عادي

مليون بيت في أشهر ملحمة شعرية عربية

20:55 مساء
قراءة دقيقتين
سيرة بني هلال

الشارقة: عثمان حسن
من الملاحم الشعرية الشعبية التي نبتت في أرض عربية، واحتلت شهرة عالمية هناك "السيرة الهلالية" وهي ملحمة طويلة جاءت في نحو مليون بيت من الشعر، وتصف هجرة أو "تغريبة" بني هلال من أرضهم في نجد، نحو تونس، و"السيرة الهلالية" تحكي قصص كثير من الأبطال منهم: الأمير أبو زيد الهلالي وأخته شيحة المشهورة بالدهاء والاحتيال، كما تحكي سيرة الأمير ذياب بن غانم الهلالي، وزهرة ومرعي وغيرهم.
تسابقت دور النشر العربية على إصدار طبعات متنوعة من السيرة الهلالية، حرصا من الناشرين على تعريف القارىء العربي بتفاصيل هذه السيرة التي تعتبر من عيون التراث العربي، ولكون السيرة الشعبية مهمة لجهة صون ذاكرة الشعوب وليست فقط مجرد مادة للترفيه أو التسلية ، وفي هذا السياق فإن السيرة الهلالية أو كما يطلق عليها أحيانا سيرة بني هلال هذه التي تناقلتها الأجيال تشتمل على بانوراما تاريخية واجتماعية ضخمة، تمتد لآلاف السنين، كما تشمل رقعتها المكانية أو الجغرافية فضاء عربيا شاسعا من المحيط إلى الخليج.
ومع الأسف فما زال النص الأصلي لهذه السيرة مخطوطا، لم يصل إلى أية مطبعة عربية، ولهذا تكثر الاختلافات وربما المغالطات في السير المطبوعة اليوم، تبعا لما ورد على ألسنة الرواة والنساخ وكذلك منشدي هذه السيرة التي تعبر بحق من الملاحم الكبرى بما فيها من وقائع وأحداث وحروب وهجرات ونسيج إنساني بكل ما للكلمة من معنى.
من الجزء الأول للسيرة المكونة من 26 جزءا، وهو بعنوان (قصة مغامس مع شاه الريم) نقرأ: "كانت بلاد نجد من أخصب بلاد العرب، كثيرة المياه والغدران والسهول والوديان حتى كانت تذكرها شعراء الزمان بالأشعار الحسان وتفضلها على غيرها نظرا لحسن هواها. وما زالت على رونقها حتى تغير قطرها واضمحل وعمت البلاد المجاعة من جميع الجهات واشتدت على بني هلال، فأجتمعت الناس وقصدوا مضارب الأمير حسن بن سرحان فدخلوا وسلموا عليه وقالوا له اعلم يا ملك الزمان بأن الجوع قد اشتد وانقطعت الماكولات من نجد، فان لم نتدارك الأمر في الحال انقرضت جميع بني هلال وفقدت المواشي والأموال، فلما سمع حسن هذا الخطاب استعظم المصاب، وكان عنده جماعة من السادات الأمجاد، والفرسان الصناديد، منهم البطل الهمام أبو زيد فارس الصدام، و الأمير دياب ابن غانم البطل المقام، و القاضي بدر بن فايد السيد الماجد، فاخدوا يتذاكرون في هذا الشان نحو ساعة من الزمان فاستقر رأيهم على الرحيل من تلك الديار قبل حلول الدمار،.. الخ".

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"