الشارقة مدينة رقمية

01:12 صباحا
قراءة دقيقتين

خلال السنوات القليلة الماضية شهدت إمارة الشارقة تحولات نوعية مهمة، وحققت قفزات كبيرة في مسيرتها التنموية الشاملة. رأينا منجزات مجتمعية على صعيد رعاية الفرد والأسرة وتعزيز البيئة الصديقة للأطفال واليافعين وكبار السن. ورأينا أيضاً منجزات اقتصادية تجلت في صروح تنموية جديدة وتجسدت في أرقام وإحصائيات تؤكد استقرار اقتصاد الإمارة وارتفاع مؤشرات الدخل الوطني وحيوية الأعمال.. منجزات مبنية على قدرات وكفاءات الثروة البشرية التي هيأت لها الإمارة بتوجيهات ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة كافة الظروف والإمكانات لدعمها وتنميتها.
منذ أيام عززت الشارقة مسيرتها الرقميّة بإطلاق تطبيق «الشارقة الرقميّة»، حيث جمعت الخدمات الحكوميّة والخاصة والمجتمعيّة على منصة واحدة تتحلى بثقة الجمهور ومزودي الخدمات على حد سواء، ومن الواضح أن هذا المنجز ستكون له آثار عميقة على جاذبيّة الإمارة للاستثمارات والعمل والعيش من ناحية، وعلى كفاءة الخدمات وجودتها وسرعة تطورها من ناحية ثانية، وهذا الأمر ينعكس على شكل ومستوى الحياة الاجتماعيّة وعلى أسواق الإمارة ومناطقها الحرة، وبشكل خاص ينعكس على نوعيّة الأعمال التي ستدخلها من حيث التنوع ومن حيث ما تحمله من أفكار ومنتجات حديثة.
ولا شك أن هذه النقلة النوعيّة في الخدمات الرقمية الشاملة، تؤدي بالمقابل إلى نقلة نوعيّة للاستثمارات المختلفة في المناطق الحرة، وستفتح أمام رواد الأعمال مجالات جديدة لتوسيع استثماراتهم وتنميتها من خلال ما تتيحه من خدمات ستنقل كافة الأعمال إلى مرحلة جديدة من التوسع والوصول إلى أسواق جديدة إقليمياً وعالمياً، وبشكل خاص سيخدم هذا التطوّر في الخدمات الرقميّة القطاعات الإبداعيّة، وفي مقدمتها صناعة النشر، التي أصبحت أكثر احتياجاً للارتباط بالعالم الرقمي وتقنياته، وهذا ما يجعل الخطوات المتسارعة في الإمارة نحو استكمال وتنويع الخدمات الرقميّة يصب في خدمة الناشرين ويرتقي بصناعة الكتاب التي تمثل أحد مرتكزات المشروع الحضاري للشارقة.
إن «الشارقة الرقمية» يحمل أكثر من دلالة، فهو ليس مجرد تطبيق خدماتي، بل يجسد بما يشمله من شركاء من مختلف القطاعات، قيم التعاون والشراكة والتوافق على الرؤية لمستقبل الإمارة.
الدلالة الأخرى التي يحملها «الشارقة الرقمية» تتعلق بمدى التطور الذي وصلت إليه قطاعات الإمارة.
كل هذا تحقق لأن الشارقة مدينة العلم والمعرفة، وتحسن استثمار كل ما تنتجه الإنسانية من تقدم بعلمها واجتهادها، وتحسن أيضاً اختيار ما فيه خير مواطنيها والساكنين على أرضها وما يؤسس لمستقبل مستدام تنعم به الأجيال القادمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مدير المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"