عادي

الشامسي والمغني: التراث الإماراتي يحمل مفاتيح التطوير والاستدامة

23:04 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: «الخليج»

أكد د.نجيب عبد الله الشامسي وفاطمة المغني أن التراث الإماراتي يمتلك المقومات اللازمة، ويحمل المفاتيح الضرورية التي تمكنه من تحقيق متطلبات التطوير والاستدامة اللازمة، لضمان الانتقال إلى المستقبل، والوفاء باستحقاقاته المختلفة.

جاء ذلك خلال جلسة «التراث الإماراتي.. التطوير والاستدامة وأفق المستقبل»، ضمن سلسلة الجلسات الثقافية والفكرية التي يحتضنها المقهى الثقافي لمهرجان «أيام الشارقة التراثية» في دورته ال19.

استهل الشامسي الجلسة التي أدارها محمد حمدان، من إدارة المحتوى والنشر في معهد الشارقة للتراث، بالحديث عن التراث وعلاقته بالهوية وتجلياته في الأنساق الحياتية الحديثة، وكيفية تقييم حضوره في عالم اليوم، وأثار تساؤلات عن آفاق الاستفادة من التراث الإماراتي بشقيه المادي واللامادي، وعن أنجع الطرق لجعله مواكباً لسيرورة الحياة اليومية ومتطلبات المستقبل مع الحفاظ على خصوصيته وطابعه المميز.

منظور اقتصادي

جاءت مقاربة الشامسي لموضوع الجلسة من منظور اقتصادي انطلاقاً من العلاقة الوثيقة والمتبادلة بين الثقافة ومكوناتها مع الاقتصاد واحتياجاته، وهو ما أدركه العديد من دول العالم المتقدمة، باعتمادها على الثقافة أو التراث تحديداً كمنتج حضاري يجلب عائدات اقتصادية كبيرة لها، ويعزز من عناصر تنميتها الشاملة؛ وذلك بالاعتماد على مزايا الثراء والعمق في بيئاتها المحلية.

وأضاف أن الموروث الشعبي الإماراتي هو وعاء غني من أوعية الثقافة ينطلق منه الفرد المواطن للمحافظة على هويته الذاتية وشخصيته المتميزة ولترسيخ إدراكه ووعيه إزاء مسؤولياته أمام المجتمع وأفراده.

وأكد الشامسي أن الاهتمام بالمناطق التراثية وترميمها وصيانتها، إضافة إلى ما يعززه من تكريس للهوية وحفاظ على الانتماء، يخلق حركة اقتصادية، تخدم في المقام الأول سكان ذلك المكان وتحفزهم على التمسك بعاداتهم وتقاليدهم؛ حيث كان البعض منهم يظنها موروثات عفا عليها الزمن، ويجب تجاوزها، ولعل المثال الأكبر على استعادة مكانة التراث يتجسد في إنجازات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ومنها إنشاء وإحياء الأسواق القديمة والمباني والمناطق التراثية وعقد المعارض الثقافية والأدبية والمسرحية والأيام التراثية السنوية.

مكانة الشارقة

قالت المغني: «باتت فعاليات أيام الشارقة التراثية ملتقى ينتظره الجميع، لما تحمله من مفردات تراثية جميلة تعزز مكانة الشارقة كمنصة حية ومتفاعلة لاستقطاب وعرض التراث المحلي والعالمي».

وأكدت أن التراث الإماراتي موروث عميق وضارب في القدم من حيث الجذور والتاريخ، وأن شعار نسخة هذا العام يعكس آفاق المستقبل الذي تتمسك الشارقة به من خلال اعتزازها بالتراث وتطويره للأجيال القادمة، سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في اعتزاز الدولة وقيادتها بتراث الأجداد، والحرص على نقله بأمانة وحب إلى الأبناء والأحفاد ليظل محفوراً بالذاكرة أمام عاديات العولمة والوسائط الرقمية.

وأشارت إلى أن الشارقة تعد مثالاً ناجحاً في القدرة على نمذجة التراث في الواقع الإماراتي من خلال أسواقها القديمة ومبانيها التراثية التي باتت أيقونات ناصعة في هذا الجانب، مؤكدة أن هذا الاهتمام أثمر عن بروز توجهات جديدة لدى الشباب الإماراتي من خلال إقبالهم على إطلاق وتأسيس مشاريعهم التجارية الخاصة من دون الاعتماد على الوظائف الحكومية الثابتة؛ حيث وجد بعضهم ضالته في الأسواق الشعبية والتراثية التي تجلب لهم عوائد مالية جيدة مثل المحال التي تعمل في تجارة العسل والبخور وغيرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"