الجيل القادم والخدمات المصرفية الخاصة

21:33 مساء
قراءة 3 دقائق

أرنو لوكليرك *

هل تختلف توقعات الجيل القادم بشأن شؤونهم المالية عن توقعات الأجيال التي سبقتهم؟ من حيث الجوهر، ليس هناك أي اختلاف. لكن بالتأكيد هناك اختلاف من حيث الشكل. يرغب حوالي 80% من جيل الألفية في استخدام الأدوات الرقمية في إدارة أصولهم في المستقبل، مقابل ثلث الجيل السالف فقط، وفقاً لبحث أجرته شركة إرنست آند يونج.

يستند هذا البحث أيضاً إلى مشروع Capstone Millennials الذي أطلقه بنك لومبارد أودييه لتحديد الآمال والمخاوف المالية للأجيال الجديدة وفهمها بشكل أفضل. وبحسب الدراسات التي أجراها طلاب في اثنتين من أفضل جامعات إدارة الأعمال في فرنسا (وهما ESCP Paris و IAE Nice) في العام 2021، على البنوك الخاصة اليوم أن تقدم للجيل القادم خدمات استثمارية حقيقية سواء عبر الإنترنت أو خدمات مباشرة، مع التركيز بشكل أساسي على تلبية تطلعاتهم الاستثمارية ومراعاة القيم التي يتبنونها.

لقد نجحنا باكتشاف وتحديد خمسة اتجاهات وتوقعات رئيسية لجيل الألفية لا بد من مراعاتها في الخدمات المصرفية الخاصة وهي تنطبق أيضاً على جيل الألفية في الإمارات.

1. المشاركة: أريد أن أحدد استثماراتي وأمتلك القدرة على الاعتراض على التحليلات المالية.

يرغب جيل الألفية في لعب دور رئيسي في إدارة ثرواتهم، كما تريد الغالبية منهم المشاركة بفعالية في صنع القرار. وغالباً ما يحصل هؤلاء على معلومات بجهود خاصة ولا يترددون في تحدي المصرفيين بشأن تحليلاتهم واقتراحاتهم. فهم يبحثون عن درجة من الاستقلالية مع القدرة على الوصول إلى أصولهم في جميع الأوقات، ولا سيما عبر القنوات الرقمية.

 2. التواصل: يجب أن يتكيف المصرف الذي أتعامل معه مع وتيرة أعمالي. 

تعتبر طرق الاتصال والتواصل ضرورية لجيل الألفية، فهم يتوقعون درجة عالية من الشفافية والوصول إلى المعلومات في أي وقت. هذا لا يعني أنهم يبحثون عن علاقة رقمية فقط. فهم يقيّمون أهمية الاتصال المباشر في المسائل التي تتطلب تفكيراً معمقاً ومناقشة جدية. أما بالنسبة للمسائل اليومية، فهم يفضلون البريد الإلكتروني أو المراسلة الفورية. وفي نظرهم، فإن المؤسسة التي تقدم الخدمات هي التي يتعين عليها أن تتكيف مع قنواتهم وعاداتهم المفضلة، وليس العكس. وهم يتوقعون درجة عالية من التفاعل، ولكنهم يريدون أيضاً التواصل من خلال القنوات غير الرسمية.

3. المعرفة: أريد أن أفهم المنتجات التي أستثمر فيها.

أظهرت جميع الاستطلاعات رغبة قوية في التعلم. إن جيل الألفية لا يرغب في الاستثمار في الفرص فحسب، بل ويريد أيضاً أن يفهم أسباب تسليط الضوء على هذه الفرص. إن أعمارهم، وافتقارهم إلى الوعي المالي  وهو ما يعترفون به أنفسهم  وعاداتهم كمستهلكين للمحتوى، يعني أنهم يتوقعون تفسيرات تعليمية واضحة ويفضلون تنسيقات رقمية قصيرة.

 4. التواصل القائم على العلاقات: أفضل التعامل مع مصرف أعرفه.

على الرغم من أن أبناء الجيل القادم يتوقعون مستوى عالٍ من الخبرة والاحتراف، إلا أنهم يفضلون الابتعاد عن بعض الإجراءات الشكلية وعدم التأثر «بالسلوك المنضبط» الذي تتسم به البنوك الخاصة. وهم يريدون أيضاً التعامل مع مصرفي قريب إلى شخصيتهم، سواء من حيث العمر أو العقلية أو الاهتمامات المشتركة. باختصار، هم يبحثون عن شخص يتكيف مع نظامهم الإيكولوجي على المستوى الشخصي والمهني، وبإمكانه تطوير شبكة معارفهم واتصالاتهم.

5. الاستدامة: إن قياس تأثير الاستثمار أمر أساسي.

الاستدامة هي جانب رئيسي يتجاوز الوعي إلى حد بعيد. إن الجيل القادم يريد حلولاً استثمارية محددة ومبتكرة، ومصممة بشكل يتوافق مع أهداف الاستثمار، من أجل التعامل مع القضايا ذات الأهمية القصوى بالنسبة لهم، وتتوافق مع تطلعاتهم الاستثمارية وقيمهم. والاستثمار من خلال استراتيجية مستدامة لا يكفي لتحقيق هذه الغاية. فهم يريدون أن يكونوا قادرين على قياس التأثيرات الملموسة وتداعياتها، وفهم الآليات وأثرها، وتجنب التمويه والغش. كما لا يعني الاستثمار المستدام بالنسبة لهم التخلي عن العائدات. فجيل الألفية يرغب في تحقيق الأداء المالي والاستدامة كما يفضل التقارير المالية التي تفصح عن الآثار والنتائج - من خلال الأدوات الرقمية والتفاعلية.

في هذه الأوقات التي تتميز بسرعة التغير والتحول إلى استخدام التنسيقات الرقمية والتركيز على الاستدامة والنماذج المتغيرة باستمرار، باتت احتياجات العملاء تتغير على نحو مستمر، ولكن توقعاتهم الأولية تظل على حالها إلى حد كبير: فهم يريدون حماية ثرواتهم وتنميتها. 

* الشريك المحدود ورئيس الأسواق الجديدة في بنك لومبارد أودييه

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

الشريك المحدود ورئيس الأسواق الجديدة في بنك لومبارد أودييه

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"