في مبادرة لإعادة التوازن البيئي عادت القنادس إلى لندن لأول مرة منذ أكثر من 400 عام، للمساعدة في استعادة الطبيعة وموائل النهر وتقليل مخاطر الفيضانات.
وانطلقت المبادرة عندما تم إطلاق سراح قندس ذكر وأنثى، كلاهما يبلغ من العمر نحو عامين، في حاوية مصممة خصيصاً في أراضي Forty» Hall Farm » في إنفيلد، شمال لندن، في مشروع من قبل «Enfield Council» وCapel Manor College.
قال نائب رئيس مجلس إنفيلد إيان بارنز وفق ما نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية: «يؤسس مجلس إنفيلد مساحات برية وطبيعية لتمكين التنوع البيولوجي من الازدهار كجزء من استراتيجيتنا المستمرة للعمل المناخي».
وأضاف: «من خلال استكشاف تقنيات إدارة الفيضانات الطبيعية، مثل مشروع القنادس هذا، يمكننا تقليل مخاطر الضرر الناجم عن الفيضانات عقب هطول الأمطار الغزيرة، وحماية مئات إن لم يكن الآلاف من المنازل».
ويُنظر إلى القنادس على أنهم يعدون مهندسين طبيعيين يستعيدون موائل الأراضي الرطبة من خلال بناء السدود وقطع الأشجار وإبطاء المياه وتخزينها وترشيحها في المناظر الطبيعية، مما يجذب الحياة البرية الأخرى ويقلل من الفيضانات في اتجاه مجرى النهر.
وفضلاً عن الفوائد التي تقدمها على صعيد فيضانات السدود، من شأن وجود القنادس أن يحسن التنوع البيولوجي ونوعية المياه.
وقالت رويزن كامبل المشاركة في برنامج إعادة إدخال القنادس: «لاحظنا في أوروبا وفي أجزاء من اسكتلندا إلى أي درجة تمثل القنادس نوعاً متكيفاً عندما يتوفر لها الماء والعلف»، مضيفة: «سنواصل عملنا مع الفريق لمراقبة تطورها وحالاتها، وإذا ما سارت الأمور بشكل جيد فسنتمكن من رؤية صغارها عام 2023».
وفي القرن السادس عشر، كانت القنادس في بريطانيا ضحية لعمليات الصيد الجائر من أجل فرائها ولحومها، إلا أن بعضها نجا وعاش قرب الأنهار في اسكتلندا.