الشيخ محمد بن زايد رئيساً لدولة الإمارات

00:06 صباحا
قراءة 4 دقائق

ليس غريباً على المجلس الأعلى للاتحاد، أن ينتخب بالإجماع، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيساً لدولة الإمارات العربيَّة المتَّحدة، خلفاً لأخيه الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله.

فسموّه كما قال عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله: عرفناه قائداً وبايعناه رئيساً، فهو من غير شك شيخ وابن شيوخ كرام من القاع إلى النخاع كما يقال في الأمثال، ولقد حكم إمارة أبوظبي من هذه الأسرة الكريمة حتى الآن 16 شيخاً من آل نهيان، وكلهم خيار من خيار.

وإنّ الشيخ محمد بن زايد اليوم، امتداد لتلك الأسرة الحاكمة التي بدأت بالشيخ ذياب بن عيسى بن نهيان عام 1761، وامتداد أيضاً للمغفور له للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، طيب الله ثراه.

ولد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في مدينة العين في 11 مارس من عام 1961، ومنذ ذلك اليوم بدأ ينشأ ويترعرع بين أبوين كريمين هما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخة فاطمة بنت مبارك الكتبي.

والجدير بالذكر أن سموّه خريج أكاديمية ساند هيرست الملكيَّة العسكريَّة البريطانية عام 1979، فهو عسكريٌّ طيّار، وخبير بقيادة الطائرات العمودية.

ويعرف عنه أنّه من الذين شاركوا في الاجتماعات التَّشاوريَّة يوم التقاء الشيخين المؤسسين الراحلين: الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد في خيمة «سيح سدير» قبل قيام الاتحاد.

إضافة إلى ذلك فإنّه من المشاركين فيما بعد في تطوير إمارة أبوظبي خلال أكثر من ثلاثة عقود، لذلك فإنّه محرِّكٌ نشط في ميادين الاقتصاد والأمن والدفاع والاجتماع والإعمار، ومعروف عنه بأنّه صاحب مبادرات ومشاريع تنموية عديدة.

عمل سموّه قائداً للقوات الجويَّة ونائباً لرئيس أركان القوّات المسلّحة في دولة الإمارات، حتى بلغ مرتبة الفريق، ما يعني أنه تدرج في الوظائف، واكتسب الخبرات اللازمة.

وعندما أصبح أخوه الشيخ خليفة بن زايد حاكماً لأبو ظبي، تولَّى سموّه منصب نائب القائد الأعلى للقوّات المسلّحة، وتمَّ ترفيعه إلى فريق أوَّل، وأصبح وليَّاً للعهد في إمارة أبوظبي.

وفي الوقت نفسه عمل نائباً لرئيس المجلس التنفيذي ثم رئيساً للمجلس، إضافة إلى ما ذكر فهو تقلَّد مناصب أخرى في مجال الطاقة والنفط والاقتصاد، وشغل منصب رئيس مجموعة أوفيست (برنامج التوازن الاقتصادي ).

نعم..... وله بصماته الإيجابية على تطوير القوات المسلحة لدولة الإمارات، حتى وصلت إلى المرتبة الرائدة والمتقدمة، أضف إلى ذلك اهتمامه بالصحة والتعليم والأبحاث العلميَّة والمحاضرات واللقاءات التثقيفية والتوثيقية التي يعقدها في مجلسه، وفي عهده تطوَّر التعليم في مختلف مراحله من الروضة إلى الجامعة.

وأصبحت أبوظبي اليوم حاضنة لجامعات عريقة عربيَّة وأجنبيَّة، وصارت عاصمة للمؤتمرات العالميَّة، كما أنَّ سموّه اهتمَّ بالتصنيع والإنتاج المحلِّي الإماراتي، فالإمارات اليوم تنافس الدول في تصدير كثير من البضائع التي أصبحت تصدّر إلى دول الشرق والغرب، وكم نشعر بالفخر عندما نسمع عن مشاريع «مصدر» و«براكة» وأمثالها.

وأمَّا على مستوى علاقات سموّه بالعالم الخارجي، فأصبح صوت الشيخ محمد بن زايد مسموعاً في مشارق الأرض ومغاربها، ووجهه مألوفاً بين القيادات في كلِّ المنتديات العالمية والمنظمات الدوليَّة، لأنَّه منذ أكثر من عشر سنوات وهو يمارس دور رئيس الدولة، نظراً لاعتلال صحة أخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة سابقاً.

وخلال هذه المدة أثبت سموّه جدارته وجهوزيته لتحمل المسؤوليَّة بالكامل، وهو اليوم يعد رجل السلام في العالم، وقد سجل إنجازات عدة في سجل الإنسانية خلال هذه السنوات التي مضت، ونجح في انتزاع فتيل النزاع بين دول ودول في مواقع من العالم، وساهم في نشر رسالة التعايش السلمي والتسامح بين البشر، وبذلك استطاع أن يدخل قلوب الناس من أوسع أبوابها في الداخل والخارج.

إذن فإن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد عندما يُنتخب اليوم رئيساً لدولة الإمارات، يُنتخب لأنَّه «ابن بَجدته»، ولد حاكماً وترعرع حاكماً، ومن عاش في أحضان السياسة كذلك لا يحتاج إلى أن يتعلَّم السياسة، بل السياسة تتعلم منه، لأنها في حاجة إلى خبرته وإرشاداته.

لقد أثبت الشيخ محمد بن زايد في فترة ولاية عهده بأنَّه رجل دولة بمعنى الكلمة، ورأيناه كيف تصرَّف بحكمة مع الكثير من القضايا الشائكة والأزمات المستعصية منها جائحة كورونا القريبة جداً.

وقد رأيناه بعد عون من الله واثقا من نفسه، فطمأن الداخل والخارج بأن كورونا سحابة صيف سوف تمر، وما على الشعب إلا أن يتحلوا بالصبر ولا يشيلوا الهم، وبالفعل وفَّر الطعام والشراب والدواء والعلاج.

وقدَّم العلاج للقريب والبعيد، ومدَّ بيد من الحنان الأبوي والعاطفة الإنسانية جسور التعاون إلى الأعداء قبل الأصدقاء، ما جعل الكثيرين ممن أساؤوا الظنّ فيما مضى، يعيدون النظر ويراجعون حساباتهم مع دولة الإمارات وقيادتها.

أجل....... يتميَّز الشيخ محمد بن زايد بالذكاء الحاد، وبالتواضع الجمّ، وبالبذل في وقت البذل، والقدرة على اقتناص الفرص في الوقت المناسب، والعمل بهدوء، كما أنه يتمتَّع بشخصيَّة جاذبة، ويمتلك قدرة لافتة للنظر على التعامل بإرهاف الحس مع الأفراح والأحزان.

كما أنه يجيد لغة الأطفال وفهم أحاسيسهم والنزول إلى مستواهم، لدرجة أنَّ الكل يتمنَّى لو عاد صغيراً لتجمعه البراءة مع الشيخ محمد بن زايد في صالة فرح أو خيمة حزن أو ساحة مدرسة أو أي مناسبة.

واليوم وهو يتولى رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة رسمياً ولحقبة تاريخية جديدة، ليس لنا إلا أن نستبشر فيها مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بمسيرة عظيمة، نحو المجد، ونبايعه، ونعاهده على السمع والطاعة.

ونشارك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في قوله: مثلما أخلصنا مع والدك نخلص معك، والله الموفق.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلف وشاعر وخطيب. صاحب كلمات النشيد الوطني الإماراتي، ومن الأعضاء المؤسسين لجائزة دبي للقرآن الكريم. شارك في تأليف كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلتين الابتدائية والإعدادية. يمتلك أكثر من 75 مؤلفا، فضلا عن كتابة 9 مسرحيات وأوبريتات وطنية واجتماعية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"