إعداد: يمامة بدوان
الإنجازات التي سطرتها دولة الإمارات في عقودها الخمسة الماضية أكثر من أن تحصى، وكانت أعوامها الخمسون مكللة بالنجاح والتميز في كل ميدان، ولم تقف منجزاتها عند حدود الأرض بل وصلت إلى المريخ وعينها على الزهرة، ولكن العام الذي يسدل الستار على أيامه الأخيرة كان مميزاً بما حققته الدولة من نجاحات رغم جائحة «كورونا» التي اجتاحت الأرض بأكملها، وليس أدل على ذلك من كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء الأخير في 2021، حين قال: ما حدث في 2021 كان مذهلاً، لقد مر على دولتنا وحكومتنا جميلاً سريعاً مليئاً بالعمل والإنجاز والتغلب على التحديات. وهنا نستعرض منجزات دولتنا والأحداث الكبرى التي مرت بها.
323 مسكنا ً للمواطنين في «السيوح 16»
تجسيداً لرؤية صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتلبية احتياجات المواطنين وضمان استقرارهم الأسري، وفي إطار توجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالاهتمام بشؤون أبنائه المواطنين وتحسين جودة حياتهم، أنجزت لجنة متابعة تنفيذ مبادرات صاحب السموّ رئيس الدولة، الأعمال الإنشائية ل 323 مسكناً للمواطنين، شملت الطرق الداخلية، في منطقة «السيوح 16» في إمارة الشارقة، بكلفة 400 مليون درهم.وتضع القيادة الحكيمة قطاع الإسكان في سلم أولوياتها، لتطوير التنمية في جميع مناطق الدولة، بما يخدم المواطنين ويحافظ على ديمومة استقرار أبناء الإمارات ورفاهيتهم، إيماناً منها بأن المواطن هو حجر الأساس والمحور الأهم في تقدّم الوطن وازدهاره في مختلف القطاعات والمجالات.
دبي.. المدينة الأفضل للحياة عالمياً
ضمن رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بأن تكون دبي المدينة الأفضل في المعيشة والحياة عبر توفير أفضل مرافق لأفضل مدينة في العالم، أطلق سموّه «خطة دبي الحضرية 2040»، وتشمل تضاعف مساحات الأنشطة الاقتصادية والترفيهية بمعدل مرة ونصف، وزيادة أطوال شواطئنا 400% وتحويل 60% من مساحة دبي إلى محميات طبيعية.
وتعكس «خطة دبي 2040» نموذجاً تنموياً عالمياً، هدفه رفاه المجتمع وتمكين أفراده وتحفيزهم على الإبداع والابتكار والنجاح بتهيئة بيئة مثالية تلبي متطلباتهم.
محمد بن زايد أفضل شخصية عالمية في «الإغاثة الإنسانية»
تقديراً لما تقوم به الإمارات وقيادتها من دور ريادي في مجال تقديم المساعدات الطبية والإغاثية ودعم المحتاجين في العالم، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تداعيات جائحة «كورونا»، منح المجلس الاستشاري العلمي العالمي «ديساب»، صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة جائزة أفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية- ديهاد 2021، عرفاناً دولياً بدعم سموّه المستمر وجهوده الخالصة في تعزيز العمل الإنساني والإغاثي الدولي.
مسبار الأمل.. نجحت المهمة
إنجاز تاريخي يُضاف إلى رصيد دولة الإمارات، التي لا تعرف «المستحيل»، في ظل قيادتها الرشيدة وعزيمة أبنائها، حققت الدولة طموح المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بالوصول إلى الفضاء، وبدء رحلتها في سبر أغوار الكوكب الأحمر، بوصول مسبار الأمل إلى مداره حول الكوكب الأحمر بنجاح.وفي تمام الساعة 7:42 دقيقة (بتوقيت الإمارات)، أصبحت الفكرة واقعاً، إلا أن مرحلة الدخول إلى مدار المريخ التي استغرقت 27 دقيقة قبل وصول المسبار بنجاح إلى مداره المحدد حول الكوكب الأحمر، كانت من أصعب وأخطر مراحل المهمة، وتعرف ب«الدقائق العمياء»، حيث كان التحكم فيها تلقائياً.
وحرص صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على متابعة اللحظة التاريخية من محطة التحكم الأرضي بالمسبار.
توظيف 1000 مواطن بالشارقة
في إطار توفير حياة كريمة لأبناء الإمارات بشكل عام وإمارة الشارقة بشكل خاص، ضمن توجهات القيادة الرشيدة في وضع أولويات أبنائها على هرم الاهتمام، وجه صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، دائرة الموارد البشرية بالإمارة بتوظيف 1000 مواطن خلال عام 2021 في مدن الإمارة ومناطقها، بموازنة قدرها 300 مليون درهم.
الإمارات تُفجع برحيل رجل الخير حمدان بن راشد
في 24 مارس 2021 فجعت دولة الإمارات بشكل عام وإمارة دبي بشكل خاص، برحيل ابنها البار ورجل الخير والإنسانية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية.
وعرف عن الراحل الكبير تمتعه بنعمة العطاء ورعاية الإنسان، ولا سيما في المناطق الفقيرة والمهمشة، وهو الأمر الذي دفع القمة السنوية للاتحاد الإفريقي في عام 2009 لتخصيص جلسة لتكريم هذا الرجل الاستثنائي، والاحتفاء بأياديه البيضاء، حيث حضر في تلك الجلسة نحو 50 رئيس دولة، توافدوا ليذكروا للرجل السيل الفياض من مكارمه في بلدانهم، التي يسرت، بفضل الله سبل الصحة والتعليم أمام عشرات الآلاف من الفقراء، وأتاحت تغييرات تاريخية على المستوى الاجتماعي والتعليمي والاقتصادي.
ولم تقف الأيادي البيضاء للمغفور له عند حدود القارة الإفريقية، بل تجاوزتها إلى كل أصقاع الأرض، ففي أوروبا وأمريكا وأستراليا، دأب على تقديم الدعم للمسلمين الجدد والجاليات المسلمة، بإعمار بيوت الله، وتوفير المصاحف والكتب والدورات التثقيفية والأئمة والخطباء، وتأسيس مدارس خاصة للجاليات، لتعليم أبنائها تعاليم الشريعة السمحة.
تدشين المرحلة الثانية من السكك الحديدية
تعزيزاً لمسيرة التنمية المستدامة في الدولة، دشن سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، أعمال مد قضبان السكك الحديدية للحزمة (أ) من المرحلة الثانية من مشروع السكك الحديدية الوطنية.
وتربط الحزمة (أ) الرويس مع الغويفات على حدود الدولة مع المملكة العربية السعودية بمسار يبلغ طوله 139 كيلومتراً، ما يؤسس لمرحلة جديدة من تكامل قطاعات النقل الإقليمية عبر شبكة السكك الحديدية لدول مجلس التعاون الخليجي، بما ينعكس على كثير من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسياحية لدول المنطقة.
ويرسخ المشروع، الذي تتولى شركة الاتحاد للقطارات لمشروع السكك الحديدية الوطنية الإماراتية مهمة تطويره وتشغيله، مكانة الدولة مركزاً عالمياً للعمليات اللوجستية المتطورة، فضلاً عن كونه إحدى أهم الركائز ضمن استعدادات الدولة للخمسين عاماً القادمة ومساهماً رئيسياً في دعم نمو الاقتصاد الوطني عبر تطوير شبكة سكك حديدية وقطاع نقل مستدام يدعم جهود الدولة على مختلف الصعد والمؤشرات الحيوية.
إطلاق «سبيس دي» و«قمة دبي» و«شلالات حتا»
وضمن رؤية دولة الإمارات لتسطير الإنجازات وخلق الفرص والتغلب على التحديات مهما بلغ مداها وتأثيرها، أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، برنامج «سبيس إكس» الخاص بهيئة كهرباء ومياه دبي، الذي يهدف إلى تأهيل كادر إماراتي متخصص في مجال استخدام تقنيات الفضاء في شبكات الكهرباء والمياه، والاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.
وتعزيزاً لموقع حتا، كواحدة من أبرز مناطق الجذب السياحي في إمارة دبي، أطلق سموّه مشروعين، تعمل الهيئة على تنفيذهما وهما: «قمة دبي» و«شلالات حتا المستدامة».
يتضمن مشروع «قمة دبي» إنشاء تلفريك بطول 5.4 كيلومتر لنقل السياح من منطقة سد حتا إلى قمة أم النسور في منطقة حتا أعلى قمة طبيعية في إمارة دبي بارتفاع يصل إلى 1300 متر عن مستوى سطح البحر.
بينما يشمل مشروع «شلالات حتا المستدامة» استغلال المنحدر للسد العلوي، واستخدامه كشلال طبيعي، واستحداث مجرى مياه بمحاذاة مواقف السيارات أسفل السد، وتطوير المنطقة وتحويلها إلى مساحات ترفيهية ومقاه ومطاعم، بحيث يمكن تجميع تلك المياه بنهاية المجرى وإعادة تدويرها وضخها إلى الجزء العلوي للمنحدر، إضافة إلى تربية الأسماك في مجرى المياه بما يشكل عنصر جذب للأطفال والعائلات.
الجنسية لأصحاب الإنجازات والمواهب
حرصاً من دولة الإمارات على تقدير الكفاءات الموجودة في الدولة واستقطاب أصحاب الإنجازات والعقول وتمكينهم ضمن نسيج دولة الإمارات الاجتماعي، وتعزيز تلاحم المجتمع وتعايشه بما يرسخ مسيرة التنمية في دولة الإمارات ويعزز حضورها في كافة المجالات، وبتوجيهات من صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، اعتمد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، تعديلات قانونية تجيز منح الجنسية والجواز الإماراتي للمستثمرين والموهوبين والمتخصصين.وحددت التعديلات في اللائحة التنفيذية عدداً من الاشتراطات والضوابط لمنح كل فئة للجنسية، كما شملت الفئات المستهدفة من القرار المستثمرين، وأصحاب المهن التخصصية كالأطباء والمتخصصين والعلماء، وأصحاب المواهب مثل المخترعين، والمثقفين والفنانين والموهوبين. كما أجاز القانون منح الجنسية أيضاً لأفراد أسر هذه الفئات، وفقاً لنصوص المواد المنظمة لكل من الزوج والأبناء، فيما سمح التعديل الجديد بالاحتفاظ بالجنسية الحالية لحاملها.
