عادي
اسأل الخليج

تعرف إلى المهاجم الوهمي في كرة القدم

10:43 صباحا
قراءة 5 دقائق
إعداد: معن خليل
برز في كرة القدم الحديثة أسلوب «المهاجم الوهمي» الذي عرف سابقاً مع منتخب المجر العظيم في الخمسينات، وعاد وأحياه الهولندي الراحل يوهان كرويف عندما كان مدرباً لبرشلونة، ثم جربه الفرنسي أرسين فينجر مع أرسنال، والإسباني بيب جوارديولا مع برشلونة ليجعل ليونيل ميسي أفضل «مهاجم وهمي» في التاريخ.
في 25 نوفمبر عام 1953، فاجأ منتخب المجر العالم باعتماد «المهاجم الوهمي»، حين أقيمت مباراة القرن بين مؤسسي كرة القدم الإنجليز وأفضل فريق في العالم في ذلك الوقت منتخب المجر.
انتهت المباراة بهزيمة قاسية للمنتخب الإنجليزي 3-6، وقد سجل لاعب المجر ناندور هيديكوتي «هاتريك» رغم أنه لم يلعب في مركز رأس الحربة.
خلال تلك الفترة كان المنتخب الإنجليزي يتمتع بصيت كبير ولم يخسر سوى مباراة واحدة على أرضه، وأراد أن يستعرض قوته أمام المجر مع جيلها الذهبي والتي كانت فازت بالميدالية الذهبية في أولمبياد 1952.
انطلقت المواجهة التي أطلقت عليها صحف إنجلترا حينها «مباراة القرن»، لكن المنتخب المجري بقيادة مدربه الكبير غوستاو شبش قام بأكبر خدعة فنية في تاريخ كرة القدم عندما اعتمد على تراجع قلب الهجوم حينها ناندور هيديكوتي إلى الخلف، الأمر الذي سبب إرباكاً للمدافعين الإنجليز في مراقبته، ومن هنا كان هيديكوتي أول مهاجم وهمي في تاريخ كرة القدم.
وفي العصر الحديث اشتهر النموذج الإسباني القائم على التنويع في طرق اللعب والاستحواذ على الكرة في منطقة الوسط لأطول فترة ممكنة قبل القيام بهجمة مفاجئة، وقد أمن للخطة التي استعملها نادي برشلونة ومنتخب إسبانيا نجاحها بوجود لاعبين موهوبين آنذاك، وعلى أعلى مستوى من المهارة مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي وتشافي هرنانديز وأندرياس إنييستا وديفيد سيلفا وخابي ألونسو وسيسك فابريغاس.
يقول غونتر نيفترز اللاعب السابق لمنتخب ألمانيا: «هناك تطورات مهمة في مهمة رأس الحربة الكلاسيكية، الإسبان وبرشلونة حاولا تطبيق خطة تدوير اللعب إلى أكثر ما يمكنهم وتقديم لعب سريع وممتع، هذا نظام لعب معقد لكنهما استطاعا تسيده بامتياز».
فينغر وجوارديولا
تاريخياً، يعرف على نطاق واسع أن المدرب الفرنسي أرسين فينغر كان من المراجع التدريبية في إعادة فكرة عدم الحاجة إلى مهاجم صريح، وطبقها مع أرسنال الإنجليزي موسم 2003-2004 عبر الاعتماد على وسط قوي كان يملك الموهبة والقوة البدنية بوجود الثلاثي الفرنسي باتريك فييرا وروبرت بيريس وتيري هنري والبرازيلي جيلبرتو والهولندي دينيس بيركامب، وقد ساهم بيركامب وهنري خصوصاً في إعطاء عمق هجومي لا مثيل له أدى لظهور فرقة «المدفعجية» بأفضل صورة مع تحقيق رقم قياسي بلغ 49 مباراة بلا خسارة.
ومن ثم جاء الدور على الإيطالي لوتشيانو سباليتي مدرب روما ليصنع مع فريق العاصمة نتائج تاريخية عام 2006 عندما اعتمد على غرار أرسين فينغر طريقة 4-2-3-1 القائمة على مشاركة لاعب وسط مهاجم بدلاً من رأس الحربة الصريح، وكان ذلك اللاعب هو فرانشيسكو توتي، حيث حقق الفريق يومها رقماً قياسياً بعدد المباريات التي انتصر فيها وبلغت 11 على التوالي وهو أمر نادر الحصول في «الكالتشيو»، كما كانت له انتصارات مثيرة في دوري أبطال أوروبا أهمها على ريال مدريد.
ميسي الكاذب
وإذا كان أرسنال وروما طبقا طريقة اللعب بلا رأس حربة صريح، فإن نادي برشلونة ومدربه القديم بيب غوارديولا يعود لهما الفضل في إعطاء هذا الأسلوب حياة ورواجاً، ومازال يستعمله حالياً في كثير من مباريات فريقه الحالي مانشستر سيتي.
واعتمد غوارديولا على مهاجم خفي هو الأرجنتيني ليونيل ميسي، ويقال إن برشلونة طبق طريقة اللعب من دون رأس حربة من أجل أفضل لاعب في العالم، وذلك حتى يعطيه حرية التحرك ومفاجأة المنافسين،وقد نجح في ما رمى إليه وهذا ما يستدل عليه من معدل التسجيل الخرافي لميسي منذ عام 2009 حتى رحيله عن برشلونة.
وفي تصريحات سابقة، قال بيب عن مركز «المهاجم الوهمي»: «أتذكر حين كان (الدنماركي الموهوب) مايكل لاودروب لاعباً لبرشلونة، كان كرويف لا يدفع بلاعب في مركز رأس الحربة، تاركاً ثنائي قلب دفاع الخصم دون مراقبة للاحتفاظ برجل إضافي في خط الوسط».
وأضاف:«في تلك الحالة إذا قرر ثنائي الدفاع التقدم لمنع تقدم المهاجم على بعد 40 متراً من المرمى، يمكنك الهجوم حينها من الأطراف، لقد تعلمت خطة «المهاجم الوهمي» من يوهان كرويف».
ويقول أيضاً: «عندما رأيت ليونيل ميسي في بداياته، اعتقدت أنه مثالي للعب في مركز المهاجم الوهمي، لأنه كان يقضي أحياناً 20 دقيقة دون أن يلمس الكرة».
وتابع: «لم يناسبني ذلك لأن الأقوى يجب أن يلمس العديد من الكرات».
ويروي ميسي في تصريح له كيف جعله غوارديولا «رأس حربة كاذباً»، وكيف أن برشلونة غير طريقته من أجله ويقول «غوارديولا تحدث إلي مرات عدة عن رغبته في أن ألعب كمهاجم كاذب، كان ذلك مثالياً بالنظر إلى أسلوب لعبنا في النادي لأن كل شيء يتم تقريباً في الوسط بوجود إنييستا وتشافي وبوسكيتش».
ويتابع ميسي «كان علي التحرك دائماً إلى القلب بحثاً عن المرمى وذلك كان يصب أكثر في مصلحة المنافسين، وجاء انتقالي من الجناح إلى الوسط الهجومي بشكل مفاجئ عام 2009 في ليلة الفوز التاريخي على ريال مدريد 6-2 في سنتياغو برنابيو، أعتقد أن غوارديولا قرر أن يغير الأسلوب وعدم الاعتماد على مهاجم صريح من أجل تلك المباراة تحديداً».
وبعد مباراة ريال مدريد أصبح غوارديولا أكثر إيماناً بنجاح أسلوبه لذلك استغنى عن الكاميروني صامويل إيتو ومن ثم باع السويدي زلاتان إبراهيموفيتش لنادي ميلان الإيطالي وحول ديفيد فيا أفضل مهاجم في تاريخ إسبانيا من الناحية التهديفية إلى جناح أيسر.
وكان ديل بوسكي مدرب منتخب إسبانيا السابق اعتمد أيضاً على طريقة اللعب بلا رأس حربة صريح، وذلك خلال منافسات كأس الأمم الأوروبية عام 2012 والتي فاز فريق «لافوريا روخا» بلقبها رغم أنه لعب 7 مباريات بدون مهاجم بعدما فضل المدرب اللجوء إلى لاعبي الوسط للقيام بهذه المهمة وخصوصاً سيسك فابريغاس.
وحققت خطة دل بوسكي نجاحاً كبيراً ويكفي أن منتخب إسبانيا فاز في المباراة النهائية على نظيره الإيطالي برباعية نظيفة رغم أنه لم يلعب برأس حربة.
كما اعتمد المدرب السابق لمنتخب ألمانيا يواخيم لوف على مسعود أوزيل كمهاجم وهمي في بعض المباريات، ليتخلى عن أسلوب تاريخي لألمانيا التي اشتهرت بوجود رؤوس حربة كانوا الأفضل في العالم في قلب الهجوم.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"