عادي
الجمهوريتان الانفصاليتان.. حوض التعدين والفحم والصناعات الثقيلة والتنوع العرقي

دونيتسك ولوغانسك يعقدان خريطة الصراع الروسي الأوكراني

01:48 صباحا
قراءة 3 دقائق
25

على الرغم من تحذيرات الغرب من أنّ الخطوة قد تعود على موسكو بعقوبات واسعة، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعترف رسمياً، أمس الأول الاثنين، باستقلال دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، وهو الهدف الذي ظلتا تنتظرانه مند إعلانهما من جانب واحد في أيار/ مايو 2014 قيام «الجمهوريتين الشعبيتين» اللتين لم يعترف بهما أي طرف دولي، وظلتا تطمحان بالانضمام إلى الاتحاد الروسي، وحاولتا الوحدة فيما بينهما باسم «روسيا الجديدة»، كما عملتا على الاستحواذ على مناطق أوكرانية أخرى شرق البلاد. ومنذ بداية الأمر، اعتبرت موسكو أن ما يحدث في شرق أوكرانيا «حرباً أهلية»، مؤكدة أنها لا تدعم الانفصاليين، وأنها تلعب دور «الوسيط» بينهم وبين كييف، حتى جاء اعتراف الكرملين بهما في ظل أزمة ضارية بين روسيا والغرب، وتعد المنطقتان، قبل الاعتراف الروسي، مجهولتين، ولا يعرف عنهما العالم الشي الكثير. وتقع جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك في إقليم دونباس الأوكراني، وهما المنطقتان اللتان سيطر عليهما الانفصاليون قبل ثماني سنوات، وبانفصالهما ووقوعهما تحت المظلة الروسية، تكون خريطة الصراع قد تعقدت كثيراً دون أن تكون في الأفق بوادر للحل.

حوض التعدين

يقع الإقليمان الانفصاليان، دونيتسك ولوغانسك، في حوض دونباس الناطق بالروسية في شرق أوكرانيا، وقد خرجتا عن سيطرة كييف عام 2014. وأودى النزاع المستمر فيهما منذ 2014 بين الانفصاليين والقوات الحكومية الأوكرانية بحياة أكثر من 14 ألف شخص.

دونيتسك (ستالينو سابقاً)، هي المدينة الرئيسية في حوض التعدين دونباس، وأحد المراكز الرئيسية لإنتاج الصلب في أوكرانيا، يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة. يشكل الأوكرانيون نحو 56.8%، والروس 38.2%، وتتوزع النسبة الباقية على قوميات أخرى، كالتترية والأرمنية.

وعلى الرغم من مساحاتها الزراعية الواسعة، تعد دونيتسك منطقة صناعية؛ إذ تشتهر بكثرة مناجم الفحم الحجري ومعامل الحديد والصلب التي يعمل فيها معظم السكان؛ حيث فيها 13 منجماً كبيراً للفحم، وعشرات المناجم الصغيرة، وفيها 9 مصانع لإنتاج فحم الكوك، و10 مصانع لإنتاج القضبان وغيرها من منتجات الصناعات الحديدية.

مصانع وجامعات

أما لوغانسك (فوروشيلوفغراد سابقا) (وبالروسية اليوم: لوغانسك) فهي مدينة صناعية يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة. ويشكل فيها الأوكرانيون نحو 57.9%، والروس 39%، وتتوزع النسبة الباقية على قوميات أخرى، كالمنتسبين إلى روسيا البيضاء والتتر والأرمن والأذريين والمولدافيين. ويحتوي حوض دونباس المتاخم لروسيا على الشاطئ الشمالي للبحر الأسود، على احتياطات ضخمة من الفحم. ويعود وجود ناطقين بالروسية في تلك المنطقة بشكل أساسي إلى إرسال عمال روس إليها بعد الحرب العالمية الثانية خلال الحقبة السوفييتية. وفي لوغانسك عدة مناجم ومصانع للآليات، والكثير من الجامعات والمعاهد في مختلف المجالات العلمية والأدبية.

ويقود دينيس بوشيلين الذي انتخب عام 2018 في انتخابات ندّدت بها كييف، «جمهورية دونيتسك الشعبية» المعلنة ذاتياً. أما ليونيد باسيتشنيك فيرأس «جمهورية لوغانسك الشعبية» المعلنة ذاتياً أيضاً.

وقتل العديد من أمراء الحرب والقادة الانفصاليين في السنوات الأخيرة في هجمات، أو كانوا ضحايا صراعات داخلية أو حتى عمليات للقوات الخاصة الأوكرانية، وفقاً لتقارير لم يتم التحقق منها.

وكان زعيم المتمردين في دونيتسك ألكسندر زاخارتشينكو الذي قتل بتفجير في مقهى في دونيتسك في أغسطس/ آب 2018، أبرز قتيل يسقط في صفوف الانفصاليين حتى الآن. ( وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"