14 مليار درهم حجم قطاع تغليف الأغذية في الإمارات

دبي: حمدي سعد
أكد مسؤولو شركات عاملة بصناعة التغليف والتعبئة، أن دولة الإمارات رفعت سقف المنافسة بقوة في القطاع بسبب الإجراءات المراعية للصحة العامة والاستدامة بهدف تقليل الهدر وإعادة تدوير المواد الداخلة في هذه الصناعة، كما باتت الدولة محطة إقليمية لتصدير هذه المواد إلى دول المنطقة وشمال إفريقيا.
السلوكيات الغذائية
وقال نيلز هوجارد مدير عام شركة «تترا باك»، العالمية في المنطقة العربية: يصل حجم صناعة تغليف المواد الغذائية في الإمارات إلى 14 مليار درهم خلال السنوات الـ 5 المقبلة، مقارنة بـ 10 مليارات درهم حالياً، بفعل انتعاش صناعة الأغذية والمشروبات والابتكار لتلبية الطلب المتزايد على الغذاء الآمن والاستدامة.
الحلول المستدامة
وقال هوجارد: نعتقد أن أنظمة الغذاء في العالم بحاجة إلى التحول لتلبية الاحتياجات المستقبلية للمجتمع، وتحسين الأمن الغذائي مع تقليل التأثير في الموارد الطبيعية. لذلك، فإننا نهدف إلى التركيز على 3 مجالات رئيسية: زيادة الوصول إلى الغذاء الآمن والمغذي والحد من فقدان الأغذية وهدرها؛ وبناء سلاسل قيم أكثر استدامة.
وتابع أن أهم اتجاه نلاحظه الآن في قطاع التغليف هو زيادة الطلب على الحلول المستدامة المتعلقة بحماية البيئة من أي وقت مضى. ومن المتوقع أن ينمو الطلب على حلول التعبئة والتغليف المستدامة في العام 2022 يعني هذا الأمر غالباً استخدام الإمدادات القابلة لإعادة التدوير أو القابلة للتحويل إلى سماد أو القابلة للتحلل البيولوجي أو المستدامة.
وفي هذا السياق، نعمل الآن على هدف تحقيق صافي انبعاثات معدومة من غازات الاحتباس الحراري في عملياتنا بحلول العام 2030، وذلك مقروناً مع طموحنا في الوصول إلى صافي صفر عبر سلسلة القيم بحلول 2050، حيث إننا ننفق ما يقارب 100 مليون يورو سنوياً في إيجاد حلول لإنشاء كرتون متجدد بالكامل بنسبة 100% والذي يلبي في الوقت نفسه توقعاتنا حول فترة صلاحية أطول.
وقال هوجارد: نعمل في دولة الإمارات حالياً مع شركتي إدارة النفايات «بيئة» و«دولسكو» لإيجاد طرق لنقل المواد القابلة لإعادة التدوير من الإمارات إلى مرفق إعادة التدوير الذي افتتح مؤخراً في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
وهناك اتجاه آخر سيستمر في النمو في العام 2022 وهو عبارة عن أتمتة التعبئة والتغليف، فيما يتحول مستقبل صناعة الأغذية والمشروبات إلى رقمي لزيادة مرونة الإنتاج وسلامة الأغذية وجودتها. أصبحت الأتمتة أكثر تعقيداً، حيث تطورت من كونها أجهزة بسيطة لتصبح أجهزة تكامل. وينصب تركيزنا في دولة الإمارات والمنطقة العربية خلال 2022 على توسيع نطاق إعادة تدوير الكراتين الورقية، مما يساعدنا على الوصول إلى هدفنا نحو الحزمة الغذائية الأكثر استدامة في العالم، فيما كان لنا  شراكة مع الجناح السويدي في «إكسبو 2020 دبي».
فرص نمو هائلة
من جانبه قال نضال حداد، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة البيادر انترناشيونال: تتوقع شركة مودور للبحوث وصول حجم سوق تغليف المواد الغذائية في دولة الإمارات إلى نحو 6.2 مليار دولار بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4.6% من عام 2021 ولغاية 2026.
ومن المتوقع لقطاع تغليف المواد الغذائية العالمي أن ينمو من 338.34 مليار دولار ليصل إلى 478.18 مليار دولار بحلول عام 2028 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.1% للفترة المتوقعة بدءاً من عام 2021 لغاية 2028.
ويأتي هذا النمو مدفوعاً اليوم بإقبال المستهلكين الواسع على شراء الوجبات والمواد الغذائية عبر الإنترنت، كما بات التغليف المستدام في الوقت الراهن من أبرز توجيهات القطاع ويشهد وتيرة نمو مستمرة بفعل تغير عادات التسوق، ويظهر المتسوقون الشباب استعداداً أعلى لشراء المنتجات التي تمتاز بتغليف صديق للبيئة.
وعن تسبب جائحة «كوفيد-19» في زيادة الطلب على قطاع التغليف والتعبئة في الإمارات قال حداد: قدمت جائحة كوفيد-19 فرص نمو هائلة للقطاع الذي تبلغ قيمته حالياً نحو 300 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لوحدها، وأن دولة الإمارات تعتبر جزءاً من القطاع البالغة قيمته نحو 300 مليار دولار في المنطقة، والمتوقع أن يسجل نمواً سنوياً من خانتين.
ويعود ذلك إلى ارتفاع الطلب على خيارات التغليف الآمنة والمستدامة. كما شكل ازدهار قطاع التجارة الإلكترونية حافزاً لنشوء المشاريع الجديدة في القطاع، لاسيما تلك التي تضع السلامة والتعقيم وجودة التغليف، مع صعود أهمية منح المستهلكين تجربة سلسة وخالية من أي متاعب.
وقال حداد: في مطلع 2021، ضاعفت شركة «البيادر انترناشيونال» بطاقتها الإنتاجية بمعدل 18 ألف طن سنوياً من حلول ومنتجات تغليف المواد الغذائية، لتصل الطاقة الإنتاجية الإجمالية لمصانعها الـ 6 في دولة الإمارات وقطر إلى 31 ألف طن سنوياً. وجاءت هذه الخطوة في إطار استثمار بقيمة 200 مليون درهم ضمن مشروع رئيسي يعزز قدراتها في قطاعي التصنيع والبيع بالتجزئة كذلك أضافت الشركة لسلة منتجاتها مواد التنظيف والتعقيم.
ارتفاع الطلب من المطاعم
وقال عبد الجبار بي بي، العضو المنتدب لشركة «هوتباك» الدولية: إن حجم القطاع في الإمارات حالياً يتجاوز الـ 10 مليارات درهم ومن المتوقع أن يصل إلى 14 مليار درهم بحلول العام 2025، مشيراً إلى أن توجهات قطاع التغليف والتعبئة في الإمارات والعالم تتجه بقوة إلى الاستدامة والصحة التي لا تقتصر على المنتجات الورقية فحسب وإنما البلاستيكية المستدامة والمعاد تدويرها بنسبة 100%، بالإضافة إلى المنتجات المبتكرة الجديدة التي تحظى بقبول واسع من العملاء في السوق، وكذلك منتجات التعبئة والتغليف الصحية النظيفة نظراً لارتفاع وعي العملاء حول معايير السلامة والنظافة كنتيجة لوباء كوفيد 19.
وتوقع بي بي، نمو القطاع في الإمارات العام 2022 بنسبة 10% مقارنة بالعام 2021، مشيراً إلى أن «هوتباك» الدولية تركز حالياً على التوسع في جميع أنحاء الإمارات، حيث بلغ إجمالي استثمارات الشركة حتى الآن 200 مليون درهم في افتتاح صالات بيع بالتجزئة الجديدة الخاصة بالشركة.
التلوث والقمامة البلاستيكية من أهم المخاوف
تعتبر المخاوف بشأن البيئة أقوى من أي وقت مضى ويعد التلوث والقمامة البلاستيكية في المحيطات من أهم المخاوف البيئية المشتركة (بنسبة 83%)، يتبعهما في الترتيب الاحترار العالمي، بحسب ما ذكر أكثر من ثلاثة أرباع (78%) المستهلكين.
ويتقدم هذا الأمر على هدر الطعام (77%) وإمكانية الوصول إلى الغذاء (71%).
كما تعتبر سلامة الأغذية وأمنها أيضاً من الأولويات القصوى للعامة حيث سلط الوباء الضوء على الصحة وعلى نقاط الضعف في أنظمتنا الغذائية.
ويعتقد ثلثا المستهلكين (65%) أن الحالة الصحية الجيدة هي أن يكونوا بأمان. يخلق هذا الوعي المتزايد مساحات طلب للمنتجات الغذائية المعززة للمناعة.