الشارقة: أحمد النجار
نجحت المغامرة نايلة سعيد البلوشي في تسلق قمة إيفرست (8849 متراً فوق سطح البحر). وبهذا تصبح أول إماراتية ترفع علم الدولة فوق أعلى قمة في العالم، في 14 من مايو 2022، ليقترن اسمها بزوجها المغامر سعيد المعمري الذي صعد القمة في مغامرات سابقة، حيث يمتلك في رصيده 100 قمة منذ بداية مغامراته ورحلاته عام 2014، ويصبح المغامران أول زوجين عربيين يصلان إلى القمة نفسها، بعد أن قررا أن يرتبط اسمهما قبل أن يسبقهما إلى هذا الرقم العالمي آخرون.
وواجهت رحلة الزوجين تحديات كثيرة، فليس الأمر سهلاً من دون شغف وصمود وإرادة متوثّبة؛ إذ أعربت المغامرة نايلة ناصر البلوشي في حديثها ل«الخليج» عن سعادتها بهذا الإنجاز. وقالت: «أشعر بفخر كبير كأول إماراتية تصل إلى قمة جبل إيفرست الأعلى في العالم، مشيرة إلى أنها لم تكن تخطط لهذه الرحلة، فقد أردت تتويج تجاربي السابقة في تسلق القمم بهذا الإنجاز المهم والملهم، حيث تسلقت منذ بداياتي قبل عامين نحو 8 قمم أبرزها جبل ارارات أعلى قمة جبلية في تركيا، وجبل في إرمينيا، وقمة جبل كاميرون، وقمة جبل بركاني في جزر القمر.
وأضافت: «أردت أن أثبت أن المرأة الإماراتية بإرادتها وعزيمتها قادرة على قهر التحديات، وخوض أصعب التجارب والمغامرات»، مشيرة إلى أنها خلال صعودها قمة جبل إيفرست استطاعت تنفيذ التحدي من المرة الأولى عبر الانطلاق مباشرة من المخيم الرئيسي إلى القمة، حيث خاضت التجربة خلال 10 أيام فقط دون الحاجة إلى «رحلة التأقلم».
تحديات التسلق
ولفتت البلوشي إلى أن تخطيط مغامرات الصعود للقمم ترافقه تحديات كثيرة، من ضمنها اختيار الوقت والأجواء، بناء على توقعات الأرصاد الجوية في البلد نفسه، فمثلاً قمة إيفرست مغلقة طوال العام، ويعد شهر أبريل هو أنسب لتسلقها، إلى جانب إجراءات الحصول على تصريحات التسلق، حيث تحتاج إلى دعم لوجستي من قبل سفارة الإمارات، في نفس وجهة التسلق لتسهيل الوصول إلى الأهداف، فضلاً عن أن لكل جبل أجواؤه وظروفه الخاصة».
من جهته، أوضح سعيد المعمري ل«الخليج»، أن هذه المغامرة التي خاضها رفقة زوجته نايلة البلوشي تكتسب خصوصية وطنية وإنسانية في تاريخ مغامراتهما معاً، حيث تعتبر هذه القمة التاسعة بالنسبة لنايلة. أما سعيد فقد وصل إلى الرقم الذهبي 100 قمة في رحلة أخرى ترافق الزوجان فيها لتسلق أعلى قمة جبل في قبرص، ليحطم سعيد رقماً قياسياً دولياً لم ينجح أحد من مغامري العالم في تحطيمه حتى اليوم، حيث لا يتجاوز إنجاز أقدم مغامر دولي تسلق 70 قمة فقط.
وأوضح المعمري أن زوجته نايلة كانت متحمسة لهذا الإنجاز، حرصاً منها على تجسيد رسالة الهوية والتراث، بوصفهما عنصري انتماء واعتزاز، وإبراز صلابة وقوة المرأة الإماراتية المحافظة على عاداتها الأصيلة، وإصرارها على تحدي الصعاب مع التزامها بهويتها وأصالتها، ويتجلى ذلك في ارتدائها البرقع الإماراتي عند رفع علم الدولة.
القمة الـ«101» ورسالة سلام
يعتزم المغامر سعيد المعمري صعود قمة جبل (موسى على) في جيبوتي، ليكون بذلك تسلق «101» قمة حول العالم، ويواصل هدفه في نقل رسالة سلام إلى مختلف شعوب الأرض.
وأشار إلى أن زوجته نايلة سعيد البلوشي التي خاضت مغامرات سابقة في تسلق القمم، تسعى للوقوف إلى جانبه لرفع علم الإمارات في أعالي قمم العالم، استكمالاً لتعزيز اسم وطنهما في عالم تسلق الجبال.
