شهادة مجروحة

23:38 مساء
قراءة دقيقتين

** كانت «يد الشارقة» هي «الغائب الحاضر» في البطولة الخليجية لأبطال الكؤوس التي حضرت حفل ختامها مؤخراً في الكويت، بدعوة كريمة من خالد الغانم رئيس نادي الكويت، حيث دارت أحاديث جانبية كثيرة عن التجربة الشرقاوية في مجال اللعبة؛ إذ وصفها البعض ب«الظاهرة» والبعض الآخر بال«نموذج»، وكان السؤال المتكرر يستفسر عن سر هذا التفوق الشرقاوي الذي استمر وتواصل، وكانت محصلته احتكار البطولات كل موسم في كل المراحل، ومع فخري وسعادتي بما سمعته من تقدير وثناء، حاولت في إجاباتي أن ألخّص ما أعرفه بحكم المعاصرة والمتابعة كرياضي، وبحكم الوظيفة والدور كمسؤول، وكانت المحصلة في النقاط التالية التي أعتقد أنها تصيغ في مجملها كل وأي نجاح:
أولاً: «روح الأسرة الواحدة»، فالكل يعمل بحب وتفانٍ في خدمة اللعبة من الفريق الأول للرجال وحتى البراعم. 
ثانياً: «تواصل الأجيال» فاستراتيجية العمل يحكمها النظام المستدام لا الأفراد الذين يتغيرون من إدارة إلى أخرى.
ثالثا: «التنسيق والتكامل» الذي يجعل محصلة جهود الإدارة مع الأجهزة الفنية واللاعبين على أحسن ما يكون.
** وبالطبع لم يتسع المجال لسرد تفاصيل كثيرة مهمة وجوهرية في هذا التفوق الشرقاوي، لكن لعل المجال يتسع في هذا المقال للإشارة إلى ما يمكن اعتباره «السر الخفي» الذي تساءل عنه الإخوة في الكويت، ألا وهو الدور الذي يلعبه العنصر البشري في تحويل النظريات والخطط والبرامج إلى منتج رياضي ناجح، مرصّع بالبطولات والألقاب، فمن الأساس هناك رؤية رشيدة وفكرة حاكمة لا تبخس حق اللعبة وتوفر لها كل متطلباتها من منشآت وتجهيزات وغيرها، وهذه الرؤية صاحبها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وفي مرحلة تالية جاء عطاء رجال عظام أسسوا البناء وحافظوا عليه من جيل إلى جيل وأخص بالذكر منهم: أحمد الفردان والشيخ أحمد بن عبدالله آل ثاني، وخميس بن سالم، وعلي عمران وعبدالله بن خادم، فالإرث الشرقاوي معهم وبهم زاد ونما حتى صار نتاجه عماداً للمنتخبات، وأصبح فائضه رافداً لفرق الأندية الأخرى، والآن يحمل الراية ويواصل المسيرة المظفّرة ابن اللعبة محمد عبيد الحصان.
** بصراحة، الحديث عن «اليد الشرقاوية» إذا بدأ لن ينتهي، فهو حديث ذو شجون، كما أن شهادتي في هذا الصرح الكبير الذي أدين له بالفضل، وأكنّ له الحب والولاء، ستبقى دائماً «شهادة مجروحة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"