عادي

كيف تتحكم البنوك المركزية في المعروض النقدي؟

21:03 مساء
قراءة دقيقتين

إعداد: هشام مدخنة

لو خُيّل إلينا تشبيه اقتصاد الأمم بالجسم البشري، فسيكون قلبه النابض هو البنك المركزي. ومثلما يعمل القلب على ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، يضخ البنك المركزي الأموال في الاقتصاد للحفاظ على صحته ونموه.

وتحتاج الاقتصادات أحياناً، إلى أموال أقل، وأحياناً أخرى إلى المزيد. وتختلف الطرق التي تستخدمها البنوك المركزية للتحكم في كمية الأموال المتدفقة اعتماداً على الوضع الاقتصادي وسلطة البنك نفسه. ويأتي المركزي الأمريكي على رأس بنوك العالم سلطة، وغالباً ما يُطلق عليه اسم الاحتياطي الفيدرالي، في حين تشمل البنوك المركزية البارزة الأخرى المركزي الأوروبي، والوطني السويسري، وبنك إنجلترا، وبنك الصين الشعبي، وبنك اليابان.

إن التأثير في أسعار الفائدة، وطباعة النقود، وتحديد متطلبات الاحتياطي المصرفي، كلها أدوات تستخدمها البنوك المركزية للتحكم في المعروض النقدي. وتشمل التكتيكات الأخرى عمليات السوق المفتوحة والتيسير الكمي، والتي تتضمن بيع أو شراء السندات والأوراق المالية الحكومية.

كمّ الأموال المتداولة

تؤثر كمية الأموال المتداولة بالاقتصاد في اتجاهات الاقتصاد، الجزئي والكلي. فعلى المستوى الجزئي، يعني التدفق الكبير للأموال السهلة والمجانية مزيداً من الإنفاق من قبل الأفراد والشركات، وسهولة في الحصول على قروض شخصية، أو قروض سيارات، أو رهون عقارية.

وعلى مستوى الاقتصاد الكلي، تؤثر كمية الأموال المتداولة في أشياء مثل الناتج المحلي الإجمالي، والنمو، ومعدلات الفائدة والبطالة. وتميل البنوك المركزية إلى التحكم في كمية الأموال المتداولة لتحقيق الأهداف الاقتصادية والتأثير في السياسة النقدية.

طباعة النقود

على مر السنين الماضية، ربطت الدول عملاتها باحتياطات الذهب المعيارية، ما حدّ من مقدار ما يمكن طباعته. لكن ذلك انتهى بحلول منتصف القرن العشرين، وبات باستطاعة البنوك المركزية الآن زيادة كمية الأموال المتداولة بمجرد طباعتها، على الرغم من وجود عواقب للقيام بذلك. فطباعة مزيد من الأموال لا يؤثر في الناتج الاقتصادي، أو مستويات النمو، وبالتالي تصبح الأموال نفسها أقل قيمة. وبما أنه قد يتسبب بحدوث تضخم، فإن طباعة المزيد من الأموال ببساطة لم يعد الخيار الأول للبنوك المركزية.

متطلبات الاحتياطي

هي إحدى الطرق الأساسية التي تستخدمها جميع البنوك المركزية للتحكم في المعروض النقدي داخل الاقتصاد. وكقاعدة عامة، تفرض البنوك المركزية على البنوك التجارية الاحتفاظ بقدر معين من الأموال كاحتياطي لا يتم تداوله أبداً، مقابل مبلغ الودائع في حسابات عملائها. وعندما يريد البنك المركزي ضخ المزيد من الأموال المتداولة في الاقتصاد، فباستطاعته أن يقلل من متطلبات الاحتياطي، والعكس صحيح.

تأثير أسعار الفائدة

في معظم الحالات، لا يمكن للبنك المركزي تحديد أسعار الفائدة للقروض بشكل مباشر مثل الرهون العقارية، أو قروض السيارات، أو القروض الشخصية. ومع ذلك، تبقى بحوزته أدوات معينة لدفع أسعار الفائدة نحو المستويات المرغوبة. ومنها المعدل الذي تحصل عليه البنوك التجارية للاقتراض من البنك المركزي، في الولايات المتحدة يُطلق عليه «معدل الخصم الفيدرالي». فعلى سبيل المثال، عندما تقترض البنوك من البنك المركزي بسعر أقل، فإنها تخفض كلفة القروض لعملائها، وبالتالي يزداد الاقتراض، وهذا يعني زيادة كمية الأموال المتداولة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"