طفرة صادرات الرصاص في الصين

21:47 مساء
قراءة 3 دقائق

آندي هوم *

تسارعت وتيرة الصادرات الصينية من الرصاص المكرر على مدار عام 2021، وبلغت الحصيلة في نوفمبر / تشرين الثاني 41 ألف طن، مسجلة أعلى إجمالي شهري في أكثر من عقد، في حين سجل الإجمالي التراكمي للصادرات خلال الأشهر ال 11 الأولى من العام الماضي 89 ألف طن.

تقودنا هذه الأرقام إلى مقارنة تاريخية منذ أعلى مستوى للصادرات عام 2007، مع تحذير مهم مفاده أن الصين فرضت ضريبة تصدير على الرصاص المكرر في يونيو/ حزيران من ذلك العام.

ومع تضخم الأسهم الصينية المرتبطة بالرصاص، تضاءلت أسهم بورصة لندن للمعادن. وتلعب الصين الآن دور المنقذ للمشترين المحاصرين في كل مكان، وتعمل تدفقات صادراتها كآلية لإعادة التوازن إلى سلاسل الإمداد المكبوتة نتيجة ازدياد الطلب وإغلاق بعض المصاهر العالمية.

تجاوز حجم صادرات الصين من الرصاص في نوفمبر وحده إجمالي كل عام بمفرده منذ 2015، ما يدل على الطبيعة الدراماتيكية لتحول الصناعة. وتبدلت الوجهات كذلك، فمنذ بدء القرن الحادي والعشرين، لم تصدّر الصين الرصاص المكرر إلى الولايات المتحدة، لكنها شحنت إجمالي 37 ألف طن خلال شهري أكتوبر ونوفمبر من العام الماضي، وذلك بحسب إدارة الجمارك الصينية. كما غادر 11 ألف طن أخرى البلاد إلى هولندا في نوفمبر، والتي تُعد وجهة تصدير نادرة للغاية. وانقسمت الصادرات إلى حد كبير بين أغسطس / آب ونوفمبر / تشرين الثاني بين تايوان (15 ألف طن)، وكوريا الجنوبية (14 ألف طن)، وفيتنام (6 آلاف طن).

تسبب فيروس كورونا في اضطراب قطاع الشحن العالمي، تاركاً الموانئ مكتظة والأسعار في أعلى مستوياتها، خاصة بالنسبة للحاويات المستخدمة في نقل المعادن المكررة، ما أسهم في تعطيل سوق الرصاص بشكل كبير. وفي مارس / آذار 2021، أدى إغلاق مصنع كلاريوس الثانوي لإعادة التدوير في الولايات المتحدة، التي لا تملك قدرة إنتاج محلية للرصاص، إلى إحداث فجوة في الإمداد الإقليمي. فوجد المشترون الأمريكيون أنفسهم في الطرف الخطأ من معادلة سلسلة التوريد العالمية، ودفعوا أقساطاً قياسية مرتفعة لمعدنهم فوق سعر بورصة لندن للمعادن.

ولا تزال هذه الأقساط ترتفع، فبحسب أحدث تقييم لشركة «فاست ماركيتس» لسوق الغرب الأوسط في الولايات المتحدة فإن علاوة 99.97% من الرصاص تقف عند مستوى قياسي جديد قدره 17 إلى 20 سنتاً للرطل، أي 375 إلى 440 دولار للطن، ارتفاعاً من 15 إلى 18 سنتاً في ديسمبر الفائت. ومن الواضح أن ما تبقى من إنتاج الصين لا يكفي السوق الأمريكي، ما تسبب على الأرجح في الاختناقات المستمرة لأرصفة الموانئ ومشكلات النقل بالشاحنات.

وبالمثل، تشير الدلائل في السوق الأوروبية إلى إنهاك واضح، إذ بلغت علاوة 99.97% من الرصاص في المستودعات شمال أوروبا 30 إلى 50 دولاراً أكثر من أسعار بورصة لندن للمعادن، ارتفاعاً من 20 إلى 30 دولاراً في بداية ديسمبر، وذلك وفقاً لشركة «فاست ماركيتس».

ولا تزال أوروبا تشعر بتأثير إغلاق مصهر «شتولبرج» للرصاص، نتيجة الفيضان المدمر الذي اجتاح المدينة الألمانية وأجزاء أخرى من البلاد منتصف يوليو / تموز الماضي. و«شتولبرج» هو واحد من أكبر وأحدث مصاهر الرصاص في العالم، بطاقة إنتاج سنوية تبلغ 155 ألف طن، ومن المتوقع أن يعاود نشاطه خلال الأشهر المقبلة من هذا العام.

واعتباراً من بداية ديسمبر، تم تداول جميع عقود المعادن الأساسية الستة لبورصة لندن للمعادن على تراجع، وكان الموضوع المشترك هو انخفاض المخزونات، سواء داخل أو خارج نطاق الضمان، بمقدار 1.81 مليون طن، أو 46% خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2021، حيث تلقت أسهم الظل الضربة الأكبر.

ومع أنها أدت وظيفتها كسوق الملاذ الأخير مع استخدام المخزون لسد فجوات سلسلة التوريد، جنباً إلى جنب مع الأسهم التي يتم استغلالها من قبل المشترين اليائسين، لا يزال هناك الكثير من فجوات العرض التي يتعين سدها في بورصة لندن للمعادن. وهذا هو السبب في أن مخزونها من الرصاص أيضاً آخذ في الانخفاض، حيث أقفل في ديسمبر عند 54375 طن، هبوطاً 59% على أساس سنوي.

على الرغم من صادرات الصين الضخمة، لا تزال تحتفظ بقدر أكبر من الرصاص في مستودعات بورصة شنجهاي للعقود الآجلة مقارنة بشبكة المستودعات العالمية لبورصة لندن للمعادن، وعند 89147 طن.

ومع زيادة إنتاج الرصاص الصيني بنسبة 12.4% في أول 11 شهراً من عام 2021، من المحتمل أن تظل الصين مُصدِّراً صافياً لمزيد من الوقت، ومن المؤكد أن بقية العالم لا يزال بحاجة إلى هذا المعدن.

* كاتب في "رويترز"

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب في «رويترز»

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"