الخليفة

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

عبدالله محمد السبب

(إن كنتم تظنوني طيّباً، فإنكم لم تعرفوا ابني خليفة)، هكذا همس في آذاننا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائد المؤسس، والرئيس الأول لدولة الإمارات العربية المتحدة، والحاكم الخامس عشر لإمارة أبوظبي، في شأن ولي عهده الأمين، الذي أسند إليه ولاية العهد بتاريخ 1 فبراير 1969، وفي الذكرى 21 من ولايته للعهد الذي قطعه على نفسه بأن يكون أميناً مع نفسه ومع أبيه ومع الشعب، قال المغفور له الشيخ زايد: (خليفة رجل حكمة ودراية وإلمام، مساهمات سموّه بارزة في تحقيق التقدم والازدهار والرّخاء).

نعم، هكذا هو دأب المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيَّبَ الله ثراه، الذي جاء «خليفة» لوالده الشيخ زايد؛ خليفة له في حكم إمارة أبوظبي في 2 نوفمبر 2004، وفي رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة في 3 نوفمبر 2004؛ و«خليفة» لوالده في مكارم الأخلاق، وفي شمائل الإنسانية، وفي نبل التعامل مع الناس، وفي احتواء صنوف من البشر في كنف دولة الإمارات الحاضنة لشرائح مجتمعية من كافة أقطار المعمورة العالمية، منذ ما قبل قيام اتحاد الإمارات المتصالحة وحتى عصرنا الحاضر، لجميع الفئات العمرية وجميع الأجناس والجنسيات؛ دون تفريق بين جالية وأخرى، وبين ديانة وأخرى، ومغدقاً على الفئات الوظيفية في مختلف درجاتها ومواقعها، دون أفضلية تذكر، ودون إسقاط الكوادر البشرية غير المواطنة من حسابات سخائه وعطاياه، رحمه الله، منذ ولادته في قلعة قصر المويجعي في مدينة العين في 9 سبتمبر 1948 ومصاحبته لأبيه في مجالسة الرجال والارتحالات الأبوية، مروراً بتمثيله للحاكم في المنطقة الشرقية «منطقة العين» ورئيس المحاكم فيها، وفي شتى المناصب التي تولاها، وحتى تاريخ ارتحاله في العام الجاري 2022، حيث 13 مايو الذي تكرر فيه مشهد الحزن والبكاء المرير الذي أبداه الشعب الإماراتي الوفي للقيادة الرشيدة، كما لو أن دولة الإمارات قاطبة تبدو يتيمة للمرة الثانية على التوالي، حيث 2 نوفمبر 2004 الذي فقدت فيه «والد الأمة» القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحيث 13 مايو الجاري الذي فقدت فيه قائد الإمارات ووالدها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أكمل مهمته السياسية والوطنية والإنسانية تجاه شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، وشعوب الأمتين العربية والإسلامية، وشعوب العالم الضعيفة والمستجيرة بعطفه وكرم أخلاقه وسخاء أياديه البيضاء بياض الثلج في عز الشتاء.

نعم، هكذا هو دأب المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيَّبَ الله ثراه، الذي أكمل المهمة على خير وجه، ليسلم الراية إلى ولي عهده الأمين، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله وسدد خطاه بما هو أهله: (خير خلف لخير سلف).
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"