القاهرة:«الخليج»
دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء، إلى وقف النزاعات والاقتتال في العالم، مطالباً الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالتحرك في دول الصراعات، لمساعدة هذه الدول في إعادة الإعمار، مناشداً في الوقت ذاته المجتمع الدولي بعدم التخلي عن التزاماته تجاه إعادة إعمار قطاع غزة، ودعم وكالة «الأونروا».
دعوة لوقف النزاعات
وطالب السيسي، خلال مشاركته في جلسات منتدى شباب العالم، الذي ينعقد في مدينة شرم الشيخ، لليوم الثالث على التوالي، بمشاركة شباب من 196 دولة حول العالم، قادة الدول التي تشهد صراعات، بأن يغيروا التعامل مع الموقف، والعمل على تخفيف الآثار السلبية للصراعات، مع مراعاة البعد الإنساني والنفسي لمن يعانون هذه الصراعات. وأكد أن مصر مستعدة للمشاركة بشكل إيجابي من أجل تغيير الكثير في الدول التي تشهد صراعات، انطلاقاً من ثوابت مصر بأهمية السلام والإعمار. وقال السيسي: إن القيام بعمليات الإعمار بالتزامن مع استمرار الصراع ستكون له تكلفة كبيرة، منوهاً إلى أن أي تحرك يتطلب أولاً وقف النزاعات، فقبل تحقق ذلك سيكون الأمر صعباً، مشيراً إلى أن إعادة الإعمار لا تتوقف على البعد التمويلي فقط، لأن هناك ابعاداً إنسانية ونفسية واجتماعية. وأكد أن إعادة إعمار قطاع غزة يحتاج لما هو أكثر من 500 مليون دولار، التي رصدتها مصر، مناشدا المانحين عدم التخلي عن التزاماتهم تجاه غزة، موجهاً نداء إلى الدول المانحة للوقوف مع غزة، إلى جانب دعم وكالة «الأونروا».
الخروج من متاهة الفقر
وتحدث السيسي، عن قضية الفقر بشكل عام، وفي مصر بشكل خاص، موجهاً التحية إلى شباب مصر، لأنهم كانوا وراء ظهور مبادرة «حياة كريمة»، مشيراً إلى أن هذه المبادرة، خطوة من ألف خطوة أخرى، سوف تنفذها الدولة المصرية خلال الفترة المقبلة، لمواجهة الفقر، وهذا ليس كلاماً معنوياً، وإنما تقدير لموقف حقيقي، ومواجهة حقيقية لأوضاع مصر. وأكد أنه عندما بدأنا المسؤولية، لم يكن في اهتمامنا سوى محاربة الفقر في مصر، عن طريق العمل بإخلاص وجد، وإتقان وإيمان، فلم يكن هناك حل آخر، وهذا تحقق بجهد الدولة والحكومة. وأضاف السيسي، أن الفقر في مصر، وفي بلاد كثيرة يتسبب في متاهات يصعب الخروج منها، ومن ذلك متاهة التخلف، والجهل، مشيراً إلى أن مثلث الفقر، التخلف الجهل يصعب على أي دولة الخروج منه بسهولة. وقال إن مصر كانت في عام 2011 على وشك الانهيار الكامل، وعندما جاءت حكومة أو قيادة، لم تستطع الأداء لمدة عام، خرج الشعب عليها. وقال إن الدولة المصرية أنفقت أكثر من 6 تريلونات جنيه، خلال السنوات السبع الماضية، بما يعادل 400 مليار دولار، للخروج من متاهة الفقر، موضحاً أن 4500 شركة متعاقدة في هذه المشروعات، حصلت على1.1 تريليون جنيه. وأضاف أن مصر كان بها ما بين مليون إلى مليون ونصف المليون إنسان يعيشون في ظروف صعبة جداً، فتم تضافر الجهود بين الدولة و«صندوق تحيا مصر»، وجرى إنشاء ما يقرب من 300 ألف وحدة سكنية، من أجل هؤلاء، وسوف تتواصل جهود الدولة في هذا الاتجاه، حتى إنشاء مليون وحدة سكنية، لأن الهدف هو الخروج من دائرة الفقر. وأشار السيسي إلى أن جائحة كورونا أثرت في العالم أجمع، فبعدما كان العالم يحتفل، قبل الجائحة، بخروج نحو مليار نسمة من خط الفقر، جاءت الجائحة، فتركزت الجهود للحفاظ على هذا العدد، بعيداً عن خط الفقر، حتى لا تتم العودة مرة أخرى إلى الفقر.
