عادي

ترامب يخيم على خطة بايدن في انتخابات الكونجرس

21:16 مساء
قراءة 3 دقائق

واشنطن – رويترز

يتجه الرئيس الأمريكي جو بايدن لدخول عامه الثاني في المنصب، دون أن ينجز هدفين رئيسيين: إنهاء ما عرف بظاهرة «الترامبية»، التي خلفها الرئيس السابق دونالد ترامب، وتوحيد بلد لا يزال يشهد حالة استقطاب.

وخلال الأسابيع الماضية، قال مقربون من الرئيس الديمقراطي، في عدة مقابلات داخل البيت الأبيض وخارجه، إنه لإنجاز الهدفين، سيركز بايدن على مهاجمة قيم الجمهوريين المتحالفين مع ترامب باعتبارها تهديداً للديمقراطية، بينما يحاول التودد إلى معارضي الرئيس السابق.

وحدد بايدن نهجه الجديد خلال خطابه يوم الخميس، في الذكرى السنوية الأولى للهجوم الدامي على مبنى الكونجرس في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي؛ إذ هاجم ترامب الذي حرض أنصاره على التوجه في مسيرة إلى مقر الكونجرس قبل عام، بعد مزاعم غير مثبتة بتزوير الانتخابات الرئاسية لعام 2020، كما انتقد بايدن أعضاء آخرين في الحزب الجمهوري ممن لا يزالون يواصلون دعم سلفه.

وقال بايدن في كلمة من داخل مقر الكونجرس: «الكذبة الكبرى، التي يرويها الرئيس السابق والعديد من الجمهوريين الذين يخشون غضبه، هي أن التمرد في هذا البلد وقع بالفعل في يوم الانتخابات».

وأضاف، «هل يمكنكم التفكير في طريقة أكثر انحرافاً من ذلك إزاء هذا البلد؟ لا يمكنني ذلك».

وقال المقربون من بايدن، إنه قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أصبح لديه ولدى حلفائه حسابات جديدة تتعلق بدولة صارت عند مفترق طرق.

وجد المقربون جمهوراً منقسماً يواجه سيلاً من المعلومات المضللة، ليس فقط حول انتخابات 2020 ولكن أيضاً مجموعة من القضايا الأخرى، منها ما إذا كانت لقاحات «كوفيد-19» فعالة، وصار لديهم قناعة بأن البيت الأبيض يواجه حزباً جمهورياً عازماً على إفشال بايدن، حتى لو أضر بالولايات المتحدة بشكل عام.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن بايدن يشعر بالاستياء الشديد من «صمت وتهاون» الجمهوريين في الكونجرس الذي خدم فيه لعقود.

وانتقدهم بايدن مرة أخرى في خطاب ألقاه يوم الجمعة حول الاقتصاد الأمريكي الذي يتفوق على اقتصادات الدول المتقدمة الأخرى. وقال بايدن: «الجمهوريون يريدون الحديث عن بطء التعافي؛ لأنهم صوّتوا ضد التشريع الذي أدى إلى حدوث ذلك، لن أسمح لهم بالوقوف في طريق هذا التعافي».

ويتهم الجمهوريون بايدن بأنه يميل بشدة نحو اليسار منذ فوزه بالرئاسة بدعم من تيار يسار الوسط إلى حد كبير، وبأنه دفع بمبادرات الإنفاق والمقترحات الضريبية التي قالوا إنها ستضر بالاقتصاد وتعزز التضخم.

وتبنى بايدن خلال عامه الأول في منصبه كثيراً من السياسات التي أظهرت استطلاعات رأي الديمقراطيين رضا معظم الناخبين عنها، ومنها التعامل بحزم مع «كوفيد-19»، وحزم التحفيز والإنفاق على الطرق والجسور، والانسحاب العسكري من أفغانستان، وخفض أسعار الأدوية.

غير أن تقديم مقترحات إصلاحية لقضايا تهم المواطن العادي وتتجنب الموضوعات المثيرة للانقسام، مثل الإجهاض وإصلاح الشرطة، وتبني اعتقاد قديم بأن التفسيرات البسيطة والتي تحظى بشعبية يمكن أن تجذب الأغلبية الوسطيّة من الأمريكيين، دفع البلاد بعيداً عن هدف رئيسي تقدم به بايدن عندما ترشح للرئاسة.

واعترف بايدن في ميزوري الشهر الماضي بأن توحيد الولايات المتحدة «هو أحد أصعب الأمور» التي حاول القيام بها منذ أن صار رئيساً، وفاز ترامب على بايدن بسهولة في هذه الولاية خلال انتخابات 2020.

استقبل موكب بايدن هناك شخصٌ يحمل لافتة كتب عليها «ليس رئيسنا»، وهو تذكير آخر بأن استطلاعات الرأي تظهر أن معظم الناخبين الجمهوريين، ما زالوا يعتقدون بصدق رواية ترامب الكاذبة حول سرقة الانتخابات.

لم يدعم التركيز على التيار الوسطي شعبية الرئيس؛ إذ أيد حوالي 48% من الأمريكيين أداء بايدن في ديسمبر/ كانون الأول، نزولاً من نسبة تأييد بلغت 55% قرب موعد تنصيبه في أوائل عام 2021، وفقاً لاستطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس.

ويعتقد البيت الأبيض أن بذل جهد جديد لدفع القيم الديمقراطية الأساسية، من خلال خطب تتناول مخاوف الناخبين، ودعم قوانين الانتخابات في الوقت المناسب للتصويت في عام 2022، يمكن أن يحظى بتأييد واسع بين الأمريكيين، بغض النظر عن الطريقة التي صوتوا بها في السابق.

ويعتقد مساعدو بايدن وحلفاؤه بأن التحول في التركيز محفوف بالمخاطر؛ لأن الناخبين المتأرجحين لا يفضلون ذلك.

وفي خطابه يوم الخميس، تعهّد بايدن بالعمل مع الجمهوريين، «الذين يدعمون حكم القانون وليس حكم رجل واحد».

ويقول الحلفاء إن الرئيس يعتزم اللجوء لإشعال المناخ السياسي بانتقاد ترامب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"