدرات البلدان على مواجهة الأزمة، والحاجة الملحة إلى نُظم صحية قوية من أجل التأهب لمواجهة جميع حالات الطوارئ والاستجابة لها.

وأضافت: حتى شهر مارس/ آذار 2021، كان 43% من البلدان قد أبلغت عن تعطّل خدمات الرعاية الصحية الأولية، وأبلغت 45% عن تعطّل خدمات الرعاية التأهيلية والمُلطِّفة والطويلة الأجل. وأن التدخلات الجراحية والطارئة والحرجة المنقذة للأرواح تأثرت في خُمْس البلدان تقريباً، وأبلغ أكثر من ثلثي دول العالم عن توقّف العمليات الجراحية غير الضرورية، وأن مجموعة كبيرة من الخدمات الأخرى عانت ابتداءً من المنع، وصولاً إلى صحة المرأة والصحة النفسية ورعاية مرضى السرطان. أضف إلى ذلك أننا فقدنا، بكل أسف، كثيراً من زملائنا العاملين الصحيين بسبب الجائحة. وعلينا أن نضمن عدم حدوث ذلك مرةً أخرى، بأن نوفر لهم التدابير الوقائية اللازمة.

بدورها، قالت الدكتورة سميرة أسما، مساعدة المدير العام المعنية بإتاحة البيانات والتحليلات لتحقيق التأثير: أظهرت جائحة «كورونا» أهمية وجود أنظمة صحية قوية.

وأضافت: نحتاج إلى أن يكون لدينا منهجية فاعلة لتوفير التغطية التأمينية، والتي بدورها تستلزم أن يكون هناك تأمين صحي للأفراد».

ولفتت إلى أن الجائحة برهنت على أن أي ضعف في أي حلقة من حلقات الجانب الصحي تؤدي إلى ضعف في المنظمة بالكامل، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يساعد في التعامل والحد من خطورة المتحورات الجديدة للفيروس.

وقالت: «الذكاء الاصطناعي يوفر قاعدة بيانات ضخمة للتعرف إلى أي تحور جديد لفيروس كورونا، ما يجعل الجهات المختصة قادرة على اتخاذ القرار الصحيح وتوفير السياسات والاستراتيجيات اللازمة».

وقالت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط: إن المتحور أوميكرون تميز بسرعة انتقاله أكثر من المتحورات السابقة، لكنه لا يؤدي إلى أعراض خطيرة، وإن المصابين به ظهرت عليهم أعراض خفيفة، خاصة إذا كانوا حاصلين على لقاح كوفيد-19، وحالياً تعمل المنظمة على رصد المعلومات حول المتحور «أوميكرون»، وحسب دراسة أعلنت عنها شركة فايزر فإن اللقاحات الحالية تشكل مناعة ضد المتحور «أوميكرون»، وهذا يشدد على رسالة وتوصيات المنظمة التي تتمثل في ضرورة الحصول على اللقاح لجميع فئات المجتمعات.

ولفتت إلى أن انتقال الفيروس من شخص إلى شخص يساعد على أن الفيروس يتمحور، والتغيير الجيني الذي يحصل في الفيروسات، بالتالي من الضروري الالتزام بالإجراءات الوقائية التي تنادي بها المنظمة منذ بدء الجائحة والتي تتمثل في الالتزام بالكمامات والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين والحصول على اللقاح، والابتعاد عن أماكن الاجتماع.

وأكد الدكتور عوض مطرية، مدير قسم التغطية الصحية الشاملة والنظم الصحية، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، أن التغطية الصحية الشاملة تعتبرها منظمة الصحة العالمية هدف تنمية مجتمعية كاملة، ونحن بحاجة إلى سياسة تنموية اقتصادية اجتماعية صحية شاملة، وتعمل المنظمة حالياً على دليل لمساعدة الدول نحو التغطية الصحية الشاملة، والتركيز على التثقيف الصحي الشامل، لأنه يؤثر في الممارسات اليومية للمجتمع، وبالتالي يؤثر في الصحة العامة للمجتمع، ويؤثر في التغطية الصحية الشاملة، ونحن بحاجة إلى حوكمة الموضوع واستراتيجيات أكثر شمولية في مجال التأمين الصحي الشامل، ونحن بحاجة إلى أنظمة تأمينية صحية متينة، وبحاجة إلى أنظمة حماية مالية، بحاجة إلى مقدمين خدمات تأمينية أصحاب كفاءة وخبرة، ويكونون محميين في الوقت ذاته، خاصة أن مقدمي الخدمات التأمينية عانوا بشكل كبير خلال جائحة «كورونا».

وأضاف: دول الخليج لديها اندفاع وإيجابية لتحقيق نظام التغطية الحية الشاملة، وهناك نماذج إيجابية أخرى في الإقليم لتحسين الحماية التأمينية وخدمات الرعاية.

وكشف أن هناك العديد من التوصيات من قبل منظمة الصحة العالمية للوصول إلى التغطية التأمينية الشاملة، ابررها تطبيق التأمين الصحي الإلزامي، وألا يكون هذا التأمين قائماً على مساهمات الأفراد، بحيث يكون هناك دور اكبر للحكومات في هذا الجانب.

وأشار إلى أن من بين التوصيات إنشاء صناديق مختصة بالتأمين الصحي تكون لها استقلالية مالية وإدارية وتنظيمية لجمع الأموال والعمل على توفير الرعاية اللازم للمجتمع.

وأضاف: اليوم، يحتفل العالم بيوم التغطية الصحية الشاملة. وهو يوم يُذكّرنا جميعاً بأهمية الحق في الصحة للجميع في كل مكان.

وتعني التغطية الصحية الشاملة أن يستطيع جميع الناس الحصول على ما يحتاجون إليه من خدمات صحية جيدة، من دون أن يعانوا ضائقة مالية.

وموضوع حملة هذا العام هو «لا تترك صحة أحد خلف الركب: استثمِر في النّظم الصحية الشاملة للجميع». ويُبيِن هذا الموضوع الأهمية البالغة لبناء نُظم صحية أقوى وأكثر أماناً وإنصافاً، ويمكنها تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية والجيدة في الوقت المناسب إلى كل مَن يحتاج إليها، رغم التحديات التي فرضتها جائحة «كوفيد-19».

وقد انضمت بلدان إقليم منظمة الصحة العالمية لشرقي المتوسط إلى الحركة العالمية للتغطية الصحية الشاملة، فأعادت تأكيد التزامها بتحقيق التغطية الصحية الشاملة في إعلان صلالة عام 2018، وفي اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن التغطية الصحية الشاملة في عام 2019. إلا أن بلداننا حققت مستويات مختلفة من التقدم منذ ذلك الحين.

الصحة العالمية ترجح وقف التقدم العلمي لمدة عقدين بسبب كوفيد-19

أظهرت أدلة جديدة جمعتها منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي أن جائحة «كوفيد -19» من المرجح أن يوقف عقدين من التقدم العالمي نحو التغطية الصحية الشاملة. وكشفت المنظمات أيضاً أن أكثر من نصف مليار شخص يُدفعون إلى براثن الفقر المدقع لأنهم مضطرون إلى دفع تكاليف الخدمات الصحية من جيوبهم الخاصة.

وتم تضمين النتائج في تقريرين مكملين، تم إطلاقهما في يوم التغطية الصحية الشاملة، لتسليط الضوء على التأثير المدمر ل«COVID-19» في قدرة الناس على الحصول على الرعاية الصحية ودفع ثمنها.

وفي عام 2020، عطل الوباء الخدمات الصحية وضغط على الأنظمة الصحية في البلدان بما يتجاوز حدودها بينما كانت تكافح للتعامل مع تأثير COVID-19. ونتيجة لذلك، على سبيل المثال، انخفضت تغطية التحصين لأول مرة منذ عشر سنوات، وزادت الوفيات الناجمة عن السل والملاريا.

وتسبب الوباء أيضا بأسوأ أزمة اقتصادية منذ ثلاثينات القرن الماضي، ما جعل من الصعب على الناس دفع تكاليف الرعاية. وحتى قبل الوباء، كان نصف مليار شخص يُدفعون (أو يُدفعون أكثر) نحو الفقر المدقع بسبب المدفوعات التي دفعوها مقابل الرعاية الصحية. وتتوقع المنظمات أن هذا الرقم أكبر الآن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"