عادي

مسجد الشيخ خليفة بالعين..قيمة معنوية وأيقونة معمارية

يشكل قلباً نابضاً لأهالي المدينة التي أحبها الراحل الكبير

18:52 مساء
الصورة
مسجد الشيخ خليفة
الصورة

- المسجد تعبير عن روح العمارة الإسلامية وتراثها الفني الفريد
 - يشغل مساحة كلية تصل إلى 256 ألفاً و680 متراً مربعاً 
- قبة قطرها الخارجي 86 متراً تشكل لوحة للطابع الإسلامي
- أربع مآذن تشمخ في أركان القبة والصحن بارتفاع ستين متراً 

 
العين – راشد النعيمي


يجسّد مسجد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، في مدينة العين، قيمة معنوية كبيرة لأهالي المدينة التي شهدت ولادته عام 1948 في قلعة المويجعي التي لا تبعد كثيراً عن المسجد الذي يمثل أيقونة معمارية متفردة، تشكل القلب النابض للمدينة التي أحبها الراحل؛ حيث أقام مع عائلته في «المويجعي»، وتلقى تعليمه المدرسي في المدينة نفسها بالمدرسة النهيانية، التي أنشأها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقضى الراحل الكبير معظم طفولته في واحات العين والبريمي بصحبة والده الذي حكم منطقة العين في ذلك الوقت.
في تلك الأثناء، حرص المغفور له الشيخ زايد على اصطحاب نجله الأكبر خليفة في معظم نشاطاته، وزياراته اليومية، في منطقتيّ العين والبريمي؛ حيث كانت للواحتين أهمية اقتصادية واستراتيجية لإمارة أبوظبي، كأكبر منتج زراعي، وكمركز استراتيجي رئيسي لأمن المنطقة، وظل الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، ملازماً لوالده زايد في مهمته الصعبة، لتحسين حياة القبائل في المنطقة، وإقامة سلطة الدولة، مما كان له الأثر الكبير في تعليم خليفة القيم الأساسية لتحمل المسؤولية والثقة والعدالة.
كما لازم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد في تلك الفترة المجالس العامة، والتي تعد مدرسة مهمة لتعليم مهارات القيادة السياسية في ذلك الوقت، مما وفّر له فرصة واسعة للاحتكاك بهموم المواطنين، وكان قريباً من تطلّعاتهم وآمالهم، كما أكسبه ذلك مهارات الإدارة والاتصال.
درة معمارية
عيون أهل العين وزوارها لا تكاد تفارق الدرة المعمارية الأبرز والأولى في المدينة، متطلعين لزيارته والصلاة فيه؛ حيث القبة الأضخم بآيات قرآنية تزينها، تغطي كامل القاعة الرئيسية للصلاة في مسجد الشيخ خليفة بن زايد الذي يمثل علامة تميز العين، بتصميمه المتفرد وموقعه؛ حيث يجاور أقدم مسجد تم اكتشافه ويعود تاريخه إلى 1000عام.
ويعد مسجد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان واحداً من أبرز الصروح المعمارية ذات الطابع الإسلامي المميز، ليس في مدينة العين فحسب؛ بل على مستوى دولة الإمارات، من حيث تعبيره عن روح العمارة الإسلامية وتراثها الفني الفريد، ودلالته الرمزية لثقافة الدولة وموروثاتها الحضارية ولخصوصية مدينة العين، وما تمثله من أسلوب حياة الاستقرار والأمن، ولتجسيد رمزية هذه المعاني مع إبراز الأهمية التاريخية للمنطقة، ويعد عملاً معمارياً إبداعياً غير تقليدي، نابعاً من التراث المعماري الإسلامي؛ حيث يجمع بين عراقة التقاليد وتقنية العصر الحديث.
الخصائص المميزة للقبة تتمثل في أنها مغايرة للشكل التقليدي لقباب المساجد من ناحية التفصيل والمعالجة؛ حيث اعتمد في تشكيلها على لوحات قرآنية متداخلة، نسجت من خط الثلث العربي بحروف بارزة تظهر رونق الخط العربي وجماله، وبذلك لم تعد تلك اللوحات نقوشاً وزخارف تزين سطح القبة وحسب؛ بل تحولت إلى مكون أساسي وعنصر تكامل في نسيج القبة المعماري.
تجانس معماري
ويضم المشروع أيضاً أماكن للوضوء، ومبنى للخدمات، ومواقف للسيارات، وتغطي المسطحات الخضراء مساحة قدرها 75 ألفاً و390 متراً مربعاً، وهناك العديد من الأحواض المائية في الفضاءات المكشوفة التي تضفي رونقاً وبهاء على المكان وتبرز تجانس العناصر المعمارية المختلفة وتناغمها.
وجاءت فكرة اختيار موقع المشروع في حي المعهد في مدينة العين، نظراً لاكتشاف مسجد قديم في تلك المنطقة، يعود إلى نحو 1000 سنة ويتسع المسجد لأكثر من 20 ألف مصل، منهم 5200 داخل الحرم الرئيسي للمسجد «تحت القبة»، و1100 مصلٍ في الفضاءات الداخلية المغطاة، و14 ألف مصل في الساحات الخارجية المفتوحة، وفي المسجد قاعات للصلاة وأماكن للوضوء مخصصة للنساء.
ويعد مسجد الشيخ خليفة تحفة معمارية إسلامية متفردة؛ حيث إنه يتميز بتفاصيل معمارية هندسية مبهرة، وتتميز القبة التي يبلغ قطرها الخارجي 86 متراً، بالنقوش وآيات القرآن الكريم بخط الثلث العربي، مشكلة لوحة تعبق بالطابع الإسلامي ويتميز المسجد بفخامة الفرش الداخلي وأسواره الخارجية، ومساحات تجميلية ومسطحات خضراء تزين محيطه لتشغل مساحة قدرها 75 ألفاً و390 متراً مربعاً، إلى جانب أحواض مائية مندمجة لتكون لوحة جمالية تنضم إلى سلسلة المعالم البارزة في مدينة العين، مع مواقف للسيارات وأماكن للوضوء، ومبنى للخدمات.
يقع المسجد في حي المعهد، ويشغل مساحة كلية قدرها 256 ألفاً و680 متراً مربعاً، بينما تبلغ المساحة المبنية منها 15 ألفاً و684 متراً مربعاً، ويتألف من الحرم الرئيسي للمسجد «القبة» ومساحته 4 آلاف و417 متراً مربعاً، وأربع مآذن تشمخ في أركان القبة والصحن بارتفاع ستين متراً، وهي مستمدة من طراز مآذن الجامع الكبير في سامراء بطرح حديث، وهناك رواق صُمم على الطراز الأموي الأندلسي، ويربط مكونات المشروع المختلفة، ويؤطر الصحن الذي تبلغ مساحته 7 آلاف و660 متراً مربعاً.