عادي

الحيوانات الأليفة..ما علاقتها بالوباء؟

22:54 مساء
الصورة
1
الصورة

إعداد: خنساء الزبير

نجد في كثير من المنازل أحد أنواع الحيوانات الأليفة سواء من القطط أو الكلاب التي تعيش مع البعض داخل البيت، أو الأغنام والأبقار والجمال التي يتم التعامل معها بصورة مباشرة بالمزرعة، أو ربما في فناء المنزل كالماعز.

ترددت أقوايل كثيرة تشير إلى فيروس كورونا يُعتقد أن منشأه حيواني، لذا فقد كان من المهم للبحث العلمي أن يتجه لدراسة الحيوانات، بما فيها الأليفة، لمعرفة تأثيرها وتأثرها، في ظل الجائحة الحالية من «كوفيد-19»؛ خاصة أنه من حين لآخر تظهر متحوّرات جديدة من الفيروس تعود بنا خطوة للوراء. ونظراً لأن البعض يتعايش مع حيوان ما، أو يتعامل مع آخر بطريقة مباشرة، كان لابد من أخذ هذه الكائنات في الاعتبار العلمي في مجال محاصرة الفيروس والحد من انتشاره.

حالات مؤكدة

من المعروف أن «كوفيد-19» هو في الأساس مرض يصيب الإنسان، إلا أن توسع أعداد الأنواع المعروفة بأنها معرّضة للفيروس يجب أن يكون دعوة لإعطاء الأمر أهمية أكثر وإجراء الكثير من المراقبة في الأنواع المختلفة والمتغيرات الجديدة، مثل المتغير «أوميكرون».

وعلى الرغم من قلة أعداد حالات انتقال فيروس كورونا من الإنسان إلى الحيوان، والتي تم الإبلاغ عنها في البداية، فقد وُجِد أن العديد من أنواع الحيوانات معرضة للإصابة به. ونتيجة لذلك حددت المنظمة العالمية لصحة الحيوان مرض «كوفيد-19» على أنه مرض ناشئ في الحيوانات.

ووجدت الدراسات التي أُجريت على الغزلان ذات الذيل الأبيض في الولايات المتحدة، دليلاً على انتشار العدوى في بعض المناطق. ويشير هذا إلى أنه قد يكون هناك انتقال من إنسان إلى غزال، ومن غزال إلى غزال. وحتى ذلك الوقت كان الانتقال الوحيد المعروف من الحيوانات إلى البشر هو من حيوان المنك، الذي تتم تربيته للحصول على الفرو، إلى العمال الذين يقومون بالعناية به في بعض مناطق أوروبا.

أهداف خاصة

يقول علماء فيروسات في كلية الطب بجامعة كورنيل: إنه على ما يبدو أن بعض أنواع الحيوانات أكثر عرضة من غيرها لبعض متحورات فيروس كرورنا. على سبيل المثال نجت الفئران من فيروس كورونا الأصلي، لكنها يمكن أن تصاب بالمتحور بيتا. ومع ظهور المتغيرات في البشر ربما يوسع الفيروس نطاق مواصفات المضيف (الجسم الذي يقوم بغزوه)، وربما تحدث طفرات لإصابة المزيد من الأنواع، ويحتمل أن ينتشر بصمت فيما بينها ما يخلق مستودعات جديدة. وهنالك رأي مغاير يرى أن من الممكن أن تكون المتغيرات الجديدة غير ضارة لأنواع معينة من الحيوانات؛ فنظراً لأن الفيروس يصبح أكثر فاعلية في الانتقال بين البشر، فقد يصبح أقل فاعلية في الانتشار بين الحيوانات.

فحص متطور

في السابق تم تصميم اختبار مناعي جديد يعتمد على حبات مغناطيسية مغلفة بالبروتين النووي المؤتلف، ونظام يعتمد على قياس التدفق الخلوي. وتم استخدام هذا الاختبار لفحص العيّنات التي تم جمعها من القطط والكلاب خلال حقبة الجائحة، السابقة والحالية، لتحديد مدى حساسية هذه الحيوانات المستأنسة للإصابة ب«كوفيد-19».

وأظهرت الفحوص التي أجريت بهذا الاختبار أن كلاً من بروتينات فيروس كورونا والبروتينات النوكليوكابسيد حساسة بالقدر نفسه، خاصة في المرحلة المبكرة من العدوى.

فصائل مختلفة

في هذه الدراسة البحثية الحديثة التي نشرتها مجلة أبحاث العلوم البيطرية أنجز العلماء رسماً تفصيلياً ل«حاتمة» البروتين المؤتلف وطوروا اختباراً تجريبياً مزدوجاً. وإلى جانب هذه السلسلة من تجارب الفحص على الحيوان تم كذلك جمع عيّنات مصل بشري من 23 مريضاً مصاباً ب«كوفيد-19» (13 من الذكور و10 إناث)، وفي الفترة من مارس/ آذار 2020 إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، إجمالاً تم جمع 506 أمصال حيوانية خلال الفترة الزمنية نفسها، وظهرت من بينها أمصال إيجابية ل 15حيواناً.

وتم استخدام مجموعة من الأمصال، السابقة للجائحة، مأخوذة من 234 كلباً، و35 قطة، لتقييم خصوصية اختبار المستضد المزدوج. وتم اختبار 3 أمصال من القطط التي كانت إيجابية في السابق لفيروس كورونا القطط، و3 أمصال للكلاب كانت إيجابية لفيروس كورونا التنفسي للكلاب، و5 أمصال للكلاب كانت إيجابية لفيروس كورونا المعوي للكلاب، و8 أمصال من الأبقار كانت إيجابية لفيروس كورونا البقري. وفحص الباحثون أيضاً مصلاً مفرط المناعة نشأ في ماعز تم تطعيمه بشكل متكرر باستخدام البروتين النووي المؤتلف بالكامل والذي تم التعبير عنه في بكتيريا الإشريكية القولونية كعنصر تحكم إيجابي.

وخرج الباحثون من هذه السلسلة من التجارب بأن رسم خريطة ل»حاتمة البروتين المؤتلف» يمكن أن تحدد منطقة معينة من البروتين واستخدام الاختبار المصلي للحيوانات المختلفة، وبالتالي مراقبة الأنواع المتعددة ل«كوفيد-19» في الحيوانات المعرضة للإصابة به.

تصرف صحيح

إذا كانت نتيجة اختبار حيوانك الأليف إيجابية للفيروس يقول الخبراء: إن على الشخص اتباع الاحتياطات نفسها التي يتخذها إذا أصيب أحد أفراد الأسرة بالعدوى؛ أي عدم ترك الحيوان يخرج من المنزل؛ بل والأفضل أن يتم عزله في غرفة منفصلة بعيداً عن باقي أفراد العائلة. وعند التعامل معه، كإطعامه أو تغيير فراشه أو تنظيف مكانه، يجب وضع الكمامة على الأنف والفم، وارتداء قفازات ثم غسل اليدين بعد ذلك، وتعقيمهما جيداً. وربما يكون من الإسراف في الاحتياط تغطية وجه الحيوان، أو مسح جسمه بالمعقمات، أما في حالة ازدياد الأعراض فيجب عرضه على طبيب بيطري.

الحذر ضرورة

في الأيام الأولى للوباء أثارت التقارير المقلقة عن الحيوانات الأليفة المصابة بفيروس كورونا مخاوف بشأن التعرض المحتمل، وخطر العدوى الفيروسية. وفي إبريل/ نيسان 2020 أصبحت قطتان من ولاية نيويورك أولى القطط المنزلية في أمريكا تصابان بالفيروس، تلاهما بعد عدة أشهر أول قط بريطاني إيجابي الفحص. وعلى الرغم من ذلك ظهر إجماع قوي من الجمعيات البيطرية الكبرى على أن خطر إصابة البشر ب«كوفيد-19» من كلابهم وقططهم منخفض للغاية. وما زال الخبراء يواصلون دراسة كيفية تأثير «كوفيد-19» في الحيوانات، وعلى الرغم من أن خطر انتقال العدوى من حيوان إلى إنسان منخفض إلا أن هنالك توصيات بضرورة الحذر، لأنه ربما تتضح لاحقاً أهمية الحيوانات الأليفة كعامل في انتشار الوباء. وأولى النصائح عدم إطعام الحيوانات البرية، أو لمس فضلاتها، أو الاقتراب من حيوان مريض، أو ميت، والحفاظ على الحيوان نفسه على مسافة آمنة من الحيوانات البرية، وغسل اليدين بعد العمل، أو اللعب في الخارج. وربما من أكثر من تهمهم هذه النصائح هم هواة القنص.