عادي

بيلوسي: لن نتخلى عن التزامنا تجاه تايوان

09:49 صباحا
قراءة 4 دقائق
نانسي بيلوسي

بوينس أيرس - رويترز
أكدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي في تايبيه، الأربعاء، أن الولايات المتحدة «لن تتخلى عن التزامها تجاه تايوان» التي تزورها بيلوسي مثيرة غضب الصين، التي أعلنت أنها لن تقف مكتوفة الأيدي.
وصرحت بيلوسي خلال لقاء حضرته رئيسة الجزيرة تساي إنغ ون في العاصمة تايبيه، إن الوفد الأمريكي «جاء إلى تايوان ليقول بشكل لا لبس فيه، إننا لن نتخلى عن التزامنا تجاه تايوان، وأننا فخورون بصداقتنا الدائمة».

تصعيد متعمد

وقالت بيلوسي خلال اجتماع مع تساي تشي-تشانغ نائب رئيس البرلمان التايواني:«نأتي بدافع الصداقة إلى تايوان، والسلام للمنطقة».من جهتها، صرحت رئيسة تايوان أن بلادها  لن تتراجع  في مواجهة التهديدات، بينما تستعد الصين لإجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية حول الجزيرة ردا على زيارة بيلوسي.
وقالت تساي خلال اللقاء إن «تايوان لن تتراجع في مواجهة تهديدات عسكرية يجري تصعيدها عمداً، وسنواصل تمسكنا بالدفاع عن الديمقراطية». كما شكرت المسؤولة الأمريكية على «اتخاذ خطوات ملموسة لإظهار دعمها الثابت لتايوان في هذه اللحظة الحاسمة».
وكانت بيلوسي أكدت الأربعاء، أن وفدها جاء إلى تايوان بدافع «السلام للمنطقة».ومع هبوط طائرة بيلوسي العسكرية في مطار سونغشان في تايوان، بعد أيام من التكهنات بشأن زيارتها، حتى جاء رد فعل بكين سريعاً.فقد استدعت وزارة الخارجية الصينية السفير الأمريكي نيكولاس بيرنز في وقت متأخر الثلاثاء، وحذرته من أن واشنطن «ستدفع الثمن».

عواقب وخيمة

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن شيه قوله: «هذه الخطوة شنيعة للغاية بطبيعتها وعواقبها وخيمة جداً»، مضيفاً «الصين لن تقف مكتوفة اليدين».وقال جيش التحرير الشعبي، إنه في «حالة تأهب قصوى» معلناً عن مناورات عسكرية في المياه حول الجزيرة تبدأ الأربعاء وتشمل «إطلاق نار بالذخيرة الحية» في مضيق تايوان.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الصينية: «أولئك الذين يلعبون بالنار سيهلكون بها».
 

أعمال عسكرية

ووعدت وزارة الدفاع الصينية «بأعمال عسكرية محددة الأهداف»، عبر سلسلة من مناورات حول الجزيرة تبدأ الأربعاء، بما في ذلك «إطلاق الذخيرة الحية بعيدة المدى» في مضيق تايوان.
وتشير الإحداثيات التي نشرها الجيش الصيني إلى أن جزءاً من العمليات سيجري على بعد 20 كيلومترًا عن ساحل تايوان.وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التايوانية سون لي فانغ إن، «بعض مناطق المناورات الصينية تتداخل مع المياه الإقليمية لتايوان». وأضاف:«هذا عمل غير عقلاني يهدف إلى تحدي النظام الدولي».

قلق ياباني


أما اليابان، فقد قالت إنها «قلقة» بشأن التدريبات الصينية، مشيرة إلى أن بعضها سينتهك منطقتها الاقتصادية الخالصة.ودعت كوريا الجنوبية المحطة التالية في الجولة الآسيوية لبيلوسي الأربعاء، إلى الهدوء.
وعلقت الصين الأربعاء، استيراد بعض أنواع الفاكهة والأسماك من تايوان، وتصدير الرمال الطبيعية إلى الجزيرة.
وقالت إدارة الجمارك الصينية، إنها ستعلق استيراد الحمضيات وبعض الأسماك من تايوان. وأكدت أنها رصدت «مراراً» نوعاً من الطفيليات الضارة على ثمار الحمضيات، وسجلت مستويات مفرطة من المبيدات الحشرية.
كما أعلنت وزارة التجارة الصينية، «تعليق تصدير الرمال الطبيعية إلى تايوان» اعتباراً من الأربعاء.


تقويض السلام

و ذكرت سلطات تايوان، ليل الثلاثاء والأربعاء أن 21 طائرة عسكرية صينية دخلت منطقة تحديد الدفاع الجوي للجزيرة - وهي منطقة أكبر بكثير من مجالها الجوي. ودانت وزارة الدفاع التايوانية «محاولة تهديد موانئنا ومدننا وتقويض السلام والاستقرار الإقليميين من جانب واحد».
وأضافت، أن «الجيش سيبقى بالتأكيد في مكانه، وسيحمي الأمن القومي، ونطلب من الجمهور الاطمئنان ودعم الجيش».وجاءت التصريحات الأخيرة، بعيد بيان للوزارة أكد الأربعاء، إن التدريبات العسكرية الصينية تهدد الموانئ الرئيسية والمناطق الحضرية في الجزيرة، ووعدت بـ«تعزيز» الدفاعات والرد بحزم.
وقالت الوزارة، إن التدريبات تشكل «محاولة لتهديد موانئنا ومدننا المهمة ولتقويض السلام والاستقرار الإقليميين من جانب واحد».
ويبحر عدد من السفن الأمريكية في المنطقة بما في ذلك حاملة الطائرات «يو إس إس رونالد ريغن»، حسب مصادر أمربكية.ويرى معظم المراقبين أن احتمال نشوب نزاع مسلح ضئيل.لكن مسؤولين أمريكيين قالوا، إنهم كانوا يستعدون لاستعراضات للقوة من الجيش الصيني.

لعب بالنار 

وتعتبر الصين أن تايوان بسكانها البالغ عددهم 23 مليون نسمة واحدة من مقاطعاتها لم تنجح في إلحاقها ببقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية (1949).وتعارض بكين أي مبادرة تمنح السلطات التايوانية شرعية دولية.ويزور مسؤولون أمريكيون الجزيرة بانتظام.

لكن الصين ترى أن زيارة بيلوسي الشخصية الثالثة في الدولة الأمريكية هي استفزاز كبير.والأسبوع الماضي وفي محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكي جو بايدن، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ الولايات المتحدة إلى عدم «اللعب بالنار».
ومنذ 1979، تعترف واشنطن بحكومة صينية واحدة فقط، وهي بكين، لكنها استمرت في تقديم الدعم لتايوان لا سيما عبر مبيعات الأسلحة الكبيرة.وتمارس الولايات المتحدة  تجاة تايبية، سياسة «الغموض الاستراتيجي»، إذ تمتنع عن قول ما إذا كانت ستدافع عن تايوان عسكرياً أم لا في حالة حدوث غزو.
 


 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"