عادي

السيسي يشيد بدور منتدى غاز المتوسط في حل أزمة الطاقة العالمية

20:55 مساء
قراءة 6 دقائق

القاهرة: «الخليج»

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال استقباله رؤساء الوفود المشاركين في الاجتماع الوزاري لمنتدى غاز شرق المتوسط، أن التأثر الحالي لقطاع الطاقة عالميا، رسخ الرؤية الاستراتيجية الثاقبة بتأسيس المنتدى منذ البداية، بالقدر الذي أصبح يمثل نموذجا تسعى الكثير من الدول لنيل عضويته.

ووقعت مصر وإسرائيل والاتحاد الاوروبي، مذكرة تفاهم على هامش اجتماعات المنتدى، التي عقدت اليوم في القاهرة، للتعاون في مجال الطاقة وإمداد أوروبا بالغاز الطبيعي.

اللقاء تم بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا، حيث أعرب السيسي عن تقديره لجهود المشاركين في الاجتماع الوزاري، في دفع أنشطة المنتدى خلال الثلاث سنوات الماضية، الأمر الذي رسخ من أهمية ودور المنتدى للتعاون في مجال الطاقة إقليميا ودوليا، أخذا في الاعتبار تأثر قطاع الطاقة حاليا، من جراء الظروف العالمية.

وأكد السيسي قدرة المنتدى على القيام بدور محوري، خلال المرحلة القادمة لحل أزمة الطاقة العالمية، بما يساعد على تحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة للمنطقة، والتي سوف تعود بالنفع على شعوبها، وهو ما يتطلب تكثيف التعاون الثنائي والإقليمي بين الدول الأعضاء لتحقيق الاستفادة المثلى من مواردها الكامنة، من خلال تعزيز الاستكشافات، وعمليات التنقيب وزيادة الطاقة الإنتاجية.

المبادرة المصرية

وأضاف متحدث رسمي أن رؤساء الوفود المشاركين في اجتماع المنتدى أكدوا الأهمية الاستراتيجية للمبادرة المصرية لإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، مشيدين بجهود مصر الفعالة، لإقامة حوار إقليمي منظم حول الغاز الطبيعي، يدعم مساعي دول شرق المتوسط لصياغة سياسات يتم التركيز من خلالها على التعاون في مجال الطاقة، كوسيلة للتقارب بين الشعوب، وبهدف وضع رؤية مشتركة لمستقبل احتياطات شرق المتوسط، مما يمهد الطريق لفتح آفاق جديدة من المصالح الاقتصادية المشتركة بين دول المنطقة.

وشهد اللقاء، حوارا مفتوحا، حيث أكد السيسي متابعته الحثيثة لنتائج الاجتماع، وما سيتم الاتفاق عليه، مشددا على دعم مصر الكامل للمنتدى وأهدافه، بما يخدم كل دول المنطقة ومصالحها التنموية، ويساعد على توفير مصدر طاقة مستدام لصالح الشعوب والأجيال المقبلة، وهو الأمر الذي يرسخ ثقافة التعاون والبناء والسلام في المنطقة.

وفي تطور متصل وقعت مصر مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعي مع إسرائيل والاتحاد الأوروبي.

ووقع المذكرة، وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا، ووزيرة الطاقة الإسرائيلية كاترين الحرار، ومفوضة الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي كادرى سيمسون، بحضور اورسولا فون ديرلاين، رئيس المفوضية الأوروبية.

وتشمل المذكرة التعاون في مجال تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعي بين الاطراف الثلاثة، تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط.

وأوضح الملا، أن توقيع المذكرة يمثل خطوة هامة جدا في مسيرة بناء المنتدى، التي بدأت منذ 4 سنوات، وهى خطوة يمكن البناء عليها في تحقيق المزيد من التعاون بين الدول الأعضاء والمشاركة في منتدى غاز شرق المتوسط ومنها الاتحاد الأوروبي.

وأوضحت كاترين الحرار، أن التوقيع الذي تم مع مصر والمفوضية الأوروبية، يمثل رسالة هامة لنجاح التعاون تحت مظلة المنتدى، الذى يؤكد دوره المحوري في تأمين جانب من إمدادات الطاقة لأوروبا، وأن التعاون المثمر يُمكن من تحقيق الاستغلال الأمثل لإمكانيات المنطقة ويدعم دور مصر وإسرائيل كلاعبين مهمين في سوق الغاز.

وأعربت أورسولا فون ديرلاين، عن سعادتها بحضور هذا التوقيع الذي يمثل فرصة للجميع في التعاون، وخاصة أن توقيع المذكرة يأتي في وقت صعب للاتحاد الأوروبي الذي يبحث عن تأمين مصادر موثوقة لإمدادات الطاقة في ظل المتغيرات الحالية التي نشهدها.

وأشارت إلى أهمية موارد الطاقة النظيفة، والتوسع في استخدام الهيدروجين باعتباره طاقة المستقبل، موضحة أن الاتحاد الأوروبي يتعاون حاليا في تطوير استراتيجية الهيدروجين في مصر وسيتم إطلاقها في «كوب27»، لاستفادة شعوب دول العالم.

وقد استضافت القاهرة، الي م الاربعاء، الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى غاز شرق المتوسط، حيث افتتحته ناتاشا بيليديس، وزيرة الطاقة القبرصية رئيس الدورة الحالية للمنتدى «عبر الفيديوكونفرانس»، وأدارها المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية الرئيس المناوب للمنتدى خلال عام 2022.

وشهد الاجتماع حضورا دوليا رفيع المستوى من وزراء ورؤساء وفود الدول الأعضاء الدائمين من قبرص واليونان وإسرائيل وإيطاليا وفرنسا وفلسطين والأردن بالإضافة إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي كأعضاء مراقبين، بالإضافة إلى مفوضة الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي والأمين العام للمنتدى اسامه مبارز. واكد المهندس طارق الملا، أن المتغيرات الحالية، التي يشهدها العالم أوضحت الأهمية البالغة لمنتدى غاز شرق المتوسط وما حدث فيه من تقدم ملموس، وتضافر جهود الدول الأعضاء والمشاركة لتحقيق النجاح للمنتدى، ودوره في تأمين جانب من إمدادات الطاقة في ظل ما يتوافر بمنطقة شرق المتوسط من إمكانات لإنتاج الغاز يعلمها الجميع وقدرته على زيادة التصدير إلى أوروبا من خلال التسهيلات المتاحة وهى إمكانيات يتم العمل على تطويرها من خلال المنتدى من أجل زيادة إنتاج الغاز.

ولفت إلى أهمية التحول الطاقي وتبنى المنتدى استراتيجية خفض الانبعاثات والتوسع في مجال إنتاج الهيدروجين.

وأضاف أن الاجتماع ناقش المرحلة الثانية من استراتيجية المنتدى ورؤيته لصناعة الغاز وزيادة الإنتاج، وكذلك مبادرات خفض الانبعاثات، ونزع الكربون، في إطار سعيه نحو تحقيق تحول طاقي ونمو مستدام.

الاجتماع الوزاري المقبل

وقالت وزيرة الطاقة القبرصية ناتاشا بيلديس ان المنتدى يساهم في إيجاد الحلول المناسبة لتأمين الطاقة على المستويين الدولي والإقليمي، فالمنتدى الذي يهدف إلى استغلال الموارد الإقليمية سيلعب دورا كبيراً في دعم وتعزيز إمدادات الغاز وتنمية الاحتياطيات ونقل الإمدادات عبر دول العبور إلى السوق الأوروبي الذي يحتاج لتأمين إمدادات من شرق المتوسط ولذلك تتضح أهمية الاتفاقيات الحكومية المشتركة لتحقيق تلك الأهداف.

ولفتت إلى أن قبرص ستستضيف الاجتماع الوزاري المقبل للمنتدى في أكتوبر المقبل، وأعربت وزيرة الطاقة الإسرائيلية عن تقديرها لاستضافة مصر هذا الاجتماع مما يعكس العلاقات المستقرة في المنطقة والعمل سوياً في منطقة شرق المتوسط، خاصة وأن هناك أحداثا جيوسياسية في شرق أوروبا أثرت بشدة على صناعة الطاقة وأصبحت هناك تحديات أمام الجميع، ويجب إيجاد حلول لمواجهتها والمساهمة في تأمين إمدادات الطاقة من خلال العمل على تطوير الموارد، مشيرة إلى أن هناك صادرات غاز لأوروبا من إسرائيل تحت مظلة المنتدى.

وقال كوستاس سيكريكاس، وزير البيئة والطاقة اليوناني أن اجتماع اليوم يكتسب أهمية خاصة، بعد الأزمة الاوكرانية وانعكاساتها على صناعة الطاقة، وأن أمن الطاقة يحتم ضرورة البحث عن مصادر جديدة، فالمنتدى يمكن أن يدعم أوروبا في مساعيها لتأمين موارد آمنة ومستقرة للطاقة وأن مصر وقبرص وإسرائيل سيكونوا موردين يعتمد عليهم لإمداد أوروبا.

وقال إنه من المهم تنمية وتكثيف أعمال الاستكشاف والإنتاج والتصدير وزيادة الاستثمار في رفع كفاءة الطاقة والتقاط وتخزين الكربون وإنتاج الهيدروجين لمواكبة قمة المناخ، مؤكدا أن بلاده تزيد استثماراتها في تلك المجالات.

وأوضح الدكتور صالح الخرابشة، وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني أن التوترات الجيوسياسية توضح أن المنتدى يسير في طريقه الصحيح لتطوير وتنمية موارد الدول الأعضاء واتخاذ خطوات نحو توفير الإمدادات، لافتا إلى أهمية الإسراع في عملية التحول الطاقي من خلال التوسع في استخدامات الغاز والهيدروجين، والتعاون والعمل المشترك، مشيداً بنتائج المرحلة الأولى من استراتيجية المنتدى ودوره في دعم الحوار الإقليمي وأمن الطاقة في المنطقة وفتح أسواق جديدة للغاز.

وأكدت هيلين دانتون، مدير الدبلوماسية الاقتصادية بوزارة أوروبا والشئون الخارجية الفرنسية على أهمية المنتدى، وأن هذه الأهمية ظهرت بوضوح في ظل الظروف الحالية التي تحدث في أوروبا، مشيرة إلى أهمية تنويع وعقد الشراكات من أجل تأمين إمدادات الطاقة.

مستشار الرئيس الفلسطيني

ووجه الدكتور محمد مصطفى، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الاقتصادية الشكر لمصر لاستضافتها اجتماع المنتدى، مشيراً إلى أن نجاح المنتدى يؤكد أن الدول الأعضاء استطاعت استغلال مواردها، وأن الغاز الطبيعي يعد مورداً اقتصادياً مهما في تأمين إمدادات الطاقة، وأضاف أن فلسطين لم تستطيع تنمية مواردها بالرغم من اكتشافها للغاز منذ 20 عاماً.

وأشار إلى أن المنتدى يحترم القانون الدولي ويجب على الدول الأعضاء احترام القوانين، وطالب المسئولين الإسرائيليين باحترام حقوق فلسطين في تنمية مواردها وأن يكون هناك احتراماً متبادلاً بين الطرفين ودعماً للتعاون الإقليمي.

وقالت فانيا جافا، وكيل وزارة التحول البيئ الإيطالية ان إنشاء منتدى الغاز يساعد على العمل للوصول إلى استراتيجية تساهم في انتعاش سوق الغاز، وان اكتشافات الغاز في منطقة شرق المتوسط وضعت الأساس للتعاون وتنويع مصادر وتأمين إمدادات الطاقة.

واشارت إلى أن الغاز سيلعب دورا مهما في التحول الطاقي وخفض الانبعاثات، موضحة أن إيطاليا تسعى للمشاركة في قمة المناخ، التي تستضيفها مصر هذا العام، وأن المنتدى يتبنى استراتيجية لإزالة الكربون من الصناعة والقطاعات الاقتصادية المختلفة، وأن المبادرات التي طرحها المنتدى تم تنفيذها، وأن إيطاليا تثمن هذا التعاون.

وأوضحت كادرى سيمسون، مفوضة الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي أن الاجتماع يأتي في وقت هام للاتحاد الذي يبحث عن تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وأن إمدادات الغاز من شرق المتوسط عبر مصر تعمل على تأمين جانب من تلك الإمدادات، وأن الاتحاد الأوروبي داعم قوى للمنتدى وأهدافه والتعاون المشترك بين الدول المشاركة فيه ومنها الاتفاقية التي سيتم توقيعها اليوم بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي.

واكد رئيس وفد الولايات المتحدة الأمريكية، جوشوا فولز، نائب مساعد وزير الطاقة الأمريكي للشئون الخارجية لأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط أن الولايات المتحدة من خلال عضويتها كمراقب تدعم خطوات هذا المنتدى ودوره في تنمية الطاقة ومواردها حيث أن أولويات العمل المشترك مع هذا المنتدى هو الوصول لمنطقة خالية من الانبعاثات الكربونية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"