عادي

أرقى الأهداف.. صناعة الأمل والمستقبل وإسعاد الناس

00:03 صباحا
قراءة 6 دقائق

في إحدى رسائل صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على منصات التواصل الاجتماعي، أكد سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة لديها أكبر وأفضل فريق عمل واحد، هدفه صناعة الأمل، والحياة، والمستقبل، وإسعاد الناس.

للمستقبل في الإمارات وفي دبي أكثر بكثير من متحف وحي، فلدى دولة الإمارات العربية المتحدة، استراتيجية عمل ونموذج تنموي قائم على الإنسان، وأبحاث واختبارات وتطبيقات لتكنولوجيا المستقبل.

في 2016، اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل» والتي تهدف للاستشراف المبكر للفرص والتحديات في كافة القطاعات الحيوية في الدولة وتحليلها ووضع الخطط الاستباقية بعيدة المدى لها على كافة المستويات لتحقيق إنجازات نوعية لخدمة مصالح الدولة.

يومها، أكد صاحب السمو أن «نحن دولة كنا منذ البداية مغرمين بالمستقبل ومتطلعين إليه وهذا أحد أهم أسرار نجاحاتنا التي نراها اليوم». وأضاف: «نسعى لخلق نظام حكومي متكامل لاستشراف المستقبل في كافة القطاعات التي تهمنا والهدف هو استباق التحديات واستغلال الفرص.. المستقبل يحمل فرصاً وتحديات ومعرفة.. وتحديد هذه الفرص والتحديات بشكل مبكر هي الخطوة الأهم للتعامل معها».

منطقة للاقتصاد الجديد

كذلك، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في 2020، مشروع «حي دبي للمستقبل»، عبر ربط أبراج الإمارات مع مركز دبي التجاري العالمي ومركز دبي المالي العالمي، ليكون أكبر منطقة لصناعة اقتصاد المستقبل في المنطقة، وتضم تسهيلات تمويلية وتشريعية غير مسبوقة.

وستكون مبادرة «حي دبي للمستقبل» مظلة لمجموعة من المشاريع المشتركة التي سيتم إطلاقها بما يترجم مخرجات وثيقة «4 يناير 2020» التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والذي تعهد فيها سموه بمواصلة العمل على تطوير إمارة دبي، عبر دعم احتضان المواهب الوطنية والعالمية، وبناء شراكات جديدة توفر فرص العمل والتمويل لرواد الأعمال والشركات الناشئة، إلى جانب تبني العديد من المبادرات التحفيزية لتسهيل تأسيس شركات جديدة وإطلاق أفكار مبتكرة في مجال تصميم اقتصاد المستقبل.

البرنامج الوطني للمبرمجين

وفي 2021، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «البرنامج الوطني للمبرمجين» لتوفير برنامج شامل لحزمة من المبادرات الوطنية الهادفة إلى تطوير المواهب والخبرات والمشاريع المبتكرة المتخصصة في مجال البرمجة.

وقد أكد صاحب السمو، أن تنمية الاقتصاد الرقمي أولوية رئيسية لحكومة دولة الإمارات التي تؤمن بأن العقول الشابة والخبرات الوطنية هي الأساس في صناعة مستقبل رقمي مزدهر قائم على العلم والمعرفة والابتكار والتكنولوجيا، وأن تجربتها الناجحة في التحول الرقمي والتكنولوجي في الدولة ستكون الركيزة الرئيسية لخططها الاستراتيجية ومسيرتها التنموية خلال السنوات والعقود المقبلة.

وتم إطلاق البرنامج بالتعاون مع «جوجل» و«مايكروسوفت» و«أمازون» و«سيسكو» و«آي بي إم» و«إتش يس» و«لينكدإن» و«نفيديا» و«فيسبوك»، بهدف تدريب واستقطاب 100 ألف مبرمج وإنشاء 1000 شركة رقمية كبرى خلال 5 أعوام، وزيادة الاستثمار الموجه للشركات الناشئة من 1.5 مليار إلى 4 مليارات درهم.

وأضاف سموه: «العالم يتغير وسرعة التغيير الرقمي تتضاعف وشكل الاقتصاد سيختلف وطبيعة المهن ستتبدل... والبقاء سيكون للأكثر استعداداً وسرعة ومواكبة للمتغيرات الجديدة في عالمنا».

وللشباب، قال سموه: «المستقبل له أدوات جديدة، ويتحدث لغة مختلفة، وسيعمل في بيئة افتراضية، ونريدهم أن يكونوا في قلب هذا المستقبل».

وتسعى دولة الإمارات لاستقطاب أفضل المبرمجين العالميين وإنشاء 1000 شركة جديدة في مجال الاقتصاد الرقمي خلال 5 أعوام.

استراتيجية عمل

بناء الإنسان هو جوهر النموذج التنموي الذي رسخه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لمواصلة النجاح وتحقيق الإنجازات على أرض الواقع.

ولدى دبي مؤسسة للمستقبل، منصة رائدة عالمياً لنشر المعرفة وأبحاث المستقبل لتلهم الملايين صنع مستقبل أفضل للإنسانية.

وترتكز استراتيجية مؤسسة دبي للمستقبل على تصميم وفهم المستقبل عبر مجموعة من المبادرات والمشاريع المتنوعة، بما في ذلك «مجالس دبي للمستقبل» التي تشمل 13 مجلساً تضم خبراء ومسؤولين ورواد أعمال لاستشراف تحديات القطاعات الحيوية في دبي، و«أبحاث دبي للمستقبل» التي تعمل على إعداد ونشر مجموعة متنوعة من التقارير والدراسات حول أبرز التغيرات المتسارعة في مختلف المجالات، إضافة إلى «مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات» الذي يعتبر الخامس من نوعه في العالم وتم افتتاحه خلال 2020 بالتعاون مع حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي.

كذلك هناك مبادرات تعنى بنشر محتوى علمي ومعرفي حول مختلف الموضوعات المستقبلية بما في ذلك «حوارات دبي للمستقبل» التي تستضيف نخبة من المتحدثين العالميين، و«مرصد المستقبل» المنصة المعرفية الأكبر من نوعها باللغة العربية والتي تشرف على العديد من المنصات الرقمية والمجلات المطبوعة مثل «العلوم للعموم» و«إم آي تي تكنولوجي ريفيو».

بناء المهارات والقدرات

كما يعتبر تطوير القدرات الوطنية وتزويدها بأدوات بناء المستقبل من أبرز محاور الاستراتيجية عبر «أكاديمية دبي للمستقبل» التي تمثل وجهة معرفية لتحضير كفاءات وطنية قادرة على استشراف وصنع مستقبل دبي وتعزيز قدرتها على خلق أسواق وقطاعات اقتصادية جديدة.

وتهدف مبادرة «مليون مبرمج عربي» التي تشرف عليها المؤسسة إلى بناء قدرات عربية متمكنة في مجال البرمجة ومساعدتها على إيجاد حلول مبتكرة وجديدة لمختلف التحديات العالمية، وتعتبر هذه المبادرة تجربة إماراتية رائدة على مستوى العالم، ويتم تعميمها بالفعل في عدد من الدول الشقيقة والصديقة.

المنطقة 2071

تركز استراتيجية مؤسسة دبي للمستقبل على تطوير منصة متكاملة لتصميم المستقبل، واستقطاب عدد أكبر من المبتكرين والشركات الناشئة لابتكار حلول عالمية لمختلف التحديات التي تواجه الجهات الحكومية في دبي ودولة الإمارات.

وتمثل المنطقة 2071 منصة عالمية تجمع أفضل العقول لتحويل الأفكار والرؤى الخلاقة إلى واقع، بما يسهم بتطبيق نموذج الإمارات لتصميم المستقبل، وتحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، وتوفر المنطقة بيئة محفزة تشجع على استقطاب واستضافة المبتكرين والجهات الحكومية والشركات المحلية والعالمية.

كذلك، تهدف مختبرات دبي للمستقبل، التي تشرف عليها مؤسسة دبي للمستقبل، إلى دعم مختلف جوانب الاقتصاد القائم على المعرفة في الدولة من خلال شراكاتها مع مؤسسات البحث والتطوير من مختلف أنحاء العالم، وذلك بما يسهم في تحقيق التطلعات المستقبلية وخلق أسواق وفرص عمل جديدة، وتوفير منصة تواصل بين مختلف القطاعات والجهات المعنية بتعزيز توظيف التكنولوجيا الحديثة.

حي دبي للمستقبل

ويضم مشروع «حي دبي للمستقبل» 3 مناطق بارزة في دبي تشمل مركز دبي التجاري العالمي ومنطقة أبراج الإمارات ومركز دبي المالي العالمي، حيث ساهمت في تحقيق نجاحات كبيرة في اقتصاد دبي ودولة الإمارات. وسيتم الربط فيما بين هذه المناطق بواسطة جسر مستوحى تصميمه من متحف المستقبل.

وسوف يسهم التكامل بين مركز دبي التجاري العالمي وأبراج الإمارات ومركز دبي المالي العالمي في جعل «حي دبي للمستقبل» أكبر منطقة للابتكار في العالم، ما يعمل على ترسيخ مكانة دبي الريادية كأكبر مركز اقتصادي إقليمياً وتوفير المزيد من فرص النجاح لرواد الأعمال الذين يتطلعون إلى النمو والتوسع في أسواق الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا.

منظومة للأصول الافتراضية والمشفرة

وضمن التوجهات الاقتصادية الجديدة لحكومة دبي في خلق قطاعات اقتصادية مستقبلية، تم في 2021، اعتماد تحويل مركز دبي التجاري العالمي إلى منطقة متكاملة تدعم تنظيم ومراقبة الأصول الافتراضية والمشفرة ومنتجاتها، وتبادلاتها الرقمية ومشغليها في إمارة دبي. وتأتي هذه الخطوة لتعكس سعي دبي المستمر إلى تبني التوجهات الجديدة في مختلف القطاعات الاقتصادية والمالية، واجتذاب المواهب وأصحاب التخصصات الواعدة.

وسيقوم مركز دبي التجاري العالمي بالعمل مع القطاع الخاص والجهات المعنية لبناء منظومة تشريعية ورقابية نموذجية للأصول الرقمية، وصياغة معايير صارمة في ما يخص مكافحة غسل الأموال، وتتبع مسارات التعاملات عبر الحدود، لتوفير وبناء منظومة حوكمة وبيئة أعمال آمنة للشركات والأفراد والمستثمرين في مجال الأصول الافتراضية والمشفرة، بالتعاون مع كافة السلطات في دبي.

البحث والتجربة

منذ 2016، اتخذت الإمارات للمستقبل والتعامل معه مناهج أكثر فاعلية، فلا تقف المسألة عند استشراف واستراتيجيات، بل أرادها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بحثاً وتجربة وتطبيقاً لما تريده الدولة في المستقبل، لها وللبشرية.

وفي 2020، افتتح صاحب السمو «مختبرات دبي للمستقبل» كحاضنة عالمية لاختبار الابتكارات الحديثة وتصميم وتطوير تقنيات وبرمجيات ومعدات متقدمة ليتم اختبارها وتوظيفها في القطاعات الحيوية، ومنصة جامعة للخبرات الوطنية والعالمية في المنطقة 2071 ضمن حي دبي للمستقبل.

ويومها، أكد صاحب السمو، أن دولة الإمارات تنظر إلى المرحلة المقبلة برؤية إيجابية ومتفائلة ترتكز على تصميم استراتيجيات مستقبلية متكاملة لاستباق التغيرات العالمية والاستعداد لتحقيق قفزات نوعية في القطاعات الرئيسية التي تهم أفراد المجتمع.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"